«الجزيرة القطرية» تسبّبت في ضياع هوية الشعب القطري وعدم اندماجه مع محيطه

  • 7/12/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

محمد مبارك: الجزيرة تمارس التعتيم على الوضع الداخلي وغير مسموح للقطري بالتعبير عن رأيه فيها الجرّار: تتباكى الجزيرة على الأوضاع الحقوقية في الدول وتتناسى الوضع المتدهور في قطر أكد مشاركون في برنامج خاص بثّته قناة البحرين أن قناة الحكومة القطرية «الجزيرة» تسبّبت في سلخ المجتمع القطري عن ثقافته وهوياته، وباتت هي العقبة الكبيرة أمام الشعب القطري الشقيق للاندماج في محيطه الخليجي والعربي. وأكد المشاركون أن قناة «الجزيرة» كشّرت عن أنيابها ونزعت عباءتها وتعرّت، فبعد أن قدمت نفسها قناةً للعرب، أخذت الحكومة القطرية تقود دفّتها للنيل من كل ما هو عربي، فتوارت الأخلاق وتوارت معها القيم، ولم تبقَ إلا شعارات الدعاية والترويج للأفكار الزائفة تلك قناة الحكومة القطرية وجهازها الإعلامي. وقال الدكتور محمد مبارك بن أحمد، كاتب ومحلل سياسي، إن قناة الجزيرة لا يمكن أن تُعطي المواطن القطري أي مساحة أو منصّة للتعبير عن الرأي؛ لأنها ليست قناة تقدم إعلامًا تقليديًا من حيث المادة التي تقدّمها للجمهور، فهذه القناة تدار من قبل أجهزة استخبارات، وبالتالي فهي ليست منصّة ديمقراطية، وإنما منصّة لإرسال رسائل تخدم جهات متطرّفة، وهي مشروع يسعى إلى تفتيت الوطن العربي. وأكد أنه من غير المتوقع أن تقدم هذه القناة أي منصّة مساحة للمواطن القطري والمقيم في قطر ليتحدث بكل أريحية ويعبّر عمّا بداخله، وأضاف: «فضلاً عن أن المقدّرات التي يتم هدرها تسخّر لزيادة القدرات الإعلامية الكبيرة التي تتمتع بها قناة الجزيرة، فهي في النهاية مقدّرات الشعب القطري، ونحن نرى أنها تذهب وتُنفق على تغطيات وبرامج تقارير وبرامج واضحة لمشروع تخريبي للوطن العربي، فالشعب القطري لا يستفيد شيئًا من تلك البرامج، بل هو متضرر بالدرجة الأولى». وتابع: «لأننا نعلم أن العلاقات بين الدول يلعب الإعلام فيها دورًا كبيرًا، وقناة الجزيرة بما خلقته من عداء مع مختلف الدول العربية وغير العربية جعلت من المواطن القطري جزءًا من هذه المعادلة». وأشار بن أحمد إلى أن قناة الجزيرة استهدفت أغلب دور المنطقة، وهذا من دون شك أدى إلى نوع من عدم الرغبة والقبول تجاه المواطن القطري من قبل الكثير من دول العالم؛ لأن اللعبة الإعلامية جزء أساسي من العلاقات بين الدول والشعوب، ولذلك فإن الدور الذي لعبته قناة الجزيرة فيما يتصل بصورة المواطن القطري وعلاقاته مع الآخرين هو دور هدّام جدًا، والمواطن القطري لم يستفد من المشروع الذي تعمل عليه قناة الجزيرة أي شيء. وأكد أن قناة الجزيرة باتت اليوم مصدر من مصادر دعم الأجندات المتطرفة والمشاريع التي تهدف إلى ضرب الدول العربية والوطن العربي، فهي قناة تُدار عن طريق أجهزة استخبارات وجهات مشبوهة. وأوضح أن هذه القناة تعمل على تشويه الحقائق وتقديم مشروع إعلامي مدمّر للوطن العربي، وفي المقابل تعمل على القيام بتعتيم كامل عن حقيقة الأوضاع في الداخل القطري، بل إنها تحاول أن تقدم صورة مختلفة تمامًا عن الواقع في قطر، والمواطن القطري لا يستطيع الوصول إلى هذه القناة. وأضاف: «تحاول هذه القناة أن ترسم صورة وردية لموقف مختلف دول العالم من النظام في قطر، في حين أن الصورة واضحة لكثير في دول المنطقة والدول العربية، والنظام القطري يستخدم أجندته من خلال قناة الجزيرة لأنها الذراع الاعلامية وغيرها من الوسائل السياسية؛ وذلك من أجل دهم الإرهاب والحركات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف في المنطقة، وهي جزء من عملية التعتيم الذي يواجه المواطن القطري -للأسف الشديد- الذي لا يعلم ما