حذرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا من أن خطوة إيران الجديدة بتصعيد انتهاكاتها النووية أصبحت أكثر إثارة للقلق، حيث لم يتم تحديد موعد حتى الآن لمواصلة محادثات فيينا والعودة إلى الاتفاق النووي، وهو ما يهدد تحقيق نتيجة ناجحة.وأعربت عن قلقها البالغ بشأن قرار إيران إنتاج يورانيوم معدني نقي بنسبة تصل إلى 20% لوقود المفاعلات، ووصفته بأنه انتهاك خطير لالتزامات إيران في الاتفاق النووي.بيان مشتركوقالت الدول الثلاث في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية البريطانية «ليس لإيران حاجة مدنية يعتد بها لإنتاج معدن اليورانيوم وهي خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي».وأضافت: «من خلال أحدث الخطوات التي اتخذتها، فإن إيران تهدد إمكانية الوصول إلى نتيجة ناجحة لمحادثات فيينا على الرغم من النجاح الذي أحرز في ست جولات من التفاوض».وحثت الدول الثلاث إيران على العودة إلى المحادثات التي بدأت في أبريل، وتأجلت يوم 20 يونيو، دون تحديد موعد لاستئنافها.الطاقة الذريةوذكرت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في بيان «أبلغت إيران الوكالة الثلاثاء بأن أوكسيد اليورانيوم المخصب حتى 20% من اليورانيوم-235 سيُنقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في محطة الوقود بأصفهان، حيث سيُحول إلى رابع فلوريد اليورانيوم ثم إلى معدن اليورانيوم المخصب حتى 20% من اليورانيوم-235، قبل استخدامه في تصنيع الوقود».وذكر تقرير سري للوكالة اطلعت عليه رويترز أن الوكالة أكدت أن إيران اتخذت خطوات لبدء عملية إنتاج معدن اليورانيوم المخصب.واشنطن قلقةمن جهتها عبّرت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها إزاء تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إنتاج إيران لليورانيوم المعدني، قائلة إن هذا الإجراء قد يكون خطوة نحو تصنيع أسلحة نووية.واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أن «هذه خطوة مؤسفة أخرى من جانب إيران، خاصة عندما أظهرنا نوايانا الصادقة واستعدادنا للعودة إلى الاتفاق».ولم تحدد واشنطن موعدا نهائيا للمحادثات لكنه استدرك قائلا إنه «مع مرور الوقت فإن التقدم النووي الإيراني سيكون له تأثير على موقفنا من العودة إلى الاتفاق النووي».وأضاف برايس إن الولايات المتحدة ترى أن «من المقلق» أن تواصل إيران انتهاك الاتفاق «خاصة بإجرائها تجارب ذات قيمة بالنسبة لأبحاث الأسلحة النووية».إنتاج الوقودوأثارت خطوات إيران، التي أعلنتها الوكالة والتي قالت طهران إنها تستهدف إنتاج الوقود لمفاعل أبحاث، انتقادات من جانب الولايات المتحدة التي وصفتها بأنها «خطوة مؤسفة إلى الوراء».وأوضح مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن قرار إيران سيعقد، وربما ينسف، المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران والتي تستهدف إعادة البلدين للامتثال لبنود الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.وفرض الاتفاق قيودًا على البرنامج النووي الإيراني يجعل من الصعب على طهران الحصول على مواد انشطارية لصنع أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وبعد انسحاب ترامب من الاتفاق بدأت إيران في انتهاك الكثير من هذه القيود.وأنتجت إيران بالفعل كمية صغيرة غير مخصبة من معدن اليورانيوم هذا العام. وكان ذلك انتهاكًا للاتفاق، الذي يحظر جميع الأنشطة المتعلقة بمعدن اليورانيوم لإمكان استخدامه في إنتاج المادة الرئيسية لصنع قنبلة نووية.
مشاركة :