قال مدير عام شركة «نيسان» في معرض شهادته، اليوم (الأربعاء)، خلال محاكمة معاون سابق لكارلوس غصن تُقام في طوكيو، إنهم كانوا يحاولون إرضاء رئيسهم فحسب، مشيراً إلى التجاوزات التي شابت عمل المجموعة في ظل إدارته. وادعى ماكوتو أوشيدا، الرئيس التنفيذي منذ عام 2019 لشركة «نيسان» اليابانية لصناعة السيارات التي التحق بها عام 2003، أنّ كارلوس غصن توقف على مر السنوات عن «الاستماع للآخرين، ودلَّهم ببساطة إلى الاتجاه الذي يتعين عليهم أن يسلكوه»، حسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن مساعديه كانوا يخشون معارضته خوفاً من «تعريض حياتك المهنية للخطر إذا حاولت ذلك». وكان المدير البارز لـ«نيسان - رينو» أيضاً حينها «قائداً يتمتع بشخصية جذابة» خلال إدارته لفترة طويلة جداً، وقد أصبحت «(نيسان) تدريجياً مكاناً حيث يريد الموظفون فيه إرضاء رئيسهم فقط»، كما اعتبر أوشيدا. وأشار الرئيس التنفيذي كذلك إلى أن غصن كان يمارس سلطة مطلقة وغامضة في منح المكافآت لكبار المديرين التنفيذيين في «نيسان». واعتُقل غصن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 في اليابان حيث يُلاحق بتهمة الاختلاس، وأكد باستمرار براءته وندد بما قال إنّها مؤامرة روج لها على حد قوله بعض كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة تصنيع السيارات اليابانية لإسقاطه. وبعد أشهر من الاحتجاز في اليابان أُطلق سراحه بكفالة، ثم فر من البلاد أواخر عام 2019 في ظروف مثيرة إلى لبنان، حيث لا يزال بعيداً عن متناول القضاء الياباني. ولم يحل فراره دون بدء المحاكمة في سبتمبر (أيلول) 2020 في طوكيو. ويحاكم مسؤول الشؤون القانونية السابق في شركة «نيسان» الأميركي غريغ كيلي الذي أوقف في اليوم ذاته مع غصن في اليابان في نوفمبر 2018، بتهمة مساعدة غصن في إخفاء جزء من دخله. ويواجه احتمال الحكم عليه بالسجن عشر سنوات. ودفع كيلي ببراءته من البداية. و«نيسان» التي تمثل أمام المحاكمة إلى جانب كيلي، بصفتها الاعتبارية، أقرت بالذنب عن تلك التهمة. ومن المقرر عقد جلسة استماع لمدة يومين هذا الأسبوع، لكن المحاكمة قد تمتد إلى ما بعد ذلك. واعتذر أوشيدا مرة أخرى نيابة عن «نيسان»، الجمعة، عن «كل المشاكل التي سببناها» لمساهمي المجموعة وشركائها وموظفيها وعملائها. وقد تعززت الشفافية على رأس هرم الشركة بشكل كبير منذ هذه الأزمة، حيث أكد أنه «لم يعد من الممكن أن يتخذ الرئيس وحده القرارات المتعلقة بالموظفين والمكافآت». وأضاف: «لكن تغيير النظام والآليات لا يكفي... يجب أن نغير فكر وثقافة الشركة» مشجعاً جميع العاملين في المجموعة على التعبير عن أنفسهم بحرية.
مشاركة :