اليمن: وقفة احتجاجية ضد الصمت الدولي على جرائم الانقلابيين

  • 10/13/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت أمس المواجهات بين المقاومة ومليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مدينة تعز فيما نظم ناشطون وقفة احتجاجية للتنديد بالصمت الدولي ازاء جرائم الحوثيين وقوات صالح وحصارهم لمدينة تعز. وشهدت منطقة ثعبات والجحملية وصاله شرقي المدينة اشتباكات عنيفة امتدت منذ مساء الاحد وحتى صباح امس الاثنين وسط قصف متبادل وقفص عنيف للحوثيين وقوات صالح على بعض مواقع المقاومة وبعض الاحياء السكنية. وذكرت مصادر في المقاومة ان الميليشيات سيطرت على بعض المباني التي كانت تتمركز فيها المقاومة في ثعبات بعد نشرهم عدد كبير من القناصة وقصفهم بشكل مكثف وعشوائي على المنطقة. وفي منطقة الوازعية غرب تعز قتل ستة بينهم قائد الحملة واصيب اثنين اخرين وتم اعطاب عربة عسكرية للحوثيين وقوات صالح في كمين للمقاومة. هذا فيما واصل طيران التحالف شن غاراته على مواقع الميليشيات في مدينة المخا الساحلية التي اصبحت قوات التحالف والجيش الوطني على مقربة منها. وكان 27 قتلوا وجرح 16 من مليشيا الحوثي وصالح في غارات لطيران التحالف ومواجهات مع المقاومة في مناطق متفرقة في تعز الاحد، كما قتل 8 وجرح 18 من رجال المقاومة في المواجهات مع مليشات الحوثي وصالح. فيما قتل مدني وجرح 19 من جراء القصف العشوائي المستمر للحوثين وقوات صالح على الاحياء السكنية في تعز. وكان طيران التحالف قصف الاحد مواقع تمركز مليشيا الحوثي وصالح في مناطق متفرقة وهي مدرسة غيل راسن مديرية الشمياتين غرب تعز، بوابة كلية الطب شرقي تعز وتم تدمير دبابة، مدرسة عمار بن ياسر واستهدف مخزن سلاح جوار القصر، تجمع لهم في إحدى العمارات بالعسكري شرقي المدينة، معسكر اللواء 35 بالمطار القديم غربي المدينة، واستهدف الطيران ايضا تجمعات و مواقع لهم في مديرية الوازعية غرب تعز، وكذا مواقع تجمعات عدة في مدينة المخا. وصدت المقاومة هجوما للمليشيا على في جولة المرور ووادي عيسى والبعرارة غرب المدينة فيما صدت هجوما على حي الدعوة جوار كلية الطب القريبة من القصر شرقي المدينة. هذا ونظم العشرات من الناشطين والناشطات الحقوقيين امس الاثنين امام مكتب التربية في شارع جمال بتعز وقفة احتجاجية للتنديد بصمت المنظمات الدولية والامم المتحدة ازاء الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح بحق ابناء مدينة تعز وحصارهم بشكل خانق وصل الى حد منع مياه الشرب عن المدينة وادخال المواد الغذائية والخضروات والفواكه وكذا الادوية. وهتف المشاركون بينهم اطفال ضد الحصار ورفعوا اقراص الخبز والفوانيس وكذا بعض الخضروات في اشارة الى اين وصل حصار الحوثيين وقوات صالح انتقاما من ابناء تعز الذين تصدروا مشهد الثورة ضد نظام صالح في عام 2011 وايضا مشهد رفض الانقلاب الذي نفذته مليشيات الحوثي على الشرعية والسيطرة على اجهزة الدولة بقوة السلاح. واكد المشاركون ان هذه الجرائم وجرائم القصف العشوائي على الاحياء السكنية لن تسقط بالتقادم وان تعز سوف تصمد وتحاصر الحصار الخانق، وان تعز ستبقى ملهمة اليمنيين جميعا نحو الثورة ورفض الظلم والتمسك بالعلم والمعرفة. وصرخ احد الحاضرين :"تعز تصدر لهم المعلم والمهندس والطبيب والعامل وهم يصدرون لنا الموت والحصار " في اشارة الى الحوثيين القادمين من شمال الشمال القبلي. وتعاني تعز وضعا انسانيا صعبا بسبب الحصار وصل الى حد تبول المسلحين الحوثيين على المياه التي تقلها بعض العربات الى داخل المدينة وفتح اسطوانات الغاز وتفريغها واعادتها الى اصحابها في نقاط التفتيش على اطراف المدينة. كما يقومون باحتجاز الخضروات حتى تفسد ثم يسمحون لأصحابها بإدخالها الى المدينة، وكذلك الامر حصل مع اصحاب قوالب الثلج حسب شهود عيان واشخاص تعرضوا لمثل هذه الاجراءات التعسفية. كما قصف الطيران امس الاثنين معسكر النهدين والقصر الرئاسي وقاعدة الديلمي في