تتشابه ظروف ناديا الرجاء البيضاوي المغربي وشبيبة القبائل الجزائري، قبل مواجهتهما المرتقبة في "ديربي مغاربي" السبت في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والتي يستضيفها ملعب "لاميتييه" في العاصمة البنينية كوتونو. وينشد الفريقان العودة إلى الواجهة القارية، الرجاء للمرة الأولى منذ 2018، عندما توّج باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد 2003، والشبيبة كان قد حصد اللقب ثلاث مرات متتالية بين العامين 2000 و2002، وبعدها غاب عن المنصات القارية. كما أن كليهما فقد حظوظه في التتويج المحلي، حيث يحل الشبيبة ثامناً في ترتيب الدوري الجزائري، بينما الرجاء ثانياً في ترتيب الدوري المغربي خلف، غريمه الأزلي الوداد الذي يحتاج إلى نقطة للتتويج باللقب. وبرغم الإخفاق المحلي، إلا أن "النسر الأخضر" قدّم مشواراً مثالياً في البطولة القارية الثانية، من حيث الأهمية بعد دوري الأبطال، حيث حصد العلامة الكاملة وبشباك نظيفة في ست مباريات في الدور الأول، في مجموعة ضمت إليه بيراميدز المصري ونكانا الزامبي ونامونجو الكونغولي الديمقراطي. اجتاز بعدها أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي في ربع النهائي بسهولة، ليصطدم مجدداً ببيراميدز إذ تخطاه بركلات الترجيح 5-4 في الدور نصف النهائي بعد التعادل ذهاباً وإياباً بنتيجة سلبية. ويدخل الرجاء اللقاء بنية استكمال المهمة القارية بنجاح، عبر استثمار رحلته الجيدة خلال البطولة، وسيكون على رأس هذا المشروع المدرب التونسي لسعد الشابي، الذي يتطلع لأول لقب خارجي في مسيرته، برغم النتائج المتواضعة للفريق مؤخراً في الدور المحلي، والتي أفقدته اللقب إلى نحو كبير بخسارته مرتين أمام يوسفية برشيد والوداد، وتعادل مع حسنية أكادير في المباريات الثلاث الأخيرة. ورأى الشابي أن سبب هذه الإخفاقات مرده إلى تركيز لاعبيه على النهائي القاري، وأضاف: عناصر فريقي كانت خارج التغطية بسبب تركيزهم على مباراة شبيبة القبائل في بنين، لقد كان عقلهم بالكامل مع نهائي الكونفيدرالية ومع ذلك ظهروا بمردود جيد خلال بعض الفترات. تابع: يمكنني التأكيد على أننا كلنا عزم وإصرار على العودة للمغرب بكأس الكونفيدرالية. ويملك الرجاء تشكيلة قوية تضم لاعبين متمرسين قارياً، مثل عبد الإله الحافيظي والحارس أنس الزنيتي ومحمود بنحليب والياس الحداد، فضلاً عن الثنائي الهجومي سفيان رحيمي والكونغولي بن مالانجو. واستبعد الشابي لأسباب انضباطية وفنية كل من القائد محسن متولي، والمدافع الليبي سند الورفلي، والمهاجم أيوب نناح ولاعب الوسط نوح السعداوي. لطالما عُدّ نادي شبيبة القبائل أحد الرموز في البطولات الأفريقية، إذ توج بطلاً لدوري الأبطال مرتين (1981 و1990) وثلاث مرات متتالية بطلاً لكاس الاتحاد ولقب في السوبر وآخر في كأس الكؤوس، إلا أن الفريق غاب عن الألقاب نحو عقدين من الزمن، وتبدو الفرصة مؤاتية لاستعادة كأس الاتحاد وتعزيز رقمه القياسي كاكثر الفرق تتويجاً بالمسابقة. ويطمح الـ"كناري" إلى رفع عدد ألقابه القارية إلى ثمانية، إلا أن جهازه الفني بقادة الفرنسي دوني لافاني واللاعبين، يدركون أن الخصم ليس "لقمة سائغة". قال المدرّب: أنا متفائل بتحقيق الفوز في النهائي والعودة بالكأس لتشريف الجزائر وكل أنصار شبيبة القبائل، سيكون الفريق مرة أخرى على موعد مع كتابة المجد في المسابقة القارية، نحن نستحق ذلك، ويمكننا أن نحقق هذا الإنجاز". وأضاف: حظوظ الفريقين متساوية، قمنا بالتحضير كما ينبغي للمباراة، وأشار إلى أن الفريق لا يعاني من أية إصابات، وقال: علينا اللعب بنسبة 100% من إمكانياتنا، وتفادي السقوط في الانفعال. تابع الفرنسي: في مباراة واحدة، تكون الحظوظ متساوية، أظن أننا نملك مواصفات دفاعية وهجومية لبلوغ هذا الهدف، علينا فقط استغلالها بالطريقة المثلى" مضيفا بأنه يبقى "متفائلاً وواقعياً في نفس الوقت. ويغلب أسلوب اللعب الجماعي على الفريق "الأصفر والأخضر"، واكتملت تشكيلته مع عودة المصابين المهاجم زكريا بولحية وبدر الدين سوياد، ويعوّل لافاني على الحارس المميز أسامة بنبوت، والمهاجم محمد بن شعيرة، ولاعب لوسط جوبا أوكاسي، والجناح رضا بن سايح ومالك رياح ورزقي حمرون. وتصدر "جي أس كا" مجموعته الصعبة في الدور ثمن النهائي من دون أي خسارة، أمام كوتون سبور الكاميروني ونهضة بركان المغربي حامل اللقب ونابسا ستارز الزامبي، وفي ربع النهائي تخطى عقبة الصفاقسي التونسي، ثم تفوّق على كوتون سبور ذهاباً وإياباً في نصف النهائي. وتواجه الفريقان في أربع مباريات في مسابقة دوري الأبطال، فاز الفريق الجزائري في مباراة واحدة، مقابل انتصارين للرجاء وتعادل.
مشاركة :