قدم ليونيل ميسي مباراة هادئة على نحو غير معتاد خلال فوز الأرجنتين 1-صفر على البرازيل في نهائي كأس كوبا أميركا لكرة القدم يوم السبت لكن أداءه لا علاقة له بما يعنيه الانتصار، فهو أول لقب كبير لميسي بقميص بلاده الأبيض والسماوي. وفاز مهاجم برشلونة بجائزة أفضل لاعب في العالم ست مرات وهو رقم قياسي ويعد على نطاق واسع أعظم لاعب كرة قدم على الإطلاق، بجانب بيليه ومواطنه دييغو مارادونا، لكن عدم فوزه بلقب دولي مع الأرجنتين ترك دائما علامة بجانب اسمه في قائمة أعظم اللاعبينعلى مر العصور. غير أن هذه العلامة ستحذف الآن بعد مباراة مشوبة بالعواطف في نهائي كوبا أميركا باستاد ماراكانا تحددت نتيجتها بهدف في الشوط الأول عن طريق أنخيل دي ماريا. وقدم ميسي مباراة هادئة بمقاييسه العالية وأهدر فرصة ذهبية قبل دقيقتين على النهاية عندما تعثر وهو منفرد بالحارس، لكن سجلات التاريخ ستدون أنه أنهى البطولة وهو يتقاسم صدارة قائمة الهدافين بأربعة أهداف كما تقاسم جائزة أفضل لاعب في البطولة مع نيمار. والأكثر أهمية أن ميسي أصبح الآن بطلا على المستوى الدولي بعد خسارته في أربع مباريات نهائية سابقة، بواقع ثلاث مباريات نهائية في كوبا أميركا فضلا عن نهائي كأس العالم 2014. ونزل الأرجنتينيون إلى الشوارع للاحتفال بالفوز، وهو أول لقب كبير للمنتخب الأرجنتيني منذ 1993. واحتفل التلفزيون الأرجنتيني باللقب باعتباره ملكا لميسي. وكان اللاعب البالغ من العمر 34 عاما في حالة رائعة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وسجل أربعة أهداف - من بينهم هدفان من ركلاته الحرة المميزة ، وصنع خمسة أهداف أخرى، وهو أعلى رقم في البطولة. ووضع الانتصار حدا لمسيرته البائسة على المستوى الدولي كما توج انتفاضة رائعة، إذ كان حزينا للغاية بعد الخسارة أمام تشيلي بركلات الترجيح في نهائي كوبا أميركا 2016، عقب الهزيمة بالطريقة ذاتها أمام المنافس ذاته في العام السابق، إلى حد إعلانه اعتزال اللعب الدولي. وتراجع ميسي عن قراره بعد أسابيع لاحقة وساعد المنتخب الأرجنتيني متذبذب المستوى على التأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا حيث خرج مرة أخرى من دور الستة عشر على يد فرنسا البطلة في نهاية المطاف. وفشل ميسي في التسجيل خلال الأدوار الإقصائية في كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي، مما أثار المزيد من التساؤلات حول مكانه بين عظماء اللعبة، لكن لم يعد هذا السؤال مطروحا بالتأكيد بعد انتصاره يوم السبت في ريو دي جانيرو.
مشاركة :