سيتعين على منتخبي البرازيل والأرجنتين تعويض خسارتيهما في الجولة الأولى من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 عندما تستضيف الأولى فنزويلا وتحل الثانية ضيفة على الباراغواي اليوم. وكانت البرازيل تعرضت لخسارة أمام تشيلي صفر / 2 بطلة أميركا الجنوبية في النسخة التي استضافتها في يوليو (تموز) الماضي، في حين سقطت الأرجنتين سقوطا مدويا على ملعبها أمام الإكوادور بالنتيجة ذاتها. ويحتاج الفريقان العريقان إلى تصحيح المسار في غياب أبرز نجم في كل منهما مجددا، حيث يفتقد المنتخب البرازيلي مهاجمه نيمار دا سيلفا للإيقاف بينما يغيب ليونيل ميسي زميل نيمار في برشلونة الإسباني عن صفوف المنتخب الأرجنتيني بسبب الإصابة. وأصبح الفوز لزاما على كل من المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي في الجولة الثانية من التصفيات اليوم لتجنب الدخول في معضلة الحسابات الصعبة ولتفادي إصابة المشجعين بصدمة أكبر. ويستمر غياب نيمار عن المنتخب البرازيلي حيث ستكون المباراة أمام ضيفه الفنزويلي في مدينة فورتاليزا الأخيرة له في عقوبة الإيقاف التي فرضت عليه إثر طرده في مباراة البرازيل أمام نظيره الكولومبي بالدور الأول لبطولة كوبا أميركا 2015، كما سيفتقد المنتخب البرازيلي اليوم أيضًا جهود مدافعه ديفيد لويز الذي أصيب في مباراته أمام تشيلي. ومع خسارة المنتخب الفنزويلي صفر / 1 أمام منتخب الباراغواي يوم الخميس الماضي، يتوقع أن تكون موقعة اليوم أكثر صعوبة على الفريقين الفنزويلي والبرازيلي بطل العالم خمس مرات سابقا. وكانت هزيمة الفريق الفنزويلي أمام الباراغواي قد جاءت بهدف من نيران صديقه إثر خطأ فادح للغاية من المدافع الفنزويلي أوزوالدو فيزكاروندو منح المنافس الفوز على طبق من ذهب. وكان الفريقان البرازيلي والفنزويلي التقيا في دور المجموعات في كوبا أميركا وخرجت البرازيل فائزة بصعوبة 2 - 1. ودعا مدرب البرازيل كارلوس دونغا إلى الهدوء بعد الخسارة أمام تشيلي، مشيرا إلى أن الخسارة ليست نهاية العالم وأنه لن يجري تغييرات كثيرة بسببها، وقال في هذا الصدد: «من الصعب على المدرب التحدث عن تغييرات بعد خسارة مباراة واحدة. في الواقع، كانت المباراة ضد تشيلي متكافئة في الشوط الأول، وسنحت لنا بعض الفرص قبل أن يفتتح الفريق المنافس التسجيل. لم يقف الحظ إلى جانبنا في تلك المباراة». وأضاف: «يجب ألا ننسى أننا واجهنا بطل أميركا الجنوبية في الوقت الحالي». وعلى ما يبدو أن المنتخب البرازيلي ما زال يعاني ذهنيا من آثار الهزيمة الثقيلة 1 / 7 التي مني بها أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي لكأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث خرج الفريق من دور الثمانية لكوبا أميركا 2015، ثم تتابع الأمر بالخسارة أمام تشيلسي الخميس. وقال الظهير الأيسر البرازيلي المخضرم مارسيلو: «لا نشعر بالقلق من صفارات أو صيحات الجماهير. نحتاج إلى تنفيذ مهمتنا وتحقيق الفوز». وأوضح لويز غوستافو لاعب خط الوسط: «الفريق متماسك ويتحلى بالتركيز. ونستعد حاليا لمواجهة أي مشكلات سواء مع الجماهير أو من دونهم. لا يمكننا الهروب أو التنصل من مسؤولياتنا. نحتاج إلى تقبلها في الهزيمة أيضا». في المقابل، ستعاني الأرجنتين في مواجهة الباراغواي في اسونسيون من غياب نجمها ليونيل ميسي المصاب في أربطة الركبة كما تعرض مهاجمها سيرخيو أغويرو لإصابة بتمزق في العضلة الخلفية ستبعده عن الملاعب شهرا. وعلى الرغم من الماكينة الهجومية التي تضم أيضًا كارلوس تيفيز وغونزالو هيغواين وانخل دي ماريا وايزيكيل لافيتزي، فإن منتخب التانغو عانى الأمرّين لاختراق دفاع الإكوادور التي اعتمدت على الهجمات المرتدة لتسجيل هدفين وتحقيق أولى مفاجآت التصفيات القارية. وبعد اهتزاز ثقة المنتخب الأرجنتيني بنفسه إثر خسارته نهائي مونديال 2014 ونهائي كوبا أميركا 2015، تلقى الفريق صدمة هائلة بعد الهزيمة على ملعبه يوم الخميس الماضي أمام الإكوادور. وتعرض المدير الفني للأرجنتين تيتو مارتينو لحمل انتقادات