توقعت منظمة أوبك أمس، نمو الطلب على نفطها بفارق كبير عن توقعاتها السابقة، نتيجة تضرر منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة وموردين منافسين جراء استراتيجيتها القائمة على السماح للأسعار بالهبوط. وفي تقريرها الشهري الذي نشرته "رويترز" أمس قبل صدوره بشكل رسمي اليوم، توقعت "أوبك" نمو الطلب على نفطها إلى 30.82 مليون برميل يوميا في 2016 بزيادة 510 آلاف برميل يوميا عن التوقعات السابقة. وبذلك إذا صدقت توقعات "أوبك"، فإن ذلك سيدلل من جديد على نجاح استراتيجيتها. وفي العام الماضي، رفضت المنظمة التحرك لدعم الأسعار بل رفعت الإنتاج لاستعادة حصتها في السوق التي فقدتها أمام منتجين منافسين يتحملون تكلفة أعلى، ويقل سعر النفط حاليا عن 53 دولارا بقليل وهو نصف سعره في حزيران (يونيو) 2014.ورجحت المنظمة انخفاض الإمدادات من خارج "أوبك" بواقع 130 ألف برميل يوميا في 2016 مع انخفاض الإنتاج من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق وإفريقيا والشرق الأوسط وعدد كبير من الدول في أوروبا، في حين كانت المنظمة قد توقعت في الشهر الماضي نمو الإمدادات بواقع 160 ألف برميل. وقالت أوبك في تقريرها "من شأن ذلك أن يقلص الإمدادات في السوق، ويقود لطلب أعلى على خام أوبك، ما يسفر عن توازن أكبر بين العرض والطلب في السوق". وقلصت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بواقع 40 ألف برميل يوميا إلى 1.25 مليون برميل يوميا في 2016 نتيجة تباطؤ النمو في الصين، فيما يتوقع آخرون انخفاض الإنتاج من خارج أوبك، من بينهم وكالة الطاقة الدولية التي تقدم الاستشارات للدول الصناعية. وبالعودة إلى تقرير أوبك، حيث ذكرت أن الإنتاج في الولايات المتحدة التي سجلت أكبر زيادة في الإنتاج من خارج أوبك في السنوات الأخيرة، تراجع نتيجة تقليص أنشطة الحفر وتشديد شروط الائتمان ما حد من قدرة الشركات على الحصول على تمويل.