هذا ديوان اتفق على جماله قلم شاعر وريشة فنان ونادي الباحة الأدبي، لم يكن ديوان «القصيدة واللون» ديواناً عادياً يمر من أمامك مثل غيره من الدواوين، بل يستوقف كل حواسك ويوقظ كل مشاعر فتبحر مع قوافيه ولوحاته الحالمة وهو مشروع إبداعي يملك ناصية الجمال، فشاعره المبدع أحمد آل مجثل الغامدي، وفنانه البارع فهد بن ناصر الربيق، فالأول يمنحك لحنا من جمال والآخر يرسم لوحات من شوق فيتعانق الحرف واللون بدفء وحميمية ليقمعا وحشة الظلم والظلام. يقول مقدم الديوان الأستاذ حسن محمد الزهراني في تساؤله المشروع: القصيدة واللون إضافة جديدة من صديقين ورفيقتين لهما تجربة خاصة تمتد أعواماً عبر علاقة فنية أدبية تجمع بين اللوحة وألوانها والقصيدة وحروفها. الديوان حمل في كل قصيدة منه لوحه فنية تختزل اسرارها وتبوح للمتأمل بشرح يطول عن خبايا النص وكنه روعته: «هناك في آخر الصف وجه تمزقه التجاعيد وتمازحه الحياه وتنشد بعض المواعيد» وحينما يشتعل آل مجثل بالقصيد والحلم ينزف قائلاً: «قم يا رفيق الصمت من اسكتك؟ من أخرس الأحلام ومن أغضبك؟ ها أنت والأشواق في أحداقنا فاكتب لها بعض الحروف بمعجمك». ولأن الأرض باحت له بجمالها وأغدقت عليه من سنابل آمالها فصاغ لها لحناً من هيام: «قبل جبين الأرض هاك فمي واستلهم الصبر موالاً بدمي خذها كما شئت من أدمعي وجعاً واقرأ عليها سورة القيم». وعلى هذا النحو من دهشة القصيدة الفارهة يمضي الديوان بتحفه قوافٍ خضر ولوحات يانعات، بعد أن باركته قصيدة باذخة للشاعر المكي فاروق بنجر.
مشاركة :