نظام الإشارة الضوئية: نهج مبتكر لمكافحة كورونا

  • 7/12/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منذ‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬يبذل‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬التابع‭ ‬لفريق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬جهوداً‭ ‬مضنية‭ ‬ومتواصلة‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ويتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬جبارة‭ ‬لإبراز‭ ‬نجاح‭ ‬وتصميم‭ ‬الحكومة‭ ‬وشعبها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭.‬ ويشير‭ ‬الإعلان‭ ‬الأخير‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تبنيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬التابع‭ ‬لفريق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والذي‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التزام‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وعلى‭ ‬أهمية‭ ‬اعتماد‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجتمعية‭.‬ ومن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بنظرية‭ ‬التنظيم‭ ‬الذاتي،‭ ‬التي‭ ‬اكتسبت‭ ‬شهرة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬التربوي‭. ‬وتتبنى‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬مفاهيمي‭ ‬يتضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬التعلم‭ ‬المهمة‭ ‬مثل‭ ‬الإدراك‭ ‬والتحفيز‭. ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬نظرية‭ ‬التنظيم‭ ‬الذاتي‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬توجيه‭ ‬ذاتي‭ ‬ينفذها‭ ‬المتعلمون‭ ‬لتحويل‭ ‬قدراتهم‭ ‬العقلية‭ ‬إلى‭ ‬مهارات‭ ‬متعلقة‭ ‬بالمهام‭ ‬كما‭ ‬حددها‭ ‬Barry‭ ‬J‭ ‬Zimmerman‭ (‬1989‭). ‬وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬على‭ ‬أدوار‭ ‬الأفراد‭ ‬ومسؤولياتهم‭ ‬في‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬وعواطفهم‭ ‬ومشاعرهم‭ ‬وأفكارهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تقييمهم‭ ‬للفرص‭ ‬والمعوقات‭.‬ هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬ذاتية‭ ‬التنظيم،‭ ‬ويتكون‭ ‬كل‭ ‬نموذج‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭. ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬نماذج‭ ‬Barry‭ ‬J‭ ‬Zimmerman‭ (‬2000‭) ‬وألبرت‭ ‬باندورا‭ (‬1991‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬أجدها‭ ‬مثيرة‭ ‬للاهتمام‭ ‬والمناقشة‭. ‬يشتمل‭ ‬نموذج‭ ‬Zimmermann‭ ‬للتنظيم‭ ‬الذاتي‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭: ‬التفكير‭ ‬المسبق‭ ‬والأداء‭ ‬والتأمل‭ ‬أو‭ ‬التفكير‭ ‬الذاتي‭.‬ إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬فعندئذ،‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التفكير‭ ‬المسبق،‭ ‬سيبدأ‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وتحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬لتجنبه،‭ ‬والتخطيط‭ ‬لكيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭. ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الأداء،‭ ‬سيبدأ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة،‭ ‬مع‭ ‬مراقبة‭ ‬تطور‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬الإحصائيات‭ ‬التي‭ ‬تنشرها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات‭ ‬سيتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬استراتيجيات‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬المتنوعة‭ ‬لإشراك‭ ‬الأفراد‭ ‬معرفيا‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭. ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬يقررها‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬التابع‭ ‬لفريق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭. ‬وفي‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬التأمل‭ ‬أو‭ ‬التفكير‭ ‬الذاتي،‭ ‬سيبدأ‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬وتقييم‭ ‬أدائهم‭ ‬حول‭ ‬مستويات‭ ‬نجاحهم‭ ‬أو‭ ‬فشلهم‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬سيتم‭ ‬تكوين‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬ذاتية‭ ‬اما‭ ‬إيجابية‭ ‬أو‭ ‬سلبية،‭ ‬والتي‭ ‬بدورها‭ ‬ستؤثر‭ ‬على‭ ‬أدائهم‭ ‬وسلوكياتهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬ أما‭ ‬نموذج‭ ‬Bandura‭ ‬للتنظيم‭ ‬الذاتي‭ ‬فيشتمل‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ / ‬المفاهيم‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬المراقبة‭ ‬الذاتية،‭ ‬والتفكير‭ ‬الذاتي،‭ ‬والتقييم‭ ‬الذاتي،‭ ‬وردة‭ ‬الفعل‭ ‬الذاتية،‭ ‬والتوجيه‭ ‬الذاتي،‭ ‬والعقوبة‭ ‬الذاتية،‭ ‬والرضا‭ ‬عن‭ ‬النفس‭. ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬يتم‭ ‬تنشيط‭ ‬المراقبة‭ ‬الذاتية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراقبة‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬وأداء‭ ‬الفرد‭. ‬ويمكن‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬محليًا‭ ‬وعالميًا،‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬سيبدأ‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬وكذلك‭ ‬سلوك‭ ‬الآخرين‭. ‬وفي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية،‭ ‬سيتم‭ ‬تفعيل‭ ‬التقييم‭ ‬الذاتي‭ ‬والتفكير‭ ‬الذاتي‭ ‬حيث‭ ‬سيبدأ‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬يمتثلون‭ ‬للتدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬والمعايير‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الدولة‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬تقييمهم‭ ‬تظهر‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الذاتية‭ (‬الرد‭ ‬على‭ ‬الممارسات‭ ‬الخاطئة‭)‬،‭ ‬والعقوبات‭ ‬الذاتية‭ (‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخاطئة‭) ‬والرضا‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ (‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭). ‬ تضع‭ ‬هذه‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬نظام‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية،‭ ‬وإشراكهم‭ ‬بصورة‭ ‬نشطة‭ ‬لتفعيل‭ ‬إنذارهم‭ ‬الداخلي‭ ‬لمراقبة‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي،‭ ‬وتقييم‭ ‬مواقفهم‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬اليومي‭ ‬لحالات‭ ‬COVID-19،‭ ‬وإيجاد‭ ‬استراتيجيات‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭. ‬وسيساعدهم‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬سلوكهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لمكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وتقليل‭ ‬نسبة‭ ‬الحالات‭. ‬وسوف‭ ‬يتم‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬الإنذار‭ (‬مثل‭ ‬الأحمر‭ ‬والبرتقالي‭ ‬والأصفر‭) ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المنخفض‭ (‬أي‭ ‬الأخضر‭).‬ يوفر‭ ‬نظام‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬للأفراد‭ ‬استراتيجيات‭ ‬واضحة‭ ‬تعزز‭ ‬السلوكيات‭ ‬المجتمعية‭ ‬المناسبة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬ورفاهية‭ ‬الأفراد،‭ ‬ويتبنى‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬إطارًا‭ ‬ذاتي‭ ‬التنظيم‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الفهم‭ ‬المشترك‭ ‬لكيفية‭ ‬عمل‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدعم‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الحكومة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬ورفاهية‭ ‬شعبها‭. ‬ ‭ ‬} أستاذ‭ ‬اللغويات‭ ‬التطبيقية ‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين

مشاركة :