لم يكن يدر بخلد عائلة القاضي بمحافظة أبوعريش، أن يتحول مجلسهم الشعبي داخل المنزل إلى وجهة وبيئة جاذبة للزوار من داخل المنطقة وخارجها، إذ يستقبل نحو 6 آلاف زائر شهريا، بمعدل 200 شخص يوميا من الجنسين، وسط تساؤلات الكثير من الأسر عن كيفية إنشائه، وجلب أدواته، للاقتداء به، واستحداث مثله داخل منازلهم، في وقت تحول المجلس إلى مدرسة للتراث والحضارة، وتثقيف الزوار والزائرات، ويشتمل على 32 قطعة أثرية مميزة. فكرة جبلية ويبرز مجلس القاضي التراثي قصص نجاح سيدات المنزل، والتي رسمت ملامح حضارته، المواطنة عمرانة بنت عبدالعزيز زوجة حسن القاضي، إذ بدأت القصة منذ زواجها، وجلب فكرته من مسقط رأسها من جبال الحقو إلى أبوعريش، لشغفها بالتراث، لتسافر بعدها إلى أمريكا، وتعود إلى الوطن، لترسيخ حضارة التراث، بمساعدة بناتها، واللاتي يطوفن مناطق المملكة لاقتناء التراث، والمحافظة عليه، وتزيين المجلس بشكل يومي. مدرسة تراثية وتحول المجلس الحضاري إلى مدرسة تراثية يوميا، حيث تقوم ربات المنزل بشرح المقتنيات للنساء الزائرات، والرجال يشرحون لنظرائهم، عند زيارتهم، ويتمثل المجلس في قطع تراثية وأثرية نادرة، وتعود إلى عقود طويلة، إلى جانب الملابس والأزياء الشعبية، والنباتات العطرية، والأدوات والقطع الثمينة، كما يتزين الأطفال بلبس الملابس الشعبية في المناسبات، ورسم صورة التراث بأبهى حلة، وتناقله جيلا بعد آخر. صورة حضارية وأكد ابن صاحب المجلس عماد القاضي، أن مجلسهم يعكس صورة حضارية لما تشتهر به المنطقة، ويبرز تاريخها الأصيل، مشيرا إلى أنه يحكي قصص الآباء والأجداد قديما، مضيفا أن تزيين مجلسهم بالتراث هو فخر واعتزاز بحضارة جازان وقيمها الأصيلة، وأنهم يقدمون الخدمة لنحو 200 زائر يوميا لهم بكل سعادة، ورسم الفرحة على محياهم باستمرار.
مشاركة :