نظّم مركز التواصل والمعرفة المالية «متمم»، مؤخراً، لقاءً افتراضيًا بعنوان: «العملات الرقمية والمشفرة: مستقبلها وتأثيراتها»، وذلك بمشاركة كل من: الدكتور محمد مكني عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتور فهد الحويماني مختص بالتقنية والأسواق المالية والاقتصاد، والسيدة اينوتو ليكونقا خبير اقتصادي أول وخبير في القطاع المالي بصندوق النقد الدولي، والسيد تيان شي أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة نانجينغ الزراعية في الصين، فيما أداره الأستاذ طلعت حافظ الكاتب والمحلل الاقتصادي. وخلال اللقاء، أشار مكني إلى أن العالم أصبح يشهد توجهاً كبيراً للعملات الرقمية والمشفرة، مبيناً أن البنك المركزي الصيني يدرس إمكانية وجود عملة رقمية صينية لتداولها، ونوه إلى أنه عدم وجوداستثمارات كبيرة في عملة «البيتكوين» حينما أطلقت قبل عشر سنوات، حيث ظلت أسعارها منخفضة جدًا حتى عام 2019م، لتشهد بعد ذلك ارتفاعًا كبيرًا حتى وصلت في شهر أبريل الماضي إلى 60 ألف دولار. وأوضح أن من الأسباب التي ميَّزت العملات المشفرة انخفاض التكلفة في عمليات التحويل، والسرية الكاملة في عمليات التشفير عالية الجودة، بالإضافة إلى الخروج من المركزية التي تعد ذات فائدة لدى بعض الجهات، كما أضاف أن دقة منصات العملات المشفرة وصعوبة اختراقها إلى جانب محدودية كمياتها، أدى إلى ارتفاع في الإقبال والطلب عليها. من جانبه، أشار الحويماني، إلى وجود الكثير من التشويش والضبابية حول «البيتكوين» والعملات المشفرة بشكل عام، وأن غالبية اهتمام الناس بها يعود إلى خشية فوات الفرصة الاستثمارية, وأوضح أن جهات كبيرة بدأت تعترف بالعملات المشفرة واعتبارها عملة رسمية قابلة للتداول مثل دولة السلفادور، وشركة تسلا الشهيرة التي اشترت فيها بمليارات الدولارات، مبيناً أن البنوك المركزية أصبحت ترغب في الاستفادة من العملات المشفرة، وأن هناك محاولات لجعلها تستند على عملة حقيقية. بدورها، رأت السيدة اينوتو ليكونقا، أن الأموال الرقمية ليست حديثة عهد، وأنه يتم استخدامها منذ سنوات طويلة من خلال الأساليب الإلكترونية في السداد كالبطاقات الائتمانية، مشيرة إلى أن العملات الرقمية للبنوك المركزية أصبحت تلعب دورًا مهمًا لعدم وجود أيَّ مجازفات بها لكون البنك الدولي مصدِرًا لها، وأشارت إلى أن العملات الرقمية والمشفرة وكذلك المدفوعات الإلكترونية تتشارك في بعض الصفات، وهي أنها جميعها رقمية وصممت للسداد الإلكتروني المُعين، كما لها أوجه اختلاف من حيث المصدر وكيفية تحديد أسعارها، بالإضافة إلى البنية التحتية التقنية التي تشغلَّها وتدعمها، ومجهولية المستخدمين والمصدرين. إلى ذلك، قال السيد تيان شي إن الصين تُعد عاملاً أساسياً في مجال العملات المشفرة، وذلك نتيجة لقدراتها التعدينية في الطاقة الحاسوبية. وبيّن أن سوق العملات المشفرة شهد حدثين مهمين خلال الأسبوع الماضي، الأول تمثل في طلب البنك المركزي الصيني من شركة علي بابا وعدد من البنوك الكبرى وقف خدمات الدفع في تداول العملات المشفرة. والثاني في تلقي معدّنو «البيتكوين» أوامر من قبل الحكومة بالإغلاق التام لعمليات التصنيع. واعتبر أن التقلب الشديد الذي تشهده أسواق العملات المشفرة حالياً يُعد أمراً صحيًا؛ لكونها ستستهم في زيادة مستوى اللامركزية.
مشاركة :