يجري أو يدرك كيف تنظر دول العالم إلى قطر ودورها بسبب التعتيم الذي تمارسه قناة الجزيرة، خصوصًا من ناحية استراتيجيتها تجاه الدول الشقيقة، حيث تتبع هذه القناة استراتيجية تقوم على القذف والاعتداء على الآخر ومحاولة تشويه صورته إعلاميًا، وهذا ما وجدناه تجاه مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيريها من الدول». من جانبه، قال السيد زهرة الكاتب الصحفي في الزميلة جريدة أخبار الخليج إن قناة الجزيرة ليست قناة إعلامية مهنية، فهي قناة لا تحترم أصول مهنة الإعلام ولا أخلاقياته، بل هي أداة سياسية لتكون لخدمة مشروع سياسي لخدمة أجندات سياسية محددة. وأكد السيد زهرة أن هذه القناة قدمت صورة سيئة جدًا عن الشعب القطري، وهي صورة غير صحيحة، كما أنها نجحت في إحداث قطيعة بين الشعب القطري وبين أشقائه العرب في عدد من الدول، خصوصًا الدول الأربع التي اتخذت قرارًا في وقت سابق بمقاطعة قطر بسبب الممارسات القطرية المتمادية تجاه دول المنطقة، إذ حصلت فجوة كبيرة بين الشعب القطري وأشقائه. وأضاف أن هذه القناة لا تعبّر عن الشعب القطري، بل هي تسيء له إلى أقصى حد، مؤكدًا أن القضية ليست في القناة بحدّ ذاتها وما تقوم به من ممارسات تخلق الشقاق بين الشعب القطري وبين الشعوب العربية الشقيقة، وإنما المشكلة في الأجندة القطرية وسياسات قطر وتوجهاتها المعادية لدول المنطقة، فهذه القناة تترجم السياسة القطرية. وتابع: «خذ مثالاً، فالعلاقات بين الشعبين البحريني والقطري، هي علاقات تاريخية ممتدة وروابط وثيقة جدًا، ولا يمكن أن تصدق أن الشعب القطري يريد القطيعة من الشعب البحريني أو يريد له السوء والشر، ولكن هذا ما تفعله هذه القناة، فالقناة تعبّر عن السياسة القطرية التي تمعن في الإساءة للبحرين وقيادتها وشعبها». من جانبه، قال بشار الجرّار عضو الحزب الجمهوري الأمريكي إن قصّة التورط القطري في دعم مشروع الربيع العربي المشؤوم الذي حمل الكثير من الشعارات البراقة الخداعة التي خدعت البعض باتت واضحة ومكشوفة اليوم للجميع، مؤكدًا أن المشروع انكشف واتضح المشروع على حقيقته وأهدافه التخريبية للأوطان وتدمير الوحدة الوطنية في أكثر من دولة، وهذا المشروع تقاطع للأسف مع إدارة أوباما التي اختارت أردوغان راعيًا للإسلام السياسي، وظنّوا أن هذا الأمر قابل للترويج في المنطقة عبر الإخوان المسلمين. وأوضح الجرّار أن الدوحة بدأت قضيتها تتكشف في التورط على الساحة الفرنسية ليس في الصحافة الفرنسية فحسب، وإنما في الصحافة البريطانية والأمريكية أيضًا، إذ تناولت الكثير من التقارير في تلك الصحف موضوع الاستخبارات القطرية وعلاقتها بالأحداث التي حصلت في بعض المناطق في العاصمة الفرنسية والضواحي الباريسية المعروفة ذات الصيغة العمالية التي تستضيف الكثير من المهاجرين الجدد وغير الشرعيين، إذ لعبت قطر على وتر بعض الأوضاع الاقتصادية التي لا علاقة لها بالأوطان الأصلية بسبب عدم الحصول على العمل أو الدخل المناسب، ووظّفت هذه المشاعر الجياشة بأسلوب خبيث. وعن التعاطي الأمريكي مع ممارسات وتصرفات قطر وأوضاع حقوق الانسان المتردّية فيها، قال الجرّار: «أتحدث الآن كأمريكي جمهوري، فلا شكّ أنه بسبب القيم الأمريكية الدستورية والأخلاقية، فإن ملف حقوق الإنسان يعطى أهمية متقدمة في العمل الدبلوماسي الأمريكي، ولكن للأسف الإدارات الديمقراطية المتعاقبة اتسمت بنوع من المراوغة وازدواجية المعاير في هذا الموضوع». وأضاف «إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقدت بشكل واضح سجل حقوق الإنسان في قطر، ووصف ترامب ما يحصل بتسميات ومفردات دقيقة، وإن ما تقوم به قطر ليس أكثر من عمليات تجميلية لمحاولة خداع الرأي العام العالمي، خاصة الأمريكي».

مشاركة :