تتنقل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة في لبنان بين كافة القطاعات من الوقود إلى الكهرباء وحتى الأدوية. فمنذ مطلع العام الحالي، يبحث اللبنانيون عبثاً عن أدويتهم في صيدليات نضبت محتوياتها تدريجياً. وينشر مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي يومياً أسماء أدوية يحتاجونها. وبات كثر يعتمدون على أصدقائهم وأفراد عائلاتهم في الخارج لتأمين أدويتهم، بأسعار مرتفعة جداً مقارنة مع السعر المحلي المدعوم. "ما في دواء" وفي قصة من رحم الألم والمعاناة الذين يعيشهما اللبنانيون، خرجت مساء أمس الخميس صرخة من قلب أب محروق. ففي مداخلة ببرنامج تلفزيوني على قناة MTV المحلية تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، قال الأب إنه يحاول منذ 3 أيام أن يجد دواء لابنته المريضة ولكن دون جدوى. وتابع: "صار الوقت ننزل. بدنا دواء لولادنا. ما في دواء. الصيدلية ما فيا دواء". كما شدد بغضب وقهر وانهيار: "أطلقوا ثورة الدواء أنا لم أعد أريد بنزين ولا مازوت ولا كهرباء بس بدي الدواء لابنتي. أطلقوا ثورة الدواء ثورة الدواء". وأضاف: نحنا باقيين وهني فالين"، في إشارة إلى أن المسؤولين هم من عليهم مغادرة لبنان وليس الشعب. تبعات الانهيار الاقتصادي يذكر أن القطاع الصيدلي يشهد اليوم الجمعة إضراباً مفتوحاً، احتجاجاً على نضوب الأدوية عن رفوف الصيدليات منذ أسابيع، في خطوة تعكس وجهاً جديداً من تبعات الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في لبنان. وعلى وقع شح احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي، شرعت السلطات منذ أشهر في ترشيد أو رفع الدعم تدريجياً عن استيراد سلع رئيسية بينها الوقود والأدوية. وأدى ذلك إلى تأخر فتح اعتمادات للاستيراد، ما تسبب بانقطاع عدد كبير من الأدوية، من مسكنات الألم العادية وحليب الأطفال الرضع، حتى أدوية الأمراض المزمنة.
مشاركة :