روان بركات كفيفة تُدرّب المعلمين على دعم المعاقين

  • 10/13/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوّلت الشابة الأردنية روان بركات ما تعتبره عتمة بصرية دائمة تُلازمها منذ ولادتها إلى طاقة أمل مُشرقة للآخرين من ذوي الإعاقة عبر تسخير نفسها وفريق متخصص معها لتدريب مئات المعلمين في الوطن العربي على طريقة التعامل مع المعاقين ودعم قدراتهم الفكرية والأدائية في التغلب على صعوبات مجتمعية، وذلك ضمن مؤسسة رنين التطوعية الحاصلة عام 2013 على جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية عن فئة أفضل المشروعات الريادية الخادمة للناشئة بين 12 و18 عاماً. روان التحقت منذ صغرها في أعمال تطوعية مختلفة وشاركت في مؤتمرات وملتقيات شبابية عدّة أدارت بعض جلساتها وتُعد أول كفيفة أردنية تحصل على بكالوريوس في الفنون المسرحية قبل نحو 8 سنوات، قبل إخراجها تجارب تهتم بقضايا ذوي الإعاقة عُرضت في فعاليات شملت محافظات في المملكة. تقول: وُلدتُ كفيفة وبعض الأطباء أرجعوا ذلك إلى زواج الأقارب، لكنني لم أتوقف عند السبب، ولا أتذكر تذمري في طفولتي خصوصاً أن والدتي أحسنت التعامل معي وكانت تساندني وتعلّمني وتشجعني قبل رحيلها، وهذا حفّزني على التأقلم مع حالتي وتجاوز جميع المعيقات سريعاً، والرغبة في المشاركة ضمن أنشطة وبرامج مدرسية وصيفية وتأهيلية في مراكز مختلفة وحضور ملتقيات ومهرجانات للوجود بين الناس بعيداً عن العزلة. وتضيف بركات: شاركت في مؤتمرات للناشئة داخل الأردن وخارجه، وفي إحدى الدورات وجدت نفسي في الوقوف على خشبة المسرح والتعبير عن ذاتي وطموحات المعاقين وأحببت الدراما لإمكانية منحها مساحة واسعة للأداء، وإظهار المكامن العميقة وإيصال رسائل مهمة تتعلق بموضوعات وحواجز نواجهها، وقررت دراسة الفنون المسرحية في الجامعة الأردنية وكنت الكفيفة الوحيدة حينها ولمست استغراب بعض الطلبة وحتى المعلمين. ومنذ السنة الأكاديمية الأولى لازمني حلم اعتبرته هدفي الكبير تلخّص في رغبتي إطلاق مشروع يمكنه تقوية جوانب وحواس أخرى لدى ذوي الإعاقة وتدريب وتأهيل المتعاملين من أعضاء الهيئات التعليمية في المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والعلمية المختلفة. وخلال دراستها الجامعية، وجدت بركات تعاوناً من بعض زميلاتها وأساتذتها، واستندت إلى تقسيم خشبة المسرح في ذهنها، إلى مربعات محسوبة الخطوات وأنجزت تجارب معدودة اهتمّت بطرح قضايا المعاقين وقدّمت عروضاً في مناسبات مختلفة أخرجت جزءاً منها بمساندة مساعدين. تقول: في كل مرة كنت أشعر بحاجة ماسة إلى ترجمة مشروعي الأساسي على أرض الواقع ابتداء باستيعاب المعاقين الصغار ضمن برامج لا تقتصر على تأهيلهم بدنياً فقط وإنما تقوية قدرات وملكات لديهم وتوفير متخصصين لذلك خصوصاً مع استماعي وقراءتي بواسطة طريقة برايل، لمشاريع عالمية ناجحة في هذا السياق. وعن فكرتها تقول: التقت فكرتي مع تطلعات آخرين لا سيما أقارب وأُسر أطفال وناشئين من ذوي الإعاقة، وفاز المشروع في هيكله المبدئي بتمويل جائزة الملك عبدالله للإبداع الشبابي حتى انطلقنا تحت مسمى مؤسسة (رنين) عام 2009، ومن حينها عملنا وفق 3 مسارات رئيسية، الأول مكتبة صوتية تتضمن مجموعات قصصية باللغة العربية الفصحى بشكل درامي مع موسيقى ومؤثرات لحنية، والثاني تنفيذ ورش تعبيرية تمنح المستهدفين القدرة على الإدلاء بآرائهم من دون خوف أو تردد وتنمية مهاراتهم في جوانب عدّة، والثالث تدريب المعلمين على طرق التعامل الداعمة للمعاقين وفهم احتياجاتهم وكيفية إيصال المعلومات إليهم وإخراجهم من العزلة وتنشيط علاقتهم مع فئات ومؤسسات المجتمع. ترى أن المشروع التطوعي القائم على تعاون جهات حكومية وخاصة ومبادرات مساهمة حقق أجزاء مهمة من غاياته، خصوصاً تدريب نحو 600 معلم وأمين مكتبة وولي أمر من الأردن ودول عربية عبر التنسيق مع الوزارات المعنية، فضلاً عن إنشاء نحو 120 مكتبة صوتية في مختلف مدارس المملكة، تشتمل على 4 مجموعات قصصية تتضمن 30 قصة تكفل تقوية حاسة السمع إضافة إلى صقل مواهب وهوايات متنوعة وتنمية الأساليب النقدية الهادفة لدى الناشئة بعيداً عن التلقين المدرسي. تقول: منذ البداية اخترنا مسمى (رنين) لأنه مرتبط بالإيقاع الصوتي لدى المكفوفين تحديداً، ووجدنا ترحيباً كبيراً من الفنانين لتسجيل القصص من دون تأخير، فضلاً عن إبداء العديد من التربويين والمتخصصين رغبتهم في التطوع وأدركنا بوادر العطاء تحتاج إلى مظلّة تجمعها لذلك نحن مستمرون حتى الآن رغم بعض العراقيل الإدارية وعدم اهتمام بعض الجهات بالتعاون والتواصل. وتضيف: نريد الوصول إلى مرحلة مقبلة تصبح فيها المهارات السمية والبصرية والفكرية موظّفة بشكل صحيح في مناهج المدارس التأسيسية، ومن ضمن برامجنا مخاطبة جميع التلاميذ والطلبة عبر الفنون الأدائية والدمى والتقنيات المرئية والصوتية والحركية، والاقتراب من الفئات الأقل حظاً في الأماكن النائية والمهمّشة ونشر ثقافة حقوق الإنسان. بركات تؤكد أن حصولها على جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية كانت بمثابة تحفيز كبير على الاستمرار وتقدير مهم للجهود المبذولة وتكريم للنجاح المُتجاوز للمعيقات. وتقول: شعرنا بفرحة كبيرة عندما أعلنت النتائج، واعتبرنا الجائزة دعامة جديدة ودافعاً للمزيد من العطاء والمثابرة وأسهمت قيمتها المادية في ترجمة برامج كانت على خطة العمل، كما توجد في سجلاّتنا جوائز أخرى بينها (سينرغوس) الدولية للعاملين على تطوير المجتمع.

مشاركة :