واسعة في الصحف المحلية، وهو يدرك تماما أن خسارة جديدة قد تطيح برأسه، خصوصا أن فريقه سيواجه البرازيل في الجولة الثالثة من التصفيات الشهر المقبل. ويمر المنتخب الأرجنتيني بأكثر مستوياته الفنية هبوطا منذ تولي مارتينو المسؤولية الفنية للفريق، وهو يواجه اليوم تحدي استعادة المستوى الفني العالي ومشكلة غياب «الجدية»، الأمر الذي اعترف به المهاجم كارلوس تيفيز في ظل غياب ميسي. وقال تيفيز، الذي أوضح أن وصيف بطل العالم لا يعاني فقط من الغيابات بسبب الإصابة ولكنْ هناك شيء أكثر عمقا وتعقيدا: «أكثر ما يقلقنا هو غياب الجدية». وأضاف المهاجم الأرجنتيني الملقب بـ«الأباتشي»، والذي أعرب عن عدم رضاه عن أدائه، كما بعث برسالة خاصة للمدير الفني لمنتخب بلاده مفادها أنه لا يرغب في شغل مركز لاعب الوسط المهاجم، بل مركز المهاجم الثاني: «روح الفريق لم تظهر في أي لحظة». وأظهرت الهزيمة المفاجئة والمؤلمة أمام الإكوادور مدى التراجع والتحول الذي يعاني منه الفريق الأرجنتيني. وانطلق المنتخب الأرجنتيني في المباراة الماضية للبحث عن التأهل إلى مونديال 2018 بروسيا محملا بتحدي تكوين فريق وخلق أسلوب لعب جديد لا يعتمد على ليونيل ميسي المصاب. وخسر منتخب التانغو بعد دقائق معدودة من انطلاق مباراته أمام الإكوادور مجهودات مهاجمه أغويرو بسبب إصابته بتمزق في العضلة الخلفية للفخذ، بالإضافة إلى إصابة المهاجم لوكاس بيليا وتجدد شكوى تيفيز من آلام بمنطقة الظهر. وفي الخط الدفاعي، الذي يعد نقطة الضعف الأكبر بالنسبة إلى المنتخب الأرجنتيني، غاب اللاعبان ماركوس روخو وبابلو زاباليتا. وأكمل تيفيز: «إنها اللحظة المناسبة لإظهار شخصية الفريق وإبراز دوره الحالي.. من الواضح أننا نعاني من غياب اللاعب الأفضل في العالم (ميسي)، ولكن علينا أن نعمل كفريق عندما يغيب». وعانى المنتخب الأرجنتيني من الارتباك وغياب الفاعلية أمام الإكوادور، بيد أن مارتينو رغم ذلك أكد أنه لن يقوم بتغيير استراتيجيته في المباريات القادمة. وأوضح قائلا: «على هذا المنتخب أن يلعب بهذه الطريقة وليس كما لعب أمام الإكوادور.. عندما تنتهج أسلوب لعب لمدة عام كامل ثم تصل إلى نهائي كوبا أميركا بفضل هذا الأسلوب لا يمكن أن تقوم بتغييره لمجرد غياب لاعب حتى ولو كان الأفضل في العالم.. إذا قمنا بهذا سنخلق كثيرا من الشكوك حول اللاعبين ولن نؤدي بشكل جيد». ويدرك مارتينو ومساعدوه أن عليهم أن يخوضوا مباراة الباراغواي بطريقة مختلفة وبكرة قدم جديدة إذا ما أرادوا تفادي الوصول إلى مواجهة البرازيل في المرحلة القادمة من التصفيات في ظل انتقادات أكثر حدة. وتابع مارتينو: «علينا أن نظهر وجها آخر». وأشار تيفيز قائلا: «ستكون مباراة صعبة ومعقدة.. العودة إلى مستوانا الطبيعي سيكون مفتاح الفوز». من جهته لم يقدم منتخب الباراغواي أداء جيدا في المباراة أمام مضيفه الفنزويلي، لكنه نال دفعة معنوية هائلة بالفوز وإحراز أول ثلاث نقاط له في التصفيات خارج ملعبه. ويسعى منتخبا الأوروغواي وكولومبيا إلى البناء على الانتصار الذي حققه كل منهما في بداية مسيرته بالتصفيات حيث يصطدم الفريقان اليوم في مواجهة صعبة بمونتفيديو. ويفتقد منتخب الأوروغواي جهود مهاجميه لويس سواريز وإدينسون كافاني للإيقاف لكن الفريق يبدو متفائلا بعد الفوز التاريخي على مضيفه البوليفي في لاباز يوم الخميس الماضي. في المقابل يفتقد المنتخب الكولومبي جهود مهاجمه خاميس رودريغيز نجم ريال مدريد للإصابة، ولكن زميله تيوفيلو غوتيريز أظهر في المباراة أمام بيرو قدرته على قيادة هجوم الفريق. وبعد هزيمته صفر / 2 أمام المنتخب الكولومبي يوم الخميس الماضي، يسعى منتخب بيرو إلى استعادة الاتزان على حساب تشيلي بينما يلتقي المنتخب الإكوادوري مع نظيره البوليفي. وأظهرت الفترة الماضية أن منتخب تشيلي هو الأفضل في القارة وأنه يستمتع بتربعه على عرش كرة القدم بالقارة حاليا. وقال غاري ميديل مدافع الفريق: «نأمل في صدارة جدول التصفيات». ويحوم الشك حول مشاركة لاعب وسط تشيلي ارتورو فيدال لإصابة في ركبته.
مشاركة :