ترى المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في فرنسا سيلين شميت أن على أوروبا أن تضع "بشكل عاجل" آلية تلقائية لتوزيع المهاجرين الذين يتم انتشالهم في البحر المتوسط تكون واضحة وتضامنية، بحيث تؤمّن لهم استقبالاً أفضل، ورداً على سؤال عن فشل تولي أوروبا أمور 180 مهاجراً أنزلتهم في إيطاليا السفينة الإنسانية "أوشن فايكينغ" قبل سنة، وهل هو دليل على سياسة لا تعمل جيداً، أفادت شميت "لا أستطيع أن أقول ما إذا كان هذا خطأ منعزلاً، لكنه يوضح المشكلة الكاملة للمفاوضات التي تتناول كل قارب بمفرده وعدم وجود آلية توزيع تلقائية يمكن توقع نتائجها، هذه الآلية مهمة لأن الاستقبال يجب أن يكون منظماً، بحيث يكون هناك تسجيل سريع للأشخاص بمجرد نزولهم في أوروبا، وأضافت: بالتأكيد يمكن لهؤلاء الأشخاص التقدم بطلب للحصول على اللجوء في إيطاليا، بلد الإنزال، لكن يجب ألا تكون هذه المسؤولية الوحيدة للبلدان التي تحد البحر المتوسط بسبب موقعها الجغرافي، وترى شميت أنه لهذا السبب يجب أن يكون هناك تقاسم للتضامن والمسؤوليات من قبل مختلف الدول الأوروبية لحماية الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد والذين يحتاجون إلى حماية دولية، وزادت: ينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص الضعفاء خاصة الأطفال الذين يجب تحديد احتياجات لم شمل أسرهم بسرعة، وأشارت إلى صعوبات في بدء عمليات النقل هذه بسبب الوباء كانت 2020-2021، لكن رغم هذا العائق الطويل وجدت الدول حلولاً لإدارة كل من الصحة العامة والالتزام الدولي باستقبال مهاجرين، وقالت: "لقد آن الأوان للمضي قدماً مجدداً في مسألة الاستقبال هذه". وحول ما الذي سيغيره إنشاء آلية التوزيع هذه؟ قالت متحدثة المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة: لو كانت هذه الآلية قائمة لما حصلت مثل هذه العرقلة، مع آلية يمكن توقع نتائجها، نستجيب أيضاً للحاجة إلى تعزيز قدرات البحث والإنقاذ في المتوسط حيث تتواصل المآسي لأن التضامن يبدأ قبل وصول هؤلاء الأشخاص إلى أوروبا، ويبدأ بواقع إنقاذ أرواح وإيصال هؤلاء الأشخاص إلى مرفأ آمن، هذا الأمر سيتيح أيضاً إنزالاً أسرع يتجنب أوضاع أن يعلق مهاجرون في البحر، في بعض الأحيان لمدة أسابيع، كما أن الميثاق الأوروبي بشأن اللجوء والهجرة الذي قدمته المفوضية الأوروبية ينص على تقاسم التضامن مع الدول التي يصل إليها اللاجئون مع إجراءات لتحديد حاجتهم إلى الحماية وإعادة توطينهم، ورداً على سؤال بشأن عدم إتاحة النظام المؤقت الحالي الذي نشأ عن اتفاق فاليتا عام 2019، لإدارة تدفق الهجرة في المتوسط؟ أجابت سيلين شميت: اتفاقات فاليتا هي البداية، لكنها غير كافية، لذلك هناك حاجة بشكل عاجل لوضع هذه الآلية الدائمة لتفادي هذه النقاشات لكل قارب على حدة والتي لا يقبلها أحد، وأضافت: هذه المباحثات الطويلة جداً يمكن أن تعطي الانطباع بأن الوضع لا يمكن إدارته في حين أنه يمكن التحكم فيه، إذا نظرنا إلى وسط البحر المتوسط (طريق الهجرة البحرية الأكثر دموية في العالم التي تربط بين ليبيا وإيطاليا أو مالطا) السنة الماضية، كان عدد الواصلين أقل من 50 ألفاً، هذا أمر يمكن إدارته بالنظر إلى عدد السكان الأوروبيين وبالنظر إلى عدد المشردين في العالم الذي وصل إلى 82 مليون شخص.
مشاركة :