أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على أهمية زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس للمملكة والتي تعتبر الاولى له منذ تقلده هذا المنصب، مشيرا الى أن العلاقات الفرنسية السعودية ليست وليدة اليوم وهي تتعزز دائما بشراكات سياسية واقتصادية وعسكرية استراتيجية طويلة المدى. وأوضح فابيوس في تصريحات لـ «عكاظ» أن زيارة فالس تأتي في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة تتطلب التشاور والتنسيق بين الرياض وباريس وتبادل وجهات النظر مع حلفاء فرنسا في المنطقة، خاصة المملكة التي تعتبر الشريك الريادي لفرنسا والمهم في المنطقة سواء حول قضايا تتعلق بالوضع في سوريا والتدخل الروسي والإيراني بالمنطقة الذي أصبح مفتوحا على الكثير من الاحتمالات. وقال إن ما يقارب 20 مشروعا اقتصاديا تم الاتفاق عليه بين الطرفين السعودي والفرنسي في السنة الحالية، مشيرا الى أن هذه المشاريع تقدر بعشرات المليارات من اليورو والتي ستكون جسرا قويا في العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وفرنسا. وأضاف فابيوس إن هذه المشاريع، نوقشت خلال الزيارات السابقة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع كبار المسؤولين السعوديين وتتضمن الاستثمارات المشتركة في مجال الطاقة الشمسية وآفاق التعاون النووي السلمي. وتعتبر منصة فاعلة في الشراكة الاقتصادية والتعاون الاستثماري بين البلدين. من جهته أكد وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودرايان على أهمية تعزيز الشراكة السعودية الفرنسية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، معتبرا أن التدخل الروسي في سوريا له تداعيات كبيرة على المنطقة وعلى فرنسا، والمطلوب تقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول للأزمة التي تعقدت بفعل التدخل العسكري الروسي الذي أصبح يشكل غطاء للنظام والجماعات الإرهابية. وتابع قائلا «من الضروري تقديم الدعم لكل شركائنا والاتفاق حول استراتيجيات مستقبلية عسكرية أكثر لتأكيد السلام والاستقرار بالمنطقة» مؤكدا على الإرادة الفرنسية في إحلال السلام والأمن في المنطقة، من خلال مشاركة القوات الفرنسية في التحالف ضد داعش وضرب مواقعه، مشيرا الى أن السياسة الروسية توفر غطاء لنظام بشار بحجة محاربة الارهاب، في حين أنها لم تقصف مواقع داعش لحد الآن وهو ما يفضح نوايا الروس في الأراضي السورية ودعمها لإيران والإرهاب. وأكد وزير الدفاع الفرنسي، أنه سيتم التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي بين الشركات السعودية والفرنسية، وكذلك الدعم الإنمائي بين القطاعات المشتركة بين البلدين. ورأى كل من فابيوس ولودرايان أن المملكة هي أهم محطة في زيارة فالس، باعتبار أن المملكة هي الشريك المميز لفرنسا في المنطقة وأن التقارب بين باريس والرياض يمتد لسنوات ودعمه صعود مؤشر التعاون الاقتصادي والتجاري الذي يربط البلدين. بالإضافة لدعم البلدين لبعضهما في القضايا الرئيسية وتقارب وجهات نظرهما حولها كقضية النووي الإيراني ووقوف المملكة في وجه الطموح الإيراني في المنطقة.
مشاركة :