عاد خادم الحرمين - حفظه الله - إلى الرياض بعد أن أمضى موسم الحج وهو على رأس الإشراف بكل موضوعية ودقة أداء، حيث لم يتمكن أي «جهل» من الإساءة لأي حاج متعبد بكفاءة إدارة الملك سلمان ووضوح رؤيته وتميز الأخلاق والوعي لدى المواطنين.. نحن نعرف.. ولا نهتم إطلاقاً.. كيف شهدت المعطيات الخارجية تأكيداً كاملاً على تخبّط القوى الحوثية بمعونة إيرانية، وفشل الحل السياسي في اليمن، وبداية المباحثات الغربية لرفع الحظر عن العقوبات الإيرانية مقابل التعاون الاقتصادي.. والأسوأ هو تمدد العصابة الداعشية حتى وصلت إلى ليبيا.. كل ذلك من أجل تفتيت العالم العربي، ولكن من جهة أخرى أدهشت المملكة العالمَ جميعَه بالقيام بعملية «عاصفة الحزم»، ومن ثم عملية «إعادة الأمل»، لفرض الشرعية في المنطقة ورفض المساومات والحفاظ على سلامة اليمن.. والمدهش أكثر هو تماسك الدول العربية بجوار المملكة، بالأخص خليجياً، الذي يغيض الكارهين.. وسط ذلك قدمت المملكة سياسة انفتاح جعلت كبرى العواصم، مثل موسكو وواشنطن، تدرك بأن المملكة لا تقبل تفتّت العالم العربي، ولكنها مستعدة للعمل مع الدول الكبرى لإصلاح المنطقة.. وتدرك أيضاً وبوضوح أن للمملكة خصوصيات وإمكانيات التواصل في التقدم.. داخلياً.. وبرغم انخفاض أسعار النفط التي بالغ بأثرها الكثير واعتقدوا بأنها سوف توقف مسيرة المملكة التنموية، ولكن الحقيقة تقول غير ذلك، من تغير التشريعات الاقتصادية ودفع المشاريع السكنية والصحية والتعليمية التي هي محل اهتمام الجميع.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net
مشاركة :