أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن انتشار الأحزاب اليمينية المتطرفة وأتباعها في أوروبا يُشكل تهديدًا لعملية التعايش والاندماج في المجتمعات الغربية، وبخاصة تجاه المسلمين واللاجئين. وأشار إلى أن ممارسات أصحاب الفكر اليميني المتطرف لا تفرق بين مسلمين مهاجرين، أو مولودين مقيمين في هذه البلدان يحملون جنسياتها. وحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تقرير له اليوم الأحد، من أن انتهاك الأحزاب اليمينية المتطرفة للقوانين الدولية المنظمة لشبكات التواصل الاجتماعي، وخرق الأعراف الدولية ومبادئ حقوق الإنسان؛ يمثل خطرًا محدقًا على استقرار المجتمعات، ويهدد تعايشها السلمي. ونوه إلى أن تلك الأحزاب تستغل شعارات الهوية الوطنية لاستقطاب متعاطفين للهجوم على الإسلام والمسلمين وكذلك اللاجئين، مشيراً إلى أن من أبرز هذه الأحزاب التي تستغل أي مناسبة لإثارة الرأي العام ضد المسلمين واللاجئين في إسبانيا حزب «فوكس» اليميني المتطرف. وأكد مرصد الأزهر رفضه القاطع لكل أعمال العنف والتعدي على الآخرين، لافتًا إلى أنها تمثل شكلًا من أشكال العنصرية المقيتة التي ينبغي أن يُوضع لها حد حاسم، يردع الخارجين على القانون، ومرتكبي العنف ضد الناس، أيًّا كانت انتماءاتهم أو توجهاتهم، مُحذراً من أن الدفع بالشباب في مثل هذه التوجهات الإجرامية هو نذير شر مستطير، وخطرٌ داهم على المجتمعات التي تستند إلى الشباب كدعامة حقيقية للنهوض والتقدم. وشدد مرصد الأزهر على أن المواطَنة هي أساس التعامل بين فئات المجتمع المختلفة، وأن السلوك العنصري على أساس الدين، أو العرق، أو اللون، أو الجنس مرفوض بكل أشكاله، ويتعارض مع كافة الأديان والقوانين العامة المنظمة لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية التي تنص على تجريمه.
مشاركة :