العنابي يبحث عن فوز خامس أمام المالديفي العنيد

  • 10/13/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: يعود العنابي اليوم ليجدّد لقاءه مع منتخب المالديف وذلك في المباراة التي يستضيفها ملعب جاسم بن حمد بنادي السد عند الساعة السادسة والنصف مساء في إطار الجولة السادسة من منافسات المجموعة الثالثة للتصفيات القارية المزدوجة الخاصة بكأس العالم لكرة القدم "روسيا 2018" ونهائيات أمم آسيا " الإمارات 2019". ورغم الفوارق الفنية الواضحة بين المنتخبين إلا أن مباراة اليوم تحظى بالكثير من الأهمية، لاسيما بالنسبة إلى العنابي الذي يسعى إلى مواصلة مشواره الناجح في مسيرة هذه التصفيات والتي أنهى رحلة الذهاب فيها بالدرجة الكاملة وبرصيد (12) نقطة من خلال فوزه على المالديف في المالديف (1 - صفر) وعلى بوتان في الدوحة (15 - صفر) ثم على هونج كونج في هونج كونج (3 - 2)، وأخيرًا على الصين في الدوحة يوم الخميس الماضي (1 - صفر) .. وعندما نتحدث هنا عن الفوارق الفنية فإنما نشير قبل كل شيء إلى قائمة التصنيف الدولي لشهر أكتوبر الحالي، حيث يشغل العنابي المركز (92)، بينما يشغل منتخب المالديف المركز (176) وهو ما يعني ابتعاده خلف العنابي بفارق (84) مركزًا، الأمر الذي يعكس بوضوح حقيقة التباين الكبير في المستوى بين الكرتين القطرية والمالديفية .. أضف إلى ذلك الفارق الكبير على مستوى الحضور والنتائج في المنافسات القارية والدولية بين المنتخبين، حيث يقف العنابي بين المنتخبات المتقدمة على صعيد القارة الآسيوية، بينما لا يبدو هناك من حضور واضح للكرة المالديفية المغمورة والتي تسعى إلى تلمس طريق التطور من خلال مشاركاتها هذه أكثر مما تسعى إلى المنافسة الحقيقية فيها.. أما على مستوى المنافسة في هذه المجموعة فإن الفارق يبدو كبيرًا أيضًا، إذ يقف العنابي على رأس المجموعة بأربعة انتصارات متتالية مثلما ذكرنا وبالعلامة الكاملة، بينما يشغل منتخب المالديف المركز الرابع وقبل الأخير بفوز وحيد وبثلاث نقاط كان قد حصل عليها من فوزه على متذيل قائمة الترتيب منتخب بوتان (4 - 3) يوم الخميس الماضي أيضًا في مقابل ثلاث هزائم كان قد مني بها امام قطر (صفر - 1) على ملعبه وأمام هونج كونج على ملعب الأخير (صفر - 2) ثم أمام الصين في ملعبه (صفر- 3).. وليس من شك في أن المؤشرات هذه كلها تذهب إلى ترجيح الكفة العنابية، لا سيما أن العنابي سيكون في غاية الحرص على مواصلة مشواره بذات القوة والبحث عن فوز جديد يعزز انفراده بالقمة ويقربه أكثر فأكثر من فرصة التأهل بالبطاقة الأولى عن هذه المجموعة ليكون بالتالي ضامنًا لتواجده في المرحلة الثالثة والحاسمة من التصفيات المونديالية وحاسمًا بوقت مبكر لتواجده في النهائيات الآسيويّة.. غير أن الحديث عن هذه الأرجحية للكفة العنابية لا يعني التسليم بحتمية الفوز فيها، لأننا هنا إنما نتحدث عن كرة القدم التي ترفض التكهنات المسبقة وتعشق المفاجآت غير المتوقعة وهو ما يبحث عنه المنتخب المالديفي بكل تأكيد رغم إدراكه بأن فرصته في التأهل غير ممكنة في كل الحسابات المنطقية والواقعية.. ومن هنا تحديدًا نقول إن على لاعبينا أن يدركوا تمامًا