تولي الصين والهند أهمية كبيرة للإسراع في إبرام اتفاق تجارة واسع النطاق في آسيا، خشية أن تسبقهما دول منافسة إلى أسواق التصدير، بعد إبرام اتفاق الشراكة عبر الهادي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وتقترح بكين الداعم الرئيس لاتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة تشكيل منطقة تجارة حرة تضم 16 دولة، ليصبح أكبر تكتل من نوعه في العالم، إذ سيضم 3.4 بليون نسمة. وقال مسؤول كبير في الهند التي تحرص على تجنب استبعادها من اتفاقات التجارة المهمة إن «الدول الأعضاء ستتعرض إلى ضغوط للتعجيل في مفاوضات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة». وفي حين أن المنافسة بين الصين وكل من الهند واليابان قد تعقد إحراز تقدم، لكن ثمة حافزاً من أجل تحقيق هذا الهدف. ويقدر «البنك المركزي الصيني» أن ثان أكبر اقتصاد في العالم سيفقد فرصة تعزيز الناتج المحلي الإجمالي 2.2 في المئة، إذا لم ينضم إلى اتفاق الشراكة عبر المحيط، وذلك بحسب الاقتصادي البارز في البنك ماجون، الذي نشر تعليقاً في صحيفة «شنغهاي سكيورتيز نيوز» الرسمية الجمعة الماضية. يذكر أن أول من طرح فكرة الشراكة الإقليمية 10 دول من أعضاء رابطة جنوب شرقي آسيا، غير أن الصين قامت بدور بارز في دعم الاتفاق المقترح. من جهته، قال رئيس دراسات التجارة الإقليمية بالمعهد الكوري للسياسات الاقتصادية الدولية كيم يونغ جوي، إن «الصين ستبحث في نهاية المطاف توجيه المحادثات الخاصة بالشراكة الإقليمية نحو اتفاق أوسع يضم الشراكة عبر الهادي، لتشكيل منطقة تجارة حرة لآسيا والمحيط الهادي، وهي فكرة كانت أول من طرحتها رابطة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي». وتشارك سبع دول، وهي أستراليا واليابان وماليزيا ونيوزيلندا وسنغافورة وفيتنام وبروناي في الاتفاقيتين. وفي السياق نفسه، صرح ناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتجارة النيوزيلندي أن «اتفاقيتا الشراكة الإقليمية وعبر الهادي خطوتان تكملان بعضهما من منظور إقامة منطقة تجارة حرة لآسيا والمحيط الهادي». وإبرمت اتفاقية الشراكة عبر الهادي، بعد محادثات بين الولايات المتحدة و11 دولة على جانبي الهادي، وتهدف إلى تحرير 40 في المئة من الاقتصاد العالمي. وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية اليابانية أن «اتفاق الشراكة عبر الهادي سيسرع بخطى اتفاق الشراكة الإقليمية، وقد يكون له بعض التأثير على الارتقاء بمستوى ما ستسفر عنه المحادثات». وأكد مسؤول كوري جنوبي مطلع أن «16 دولة مشاركة في اتفاق الشراكة الإقليمية ستقدم مقترحاتها، لفتح الأسواق حين تجتمع في بوسان بكوريا الجنوبية غداً، بهدف بذل قصارى جهدها نحو التوصل إلى اتفاق في نهاية العام».
مشاركة :