استعرضت دولتا الإمارات واليابان، الجهود المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون الصناعي والفرص الجديدة المتاحة لإبرام الشراكات في مجالات الهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة وتغير المناخ. وجات المباحثات خلال اجتماع جمع وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الامارات، سلطان بن أحمد الجابر، مع وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، كاجياما هيروشي، حسب ما أشارت وكالة أنباء الإمارات (وام). وفي أعقاب الاجتماع الذي انعقد افتراضيا، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، عن توقيع اتفاقية دراسة مشتركة مع 3 شركات يابانية هي "إنبكس كوربوريشن"، و"جيرا"، و"المؤسسة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن"، لاستكشاف الإمكانات التجارية لإنتاج الأمونيا الزرقاء في دولة الإمارات. وتعزز الاتفاقية دور أدونك وريادتها في مجال الوقود منخفض الكربون وخبرتها الواسعة في تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، وتأتي عقب سلسلة من الاتفاقيات الإطارية التي وقعتها أدنوك مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية وعدد من الشركات اليابانية الأخرى في وقت سابق من العام الجاري. وبهذه المناسبة قال سلطان بن أحمد الجابر: "تمتلك دولة الإمارات علاقة استراتيجية راسخة وناجحة مع اليابان، تمتد لما يقرب من 5 عقود.. وفيما يستمر تركيزنا على التعاون في إنتاج أنواع الوقود الجديدة منخفضة الكربون والاستعداد للتعامل مع التحديات والفرص لمرحلة التحول في قطاع الطاقة، تحرص دولة الإمارات وأدنوك على تعزيز الشراكات القائمة واغتنام فرص النمو مع اليابان بما يسهم في إنتاج المزيد من الطاقة بأقل قدر ممكن من الانبعاثات". وأضاف الجابر "توفر لنا اتفاقية الدراسة المشتركة مع الشركات اليابانية خريطة طريق لتعزيز إمكانية وصول منتجات أدنوك إلى الأسواق اليابانية، في الوقت الذي نسعى فيه لتطوير مشروع عالمي لإنتاج الأمونيا الزرقاء في منطقة الرويس لتعزيز ريادةدولة الامارات في مشاريع ومبادرات تطوير اقتصاد الهيدروجين". وتأتي هذه الخطوة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية مع اليابان، فيما تسعى دولة الإمارات لتعزيز النمو الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد-19. وتستفيد أدنوك من مكانتها كمورد موثوق لإمدادات مستقرة ومستدامة من النفط الخام للنفط والغاز لليابان لتعزيز فرص الشراكة الجديدة بين البلدين، حيث تعد اليابان حاليا أكبر مستورد لمنتجات أدنوك من النفط والغاز من خلال استيراد ما يقرب من 25 بالمئة من نفطها الخام من دولة الإمارات. من جانبه، قال هيروشي: "وقعت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية وأدنوك في يناير الماضي اتفاقية للتعاون في مجال وقود الأمونيا وتقنيات إعادة تدوير الكربون، ومنذ ذلك الحين، تم إحراز تقدم كبير في جميع المجالات ذات الصلة، ونحن سعداء اليوم بتوقيع اتفاقية دراسة مشتركة حول وقود الأمونيا ونتطلع أن تسهم هذه الاتفاقية في دعم الجهود الحثيثة الرامية لتزويد الشركات اليابانية بالأمونيا الزرقاء المنتجة في أبوظبي". وستوفر اتفاقية الدراسة المشتركة منصة تتيح لأدنوك وشركائها استكشاف فرص إمداد شركات إنتاج الكهرباء اليابانية بالأمونيا الزرقاء المنتجة في أبوظبي. وتعمل أدنوك على تطوير منشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا الزرقاء في منطقة صناعة المواد الكيميائية ضمن منظومة "تعزيز" الصناعية في الرويس، والتي ستبلغ طاقتها الإنتاجية 1000 كيلو طن سنوياً. ويتم تصنيع مادة الأمونيا الزرقاء من النيتروجين والهيدروجين "الأزرق" الناتج من الغاز الطبيعي، حيث يتم تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا، مع احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المصاحبة لهذه العملية. ويمكن استخدام الأمونيا كوقود منخفض الكربون في مجموعة واسعة من العمليات الصناعية، بما في ذلك وسائل النقل ومحطات توليد الكهرباء والصناعات مثل إنتاج الصلب والاسمنت والأسمدة. ويجمع بين دولة الإمارات واليابان علاقات اقتصادية ثنائية وثيقة تعود إلى عام 1961 عندما تم تصدير أول شحنة من النفط الخام الإماراتي من حقل أم الشيف البحري في أبوظبي إلى اليابان. وتمتلك أدنوك سجلاً حافلاً من الشراكات الاستراتيجية التي تحقق منافع متبادلة مع شركات نفط وغاز يابانية تمتد لأكثر من أربعة عقود وتغطي سلسلة القيمة الكاملة للنفط والغاز. وفي السنوات الأخيرة تعززت هذه الشراكات الاستراتيجية لتشمل مجالات متعددة في قطاع النفط والغاز.
مشاركة :