أعلنت السلطات الأفغانية أمس، نصب «نظام دفاع جوي» لحماية مطار كابول من التعرّض لقذائف وصواريخ في ظلّ التقدّم الكبير لعناصر حركة «طالبان» في أرجاء البلاد. ففي ضوء شروع القوات الأجنبية في الانسحاب نهائياً من البلاد، أطلقت «طالبان» في بداية مايو هجوماً واسع النطاق على القوات الأفغانية، غانمةً مساحات شاسعة في العمق الأفغاني. ولم تعد القوات الأفغانية تسيطر سوى على المحاور الرئيسية وكبرى المدن الإقليمية وسط حصار يفرضه المتمردون حول الكثير منها وفي ظل الخشية من احتمال مهاجمتهم كابول في المدى المنظور، أو مطارها الذي يشكّل المخرج الوحيد للرعايا الأجانب، الدبلوماسيون منهم والعاملون في المجال الإنساني خصوصا. وباتت «طالبان» تسيطر على عدّة مناطق مجاورة للعاصمة الأفغانية في نطاق لا يتجاوز المئة كيلومتر. وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان إنّ «نظام الدفاع الجوي حديث الإنشاء دخل طور التشغيل عند الساعة 02,00 فجر الأحد». وأضافت «أثبت هذه المنظومة فاعليتها في أرجاء العالم في صدّ الهجمات بالصواريخ والقذائف». بيد أنّ الوزارة لم توضح اسم المنظومة ولا تاريخ نشرها ولا هوية الطرف الذي أرساها. ومن دون إعطاء تفاصيل إضافية، قال المتحدث باسم الوزارة طارق عريان: إنّ «المنظومة نشرت في مطار كابول، ولا تحمي سوى منشآته». لكن طوال 20 عاماً في أفغانستان كانت القوات الأميركية قد زوّدت قواعدها بعدة منظومات من طراز «C-RAM» القادرة على رصد القذائف وتدميرها. وتتيح هذه المنظومة التي كانت في قاعدة «باجرام»، الأبرز بين القواعد الأميركية وتقع على مسافة 50 كيلومترا شمال كابول، إصدار إشارات الإنذار ضمن النطاق الذي تغطيه. وسبق لـ«طالبان» أن نفذت سلسلة هجمات بالقذائف على القوات الأفغانية والأجنبية، كما شنّ تنظيم «داعش» العام 2020 هجوماً مماثلاً على كابول. وتبنى «داعش» أيضاً هجوماً بالقذائف في بداية العام على قاعدة «باجرام» التي استلمتها القوات الأفغانية في بداية يوليو. وفي سياق آخر، أفاد وزير الدفاع الأسترالي، بيتر داتون، أمس، بأن كل الجنود الأستراليين غادروا الأراضي الأفغانية. وقال داتون: «انتهت هذه الحملة العسكرية، لكن ذلك لا يعني أننا لن نشارك في عمليات مشتركة أخرى مع الولايات المتحدة، ومن الممكن بمشاركة قوات الإنزال الأسترالية الخاصة أو القوات الخاصة الأخرى، إذا اعتقدنا أنه يتفق مع مصالحنا الوطنية أو مصالح حلفائنا». وذكر الوزير أن أكثر من 39 ألف جندي أسترالي شاركوا في الحملة العسكرية في أفغانستان خلال السنوات العشرين الماضية، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء العسكريين انخفض في السنوات الأخيرة من 1,5 ألف شخص إلى 80 شخصا. وأكد أيضا أن أستراليا لا تزال حليفا لأفغانستان في مجال مكافحة الإرهاب، حتى بعد انسحابها من أراضي هذا البلد. إلى ذلك، نفت وزارة الخارجية في تركمانستان، أمس، صحة تقارير إعلامية حول قيام الجيش بحشد معدات عسكرية ثقيلة على حدود أفغانستان المجاورة. وجاء في بيان نشرته الخارجية أن وزارة الدفاع التركمانية أكدت بقاء جميع وحداتها بأفرادها ومعداتها العسكرية في مواقعها الدائمة، حيث تواصل تدريباتها المخطط لها سابقا. وفي وقت سابق تناقلت بعض وسائل الإعلام، أنباء عن قيام تركمانستان بنقل دبابات ومدافع وناقلات جنود مدرعة إلى مدينة «سرحد آباد» الحدودية مع أفغانستان، وذلك على خلفية اقتراب مسلحي حركة «طالبان» إلى حدود تركمانستان. وقالت الخارجية التركمانية في بيانها إن «هذه الأخبار تخالف الحقائق»، واصفة خط الحدود مع أفغانستان بـ «خط الصداقة والتعاون». الهند تجلي موظفين من قندهار أعادت الهند، بصفة مؤقتة، مسؤولين من قنصليتها في مدينة قندهار إحدى مدن جنوب أفغانستان الرئيسية في ضوء استمرار مقاتلي «طالبان» في توسيع نطاق نفوذهم مع انسحاب القوات الدولية. وقال اريندام باجتشي المتحدث الرئيسي باسم وزارة الخارجية الهندية في بيان: «بسبب القتال العنيف بالقرب من مدينة قندهار تم بصفة مؤقتة إعادة الأفراد الذين يوجد مقر عملهم في الهند». وأضاف أن «الهند تتابع عن كثب تطورات الوضع الأمني في أفغانستان»، موضحاً أن قنصلية قندهار يديرها الآن الموظفون المحليون مؤقتاً. باكستان تستنفر قواتها على الحدود أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني، بابار افتخار، أنه تم تعزيز حدود بلاده مع أفغانستان وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية والتوتر المتصاعد الذي تشهده أفغانستان. وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني: «في الوقت الحالي 90% من حدود باكستان مع أفغانستان محمية بسياج». وأوضح المتحدث أن «أمن الحدود هو بمثابة طريق ذي اتجاهين، فقد كان على الجانب الآخر اتخاذ إجراءات، كما فعلنا، وهو للأسف ما لم يحدث». وفي نفس السياق صرحت وزارة الداخلية الباكستانية بأنها اتخذت جملة من الإجراءات استعدادا لتدفق محتمل للاجئين الأفغان.
مشاركة :