أفرجت القاهرة أمس، عن سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جيفن" المحتجزة منذ نهاية آذار (مارس) بعدما تسببت في تعطل الملاحة في قناة السويس، إثر جنوحها في الممر المائي الاستراتيجي، وذلك بعد إبرام السلطات المصرية اتفاقية تعويض مع مالك السفينة الياباني. وغادرت "إيفر جيفن" أمس، قناة السويس بعد احتجازها أكثر من مائة يوم، وفقا لـ"الفرنسية". وقال مسؤول في هيئة قناة السويس "إن السفينة التي كانت محتجزة في منطقة البحيرات المرة، في طريقها حاليا إلى البحر المتوسط لاستئناف رحلتها". وأضاف أن "السفينة ستعبر قناة السويس في نهاية قافلة الجنوب القادمة من البحر الأحمر". ووقع أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس والشركة اليابانية مالكة السفينة، اتفاق تسوية يشمل تعويض مصر عن إغلاق المجرى الملاحي لمدة ستة أيام. وقال ربيع عقب مراسم التوقيع التي نقل التلفزيون الرسمي وقائعها "أعلن للعالم كله التوصل إلى اتفاق"، في إشارة إلى اتفاق التسوية. وكانت السلطات المصرية أعلنت الأحد أنها توصلت إلى "اتفاقية تسوية" مع شركة "شوي كيسن" اليابانية المالكة لـ"إيفر جيفن" تنص على الإفراج عن السفينة مقابل حصول القاهرة على تعويض عن الخسائر والأضرار التي تكبدتها من جراء إغلاق القناة، من دون أن يعلن أي من الطرفين عن قيمة التعويضات التي اتفقا عليها. وقبيل توقيع التسوية، قال خالد أبو بكر محامي هيئة القناة في تصريحات بثها التلفزيون "ملتزمون ببنود السرية فيما بيننا فيما تم من مفاوضات وما وصلنا إليه من نتائج"، وأضاف "لكن أستطيع أن أؤكد بكل ثقة أننا حافظنا على حقوق الهيئة كاملة". وكانت الهيئة أعلنت من قبل خفض مبلغ التعويض المطلوب لقاء الخسائر والأضرار والأرباح الفائتة التي نجمت عن جنوح السفينة من 916 مليون دولار إلى 550 مليون دولار. وقضت محكمة الإسماعيلية الاقتصادية، الثلاثاء، برفع الحجز التحفظي عن السفينة التي ترفع علم بنما وتشغلها شركة "إيفرجرين مارين" التايوانية. وعن المفاوضات قال ربيع خلال مؤتمر صحافي عقب توقيع اتفاق التسوية "كانت صعوبة المفاوضات في تقريب وجهات النظر، لأن كل طرف كان متمسكا برأيه". وأشار ربيع في المؤتمر إلى أن هيئة قناة السويس حصلت بالفعل "على الجزء الأكبر من التعويض"، على أن تحصل على الجزء المتبقي خلال الشهر الجاري.