تتجه بوصلة العلاقات السعودية العمانية في هذه المرحلة التاريخية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه سلطان عمان هيثم بن طارق إلى آفاق أرحب من العمل المشترك والاستثمار في المقدرات الوطنية كقيمة مضافة في مختلف المجالات، تعود على البلدين بمزيد من الازدهار وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.وأسست مبادئ الأخوة ووحدة المصير لثوابت راسخة بين البلدين عززت من أوجه التعاون الثنائي المشتركة مع الأشقاء في (البيت الخليجي)، ومنطلقا لمد جسور التفاهم والحوار مع مختلف دول المنطقة والعالم لتحقيق الأمن والاستقرار. رؤى وأهدافاتسمت العلاقات بين الرياض ومسقط - وهي تتخطى بعمرها نصف قرن- بالتعاون والاحترام المتبادل بين القيادتين والتفاهم حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فيما تجمع أبناء الشعبين وشائج الإخاء، يؤطرها التاريخ المشترك والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي، والحال كذلك مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي.وتنضوي إقليميا جهود المملكة والسلطنة مع أشقائهما تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، وفق رؤى وأهداف استراتيجية مشتركة، تحقيقا للتنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، وتتسع أدوارهما ضمن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومع الأسرة الدولية في الأمم المتحدة دعما لجهود السلم والأمن.وتدفع المتغيرات المتلاحقة في المنطقة قيادتي البلدين لمزيد من التعاون على المستويين الثنائي والخليجي والإقليمي للمضي قدما في إرساء دائم للأمن والاستقرار وانعكاساتها إيجابا على برامج التنمية وخدمة شعوب المنطقة.عمق استراتيجيوتأتي زيارة السلطان هيثم بن طارق للمملكة استجابة لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين في أول محطة خارجية له منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2020 م، تأكيدا لمكانة الشقيقة الكبرى وقيادتها على المستويين السياسي والشعبي في عمان، وبما تشكله من عمق استراتيجي، ورقم مؤثر في الساحة الإقليمية والدولية، يقابلها تقدير واحترام من قيادة وشعب المملكة رسخته مبادئ وحدة الأخوة والدين وحسن الجوار.ويعكس لقاء القيادتين السعودية والعمانية - في هذا التوقيت للتشاور والتنسيق في مختلف الشؤون التي تخدم مصلحة البلدين والمنطقة واستقراراها- ما يتمتعان به من حكمة وبعد نظر في التعامل مع مستجدات الأحداث وتطوراتها إقليميا ودوليا.علاقات اقتصادية وعمل مشترك: تشكل رؤيتا المملكة 2030 وعمان 2040 قاسما مشتركا في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية اتخذت السلطنة خطوات ملموسة في سبيل تنويع مصادر دخلها القومي وتقليل الاعتماد على النفط موقع عمان الاستراتيجي واستقرارها السياسي والأمني أتاح ميزة تنافسية لجذب الاستثمارات الأجنبية سعت السلطنة إلى تأسيس عدد من المناطق الاقتصادية والموانئ، والتركيز على قطاعات واعدة مقومات طبيعية فريدة جعلت من السلطنة وجهة سياحية للأسر السعودية والخليجية مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تعد مجالا واعدا للتعاون بين المملكة وعمان في مكافحة التغير المناخي يتطلع الجانبان إلى أن يسهم (تأسيس مجلس التنسيق السعودي العماني) في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات استكمال المنفذ البري الرابط بين المملكة وعمان بمسافة تتجاوز 680 كلم، يسهم في تسريع وزيادة حجم التبادل التجاري
مشاركة :