إن برنامج أرامكو السعودية لاستعادة غابات المانجروف إلى شواطئ المملكة ذات الرمال البيضاء هو أحد البرامج البارزة، والحيوية لحماية كوكب الأرض. وهو وسيلة دفاع نابضة بالحياة ضد التصحر تحافظ على سبل المعيشة وتحسنها. وتمثل غابات المانجروف حوضًا طبيعيًا هائل الحجم لثاني أكسيد الكربون (CO2). والجدير بالذكر، هو أن أرامكو السعودية كانت قد بدأت في زراعة أولى شتلات المانغروف في عام 1993. كانت المبادرة جزء من دراسة قام بها معهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لإعادة زراعة غابات المانجروف على شواطئ الخليج العربي. كما تحالفت الشركة مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، ومع وزارة البيئة والمياه والزراعة. وشرع الشركاء في تحديد ما إذا كان من الممكن النجاح في زراعة أشجار المانجروف. فالشواطئ الشمالية لصحراء الدهناء تحتضن الآن غابات راسخة لأشجار المانغروف. ويقع أكبر منتزه لأشجار المانجروف في المملكة، على ضفاف شاطئ رأس تنورة بالمنطقة الشرقية. يعد المنتزه وجهة سياحية ثرية ويعتبر بيئة مفضلة لأكثر من 100 نوع من الطيور المهاجرة مثل الفيوب والكروان. وتمتد غابة أشجار المانجروف على أكثر 60 كم مربعًا بينما يتمتع بدور كبير في المحافظة على البيئة وحماية التنوع الحيوي وقدرة هذه الشجرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون. وتنتشر أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر بمساحة 20400 هكتار ويزيد طولها في الجنوب على الشمال ومتوسط أطوالها 3.5م ويصل طولها إلى 7م وتنمو غالباً على سواحل البحار والمحيطات ومصبات الأنهار والأودية الواقعة في المناطق الاستوائية والمدارية ويوجد في العالم 73 نوعًا من المانجروف تمثل 20 عائلة. يتركز نمو هذه النباتات في منطقة المد والجزر وتتميز بمقاومتها الشديدة للملوحة. وينمو نوعان من المانجروف على ساحل البحر الأحمر هما الشورة Avicennia marina والقندل Rhizophora mucronata على مساحة تبلغ نحو 132كم مربعًا، بينما ينمو فقط الشورة في الخليج العربي وتبلغ مساحته نحو 165كم مربعًا. ويعتبر هذا النوع من الأشجار محط اهتمام العالم لتلك الخصائص وأبرزها لكونها أهم مصادر الكربون الأزرق، بوصفه أداةً للتخفيف من حدة التغيرات المناخية وكيفية التكيُّف معها، فضلًا عن معالجة العديد من أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى أنها تسهم في تنقية الهواء من التلوث بامتصاصها ثاني أكسيد الكربون وإطلاقها الأكسجين، حيث تؤدي غابات المانجروف دورًا مهمًا في إدارة التغير المناخي من خلال قدرتها على تخزين الكربون بطريقة أكثر كفاءة، مقارنة بأنظمة بيئية أخرى مثل الغابات الاستوائية المطيرة. وبإمكان هذه الشجرة امتصاص ثاني أكسيد الكربون بما يعادل أكثر من 5 مرات من غيرها من النباتات. ويعتبر هذا النوع من الأشجار من أفضل النباتات في الحفاظ على تماسك النظام البيئي وتدعم الشواطئ ضد عوامل الانجراف والتآكل، وصد الأمواج العاتية والأعاصير. يأتي ذلك الاهتمام في ظل جهود أرامكو لدعم البيئة وحماية المناخ. وكذلك من جهود البيئة والمياه والزراعة الوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة تحقق الأمن المائي وتسهم في الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة، وهي من أهم مستهدفات رؤية السعودية 2030م. وسبق وأعلن عن خطط وجهود متعددة لوزارة البيئة والمياه والزراعة، لإنتاج واستزراع أشجار المانجروف في البيئات المتدهورة للبحر الأحمر، حيث تم إنجاز 4 مشاتل استزرع فيها 1625000 شتلة في وسط وجنوب البحر الأحمر. جدير بالذكر أن هذه الجهود انطلقت منذ منتصف العام 2019م وتشمل الصيانة والرعاية للمشاتل والزراعة الدائمة. ومن أبرز المواقع لتلك المشاريع: مشتل الشعبية بطاقة إنتاجية 385.000 شتلة، ومشتل المظيلف بطاقة إنتاجية 365.000 شتلة، ومشتل الصوارمة بطاقة إنتاجية 440.000 شتلة، ومشتل التراثية بطاقة إنتاجية 435.000 شتلة. الرابط المختصر : يرجى ترك هذا الحقل فارغا مرحبا 👋 سعداء بالتواصل معكم قم بالتسجيل ليصلك كل جديد نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات. تحقق من علبة الوارد أو مجلد الرسائل غير المرغوب فيها لتأكيد اشتراكك.
مشاركة :