صنعاء. وجددت مقاتلات التحالف العربي مساء الأحد، غاراتها على مواقع للمسلحين الحوثيين وقوات صالح التي تقاتل في صفوفهم بمديرية مكيراس في محافظة البيضاء. واستهدفت مقاتلات التحالف منصة صورايخ بإحدى شعاب منطقة الوهبية مديرية السوادية، ومواقع الحوثيين وآلياتهم بمفرق التوم بمديرية البيضاء، ومواقع بجوار برج الاتصالات التابع لشركة إم تي إن الكائن بمنطقة عوين مديرية الصومعة. وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية بمديرية مكيراس إن مسلحي جماعة الحوثيين حققوا تقدماً وسيطروا على مناطق جديدة من اتجاه منطقة الكبد، بعد معارك بينهم وقوات الجيش الوطني المدعومة بالمقاومة الشعبية. وأضاف إن قتلى من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح سقطوا خلال أربع غارات لمقاتلات التحالف في منطقة كريش، ودمرت بي 10 وتدمير مدرعة وإعطاب عربتين (طقمين) وتفجير مخزن ذخيرة. في مقابل ذلك، يقصف المسلحون الحوثيون أهدافاً مدنية بصواريخ الكاتيوشا والمدافع وقذائف الدبابات، واستهدف القصف منازل المدنيين في منطقة الأجردي وسودا غراب بمديرية آل حميقان. الى ذلك كشف تقرير حقوقي عن سقوط (830) طفل بين قتيل وجريح داخل مدينة تعز نتيجة الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي وصالح على المدينة منذ ما يقارب سبعة اشهر حتى الآن. وقال التقرير الصادر عن مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني بتعز الاحد أن الحرب والحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي وصالح على مدينة تعز، تسبب بإصابة 3400 طفل بمرض حمى الضنك القاتل. وقالت المحامية والناشطة اشراق المقطري في مؤتمر صحافي في مدينة تعز، أن هذه الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الأطفال في تعز، تمت خلال الفترة من 15مارس–30 سبتمبر 2015، وتنوعت بين قتل وإصابة واختطاف وتشريد وحرمان من التعليم ومنع وصول العلاج والغذاء والماء اليهم. واضافت المقطري أن الأرقام والإحصائيات التي اوردها التقرير تؤكد أن (194) طفل يمني قتلوا على يد جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية لصالح بمدينة تعز، بينهم (104) ذكور و(51) إناث، في حين قتل 63 طفل أخرين في قصف لطيران التحالف العربي أثناء استهدافه تجمعات ومواقع مسلحي الحوثي و القوات الموالية للرئيس السابق داخل الأحياء الواقعة تحت سيطرتها والتي تستخدم ساكنيها دروعاً بشرية امام ضربات قوات التحالف العربي الجوية. واضافت: "بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا برصاص قناصة ميليشيات الحوثي (38) طفلاً بينهم (33) ذكور و(5) إناث طبقاً للتقارير الطبية الصادرة عن المستشفيات التي أسعفوا إليها". وطبقاً للمقطري فإن تقارير طبية تشير إلى أن ثلاث طفلات بينهن طفلتين من اسرة واحدة توفين نتيجة الخوف والفزع الذي أثارته منصات صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهوزر القريبة من مقرات سكنهن في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز. واكد التقرير أن فريق الرصد الميداني، رصد (635) حالة إصابة تعرض لها أطفال في مدينة تعز بينهم (405) طفلاً أصيبوا جراء القصف المتعمد للأحياء السكنية من قبل جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق، و18 طفل مصاب بقصف لطيران التحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات في منطقة صالح شمال وغرب المدينة. واشار التقرير الى احتلال جماعة الحوثي وقوات صالح بعض المنازل والمدارس وغيرها من المرافق الخدمية والمنشآت الحيوية في مناطق سيطرتها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية فضلا عن تخزين كميات هائلة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بداخلها مما جعلها عرضة لقصف طيران التحالف العربي. وتطرق التقرير إلى الانتهاكات النفسية والمعنوية التي يعاني منها اطفال تعز بسبب هذه الحرب، حيث قال: "يعيش الأطفال