مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس التنسيق السعودي - العُماني

  • 7/12/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسلطان عُمان السلطان هيثم بن طارق جلسة مباحثات رسمية أمس، في نيوم، جرى فيها استعراض العلاقات الأخوية التاريخية والراسخة بين قيادتي البلدين. وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن ولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان حضر الجلسة التي تطرقت إلى آفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في شتى المجالات. ووقع وزيرا خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان وعمان بدر البوسعيدي أمس، مذكرة تفاهم تقضي بتأسيس مجلس التنسيق السعودي - العُماني. وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن التوقيع جرى بحضور خادم الحرمين الشريفين وسلطان عُمان. وأضافت الوكالة أن خادم الحرمين الشريفين قدم للسلطان هيثم قلادة «الملك عبدالعزيز» تقديراً له كما قدم سلطان عُمان للملك سلمان «وسام آل سعيد» أرفع الأوسمة العمانية تقديراً له. وجرت للسلطان هيثم مراسم استقبال رسمية لدى وصوله أمس، إلى مطار نيوم الدولي حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتعد زيارة السلطان هي الأولى له خارجياً منذ توليه مقاليد الحكم في يناير من عام 2020 بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد. وفي السياق، نوّه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بعمق العلاقات التاريخية بين المملكة وسلطنة عُمان، وما وصلت إليه من مستويات مُتقدمة من التنسيق الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، انطلاقًا من الحرص على تطويرها والسير بها إلى آفاق أرحب، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: «يحل جلالة السلطان هيثم بن طارق ضيفًا عزيزًا على المملكة استجابة لدعوة كريمة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في زيارة تعكس عمق الأواصر والوشائج الأخوية بين قيادتي البلدين وما يجمع بينهما من إرادة سياسية ورؤية مشتركة تجاه أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بما يخدم الأهداف التنموية لدولها وشعوبها». وأكد وزير الخارجية، أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة تكتسب أهمية كبيرة كونها أول زيارة رسمية، إضافة إلى ما تحمله من دلالات تعكس عمق تقدير جلالته للمملكة وقيادتها وشعبها. وأوضح أن العلاقات التاريخية بين البلدين كانت وما زالت تقوم على الاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة والتعاون البنّاء في معالجة القضايا العربية والإسلامية، والتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية بما يحقق الأمن والسلم الدوليين. إلى ذلك، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أمس، أن زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية تعكس عمق العلاقات الدبلوماسية والأخوية بين البلدين والتطلع إلى رفع مستوى الشراكة في مختلف المجالات. وقال الجبير نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية: إن الزيارات المتبادلة بين البلدين ساهمت في رفع مستوى التنسيق الثنائي وتوسيع آفاق التعاون الثنائي والعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك. وحول مبادرة ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان «الشرق الأوسط الأخضر»، أوضح أن «السلطان هيثم أبدى مساندة السلطنة لجميع جهود المملكة في هذا الشأن، وذلك عبر مباحثاته مع الأمير محمد حول التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية وما تضمنه إعلان المبادرة في معالجة هذه التحدياتً. وأوضح الجبير أن المملكة وعُمان عملتا بنجاح للتصدي لجائحة فيروس كورونا عبر مجلس الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي ساهم بشكل كبير في السيطرة على انتشار الفيروس والحد من تبعاته. وفي سياق متصل، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف أمس، إن زيارة سلطان عُمان إلى المملكة تعد فرصة لتعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في التشريعات والأنظمة والتجارب الصناعية من أجل تحقيق التكامل الصناعي بين البلدين. وأضاف الخريف أن عمق العلاقات الأخوية بين المملكة وعُمان كان له تأثير مباشر على تعزيز الرؤى الموحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيجاد الفرص الاستثمارية الواعدة بين البلدين الشقيقين لاسيما في قطاعي الصناعة والثروة المعدنية. وأشار إلى حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى عُمان والتي بلغت أكثر من 17 مليار ريال «533ر4 مليار دولار» في السنوات الخمس الأخيرة ومساهمة صندوق التنمية الصناعية السعودية في تمويل مشروعين مشتركين مع عمان بقيمة 90 مليون ريال «24 مليون دولار». وأوضح الخريف أن قيمة الصادرات السعودية إلى عُمان بلغت العام الماضي أكثر من ثلاثة مليارات ريال سعودي «800 مليون دولار» وتتنوع ما بين منتجات غذائية ومواد البناء وبتروكيماويات ومنتجات استهلاكية معمرة فيما بلغت المنتجات المستوردة من عُمان أكثر من 6 مليارات ريال «6ر1 مليار دولار» وتتنوع ما بين منتجات الغذائية ومواد البناء والمعادن. «التعاون الخليجي»: زيارة سلطان عُمان ترسخ مبادئ التشاور الأخوي أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف أمس، أن زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق للسعودية تأتي تأكيداً للمكانة الكبيرة لها وانطلاقاً من وشائج الأخوة وتجسيداً للروابط والأواصر الراسخة بين البلدين. وأضاف الحجرف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن زيارة السلطان هيثم بن طارق تأتي كذلك تعزيزاً للآمال والتطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين. ولفت الحجرف إلى «مدى أهمية هذه الزيارة التي تعكس الحكمة وبعد النظر واستقراء المستقبل فهي شاهد على متانة العلاقات وترسيخ لعمق العلاقات الوطيدة والمتجذرة بين البلدين». وأعرب عن أمله أن تكلل جهود قادة دول مجلس التعاون بكل ما فيه خير لهذه الدول وأمنها ورخائها وخدمة مواطنيها. وذكر أن أبناء مجلس التعاون ينظرون لهذه الزيارة الميمونة بكل تقدير وإجلال لما يبذله قادة دول المجلس من جهود وحرص كبير في دفع العمل الخليجي المشترك وتعزيزه وتحقيق آمال أبناء الخليج وطموحاتهم في المجالات كافة استناداً إلى العلاقات الاستثنائية بين الأشقاء.

مشاركة :