أن المطلوب منهم اليوم هو أن يكونوا في أعلى درجات الجدية وأن لا يسمحوا لأي تهاون في أن يتسلل إليهم حتى مع التسليم بمثل هذه الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين .. ولنا في مباراة الذهاب مع نفس المنتخب خير عبرة، إذ كان المنتخب المالديفي قد تمكن من حبس أنفاسنا طوال الدقائق التسعين للمباراة التي جرت على ملعبه وبين جمهوره وحتى في دقائق الوقت بدل الضائع قبل أن يأتي الحسم للعنابي في اللحظات الأخيرة وفي الرمق الأخير من عمر تلك المباراة من خلال ذلك الهدف المتأخر جدًا الذي جاء بتوقيع أحمد عبدالمقصود.. وفي تقديرنا أن المنتخب المالديفي، بقيادة مدربه البلغاري فيليزار بوبوف، سيلجأ في مباراة اليوم إلى نفس الأسلوب الذي اعتمده في مباراة الذهاب، حيث يركز على الشق الدفاعي ومحاولة خلق كثافة عددية أمام مرماه وعند حدود منطقة الجزاء مع الاعتماد على الهجمات المرتدة المتباعدة التي تراهن على سرعة بعض لاعبيه.. غير أننا نرى أن الأسلوب هذا ربما كان قد نجح في مباراة الذهاب إلى حد كبير لكنه لم يعد مناسبًا في مباراة اليوم بعد أن أصبحت طريقة لعب هذا المنتخب واضحة أمام مدرب العنابي، الأورجواني كارينيو، الذي سبق أن عانى من غموض المالديفي قبل مباراة الذهاب تلك.. أما اليوم وبعد أن اتضحت الصورة تمامًا من خلال المواجهات السابقة التي خاضها هذا المنتخب في رحلة الذهاب، فإن الأمر سيكون مختلفًا بالتأكيد مثلما أن كارينيو لابد أن يكون قد حدد للاعبيه الحلول المطلوبة في مواجهة مثل هذا الأسلوب أو التكدس الدفاعي المتوقع لمنافسه.. أما الأهم هنا من وجهة نظرنا فهو ضرورة أن يلتزم لاعبونا بما هو مطلوب منهم من واجبات وأن يتجنبوا الوقوع في فخ " التسرع " الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الإمكانات الفنية ويؤثر في الجانب النفسي أيضًا في حالة التأخر في التسجيل وهذا ما يجب الانتباه إليه جيدًا.. فبقدر ما سيكون مطلوبًا من العنابي أن يشدد من ضغطه الهجومي بقدر ما يجب أن يتأتى ذلك من خلال التنفيذ السليم للواجبات وتحاشي الوقوع في مصيدة زيادة تكدس اللاعبين داخل الصندوق، لأن ذلك سيكون في مصلحة الفريق الآخر بالتأكيد مع ملاحظة أن مباريات من هذا النوع تحتاج إلى الكثير من التنظيم ولا سيما في وسط الملعب وفي التحركات الجانبية إضافة إلى ضرورة الاستفادة المثلى من الركلات الثابتة التي يمكن أن تحدث قريبًا من الصندوق بفعل لجوء لاعبي الفريق المنافس إلى محاولة الضغط خارج منطقة الجزاء .. ومع أهمية كل ذلك في الشق الهجومي فإن على العنابي أيضًا ألا يغفل الجهد الدفاعي المطلوب منه في مواجهة ما يمكن أن يحدث من هجمات مرتدة سريعة وهذا إنما يعني ضرورة الحذر من التوغلات المبالغ فيها من قبل مدافعينا وبالطريقة التي يمكن أن تتسبب في إحداث مساحات فارغة خلف المدافعين.. أما الذي لاشك فيه فإن ملاحظات كهذه وأخرى غيرها لابد أن تكون حاضرة في مفكرة المدرب كارينيو، وهذا ما يجعلنا أكثر اطمئنانًا لما يمكن أن يحدث في الملعب اليوم وصولًا إلى الهدف الأهم وهو الخروج بثلاث نقاط جديدة يمكن أن نضع من خلالها قدمنا على عتبة التأهل بإذن الله..

مشاركة :