في محافظة تعز وضعاً نفسياً صعباً نتيجة أعمال العنف المفرط ونتيجة لأعمال القتل والجرائم المشهودة حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك قتل أو دمار وكل ذلك أمام أطفال محافظة تعز". وأضاف: "كما أن هناك أطفالا فقدوا أسرهم بالكامل، وهناك ما لايقل عن 10000 طفل فقد امه ووالده في الحرب، و2300 طفل فقدوا اخوتهم، وهناك من دمرت منازلهم وأصبحوا في الشارع واخرين يعيشون حالة رعب مستمر وخوف وقلق واضطرابات نفسية يعيشها أطفال تعز الذين تأثر معظم بأدوات القتل كثقافة سائدة حتى على مستوى اللعب نتيجة مظاهر القتل والقصف والدمار التي يشاهدونها بشكل يومي". وأشار التقرير إلى وجود عشرات الأطفال مصابين بإعاقات دائمة، وخاصة أولئك الذين بترت اطرافهم أو أصيب بتشوهات جسدية جعلتهم يعيشون وضعاً نفسياً صعباً وكل هذه الانتهاكات والأعمال ترتقي إلى جسيمة بحق الطفولة في تعز. وعن الانتهاكات التي مورست بحق التعليم بمحافظة تعز، سجل التقرير انتهاك (156) مؤسسة تعليميه منها ( 59) مدرسة تأثرت بالحرب وتعرضت للتدمير الكلي او الجزئي منها (15) مدرسة اهلية و( 62) مدرسة استخدمت كمراكز لايواء النازحين و(35) مدرسة ومؤسسة استخدمت لاعمال عسكرية. وأفاد التقرير أن الحرب تسببت في تشريد ونزوح اكثر من ثلاثمائة الف (300000) طالب وطالبه من طلبة التعليم العام وحرمت اكثر من خمسين الف (50000) طالب وطالبة من امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية. واستعرض التقرير عملية حرمان الاطفال من الحق في الصحة والعلاج، موضحا أن قرابة2700 طفل مولود لم يجدوا الحق في الرعاية الاولية والتحصين من الامراض الخطيرة التي قد تنهش بأجسادهم الطرية وبالتالي احتمالات تعرضهم في المستقبل للنمو غير السليم وحالات التقزم وسوء التغذية وغيرها من الامراض المعيقة للنمو. وأكد التقرير ان 45 طفل من الخدج منعوا من الحضانات العلاجية ووسائل التنفس ولم يعرف مصيرهم بعد اغلاق اقسام اطفال الخدج في المستشفى اليمني السويدي وفي اقسام الاطفال في مسشتفى اليمني الدولي والجمهوري والثورة. وتابع التقرير أن القصف اليومي على المستشفيات العامة والخاصة وفي مقدمتها مستشفيات الثورة والجمهوري والصفوة والروضة واليمن الدولي وابن سيناء، زادت الأمور سوء ولم يعد لدى الاطفال مكان يذهبون اليه للعلاج. ونقل التقرير عن رئيس قسم التغذية بمستشفى الأمومة والطفولة (السويدي) الذي حولته جماعة الحوثي وقوات صالح لثكنة عسكرية بعد حصاره وقصفه، قوله ان المستشفى كان يستقبل قبل 15 يوليو 2015 عندما طرد بقية الطاقم واخرج الاطفال: قرابة 500 طفل يوميا طفل في قسم الاسعاف والمختبرات والباطنية والتحصين والتغذية. وعن الاطفال المصابون بالسرطان بتعز فإن عددهم يقدر ب13% من عدد المرضى الذين كانوا يرتادون مركز الامل للاورام السرطانية وعددهم 5500 مريض، بحسب حديث مدير مركز الاورام لفريق الرصد. وافاد التقرير أن مركز الامل للاورام السرطانية حوصر فترة 3 اشهر ونصف، وتعرض لقصف و منع وصول المرضى وحصولهم على الجرعات العلاجية وبقاءهم تحت الرقابة والاشراف من الاطباء المتخصصين حتى تم طرد بقية المرضى وطاقم العمل وعددهم 30 وذلك بتاريخ 22 يوليو 2015. وطالب التقرير بإيقاف أسلحة الموت اليومية التي تمارسها جماعة الحوثي وقوات صالح بحق أطفال تعز، ومعاقبة القتلة وتتبعهم وضمان عدم افلاتهم من افعالهم الاجرامية العمدية وتعويض الاطفال الضحايا وعلاج الجرحى خصوصا الذين بحاجة لتدخل جراحي متقدم. ودعا التقرير إلى فك الحصار المشين الذي ترتكبه هذه الجماعة بحق أطفال تعز وبقية المدنيين حتى وصل الحال لمنعهم من الماء الذي يعد أساس الحياة. وشدد التقرير على ضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف في تلك الانتهاكات وعدم ترك مرتكبيها لما له من نتائج كارثية على المجتمع، داعياً كافة الأطراف إلى تجنيب الأطفال والمدنيين ويلات الحروب وعدم اقحامهم في اي نزاعات مسلحة.

مشاركة :