ازداد تدفّق المهاجرين الذين يعبرون أوروبا الوسطى قادمين من دول البلقان للتوجه أساساً إلى ألمانيا، مجدداً في نهاية الأسبوع مع اقتراب فصل الشتاء، وفقاً لأرقام رسمية نُشرت أمس. وقالت الشرطة النمسوية أن أكثر من 8500 شخص وصلوا إلى النمسا أول من أمس، و3680 شخصاً بين منتصف ليل الأحد وصباح أمس. وبعيداً من الأرقام القياسية التي سُجلت في أيلول (سبتمبر)، حين تم تعداد وصول حتى 14 ألف مهاجر خلال 24 ساعة، تسجل هذه الأرقام ارتفاعاً مقارنة مع الأسبوع الماضي، حيث بلغ عدد المهاجرين 5500 تقريباً يومياً. وفي هنغاريا، أُحصي 7879 مهاجراً أول من أمس، و7907 السبت الماضي، في ارتفاع مقارنةً مع اليومين السابقين. ودخل 250 ألف مهاجر الى النمسا منذ نهاية آب (أغسطس)، قبل أن تواصل غالبيتهم طريقها إلى ألمانيا. وصادف ارتفاع عدد المهاجرين الذي سُجِّل في مقدونيا مع اقتراب فصل الشتاء، الذي سيجعل الرحلة البحرية بين تركيا والجزر اليونانية أكثر خطورة. من جهة أخرى، انتقد بعض كبار القضاة السابقين في بريطانيا حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمس، بسبب رد فعلها إزاء أزمة المهاجرين في الاتحاد الأوروبي، ورأوا أنه ليس كافياً ويدفع الناس إلى أحضان مهربي البشر. وذكر بيان وقّعه أكثر من 300 قاضٍ متقاعد يعملون كمحامين وخبراء قانونيين، أن تعهد بريطانيا باستقبال 20 ألف لاجئ خلال السنوات الـ5 المقبلة ليس كافياً، وطالب بإنشاء طرق آمنة في مواجهة تدفّق اللاجئين من سورية إلى الاتحاد الأوروبي. ونادراً ما تنتقد السلطة القضائية في بريطانيا الساسة علناً، لكن هذا البيان حظي بدعم عشرات الشخصيات في السلك القضائي، مثل اللورد نيكولاس فيليبس الرئيس السابق للمحكمة العليا البريطانية، ونيكولاس براتزا الرئيس السابق للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وأضاف البيان: «نرى مثلنا مثل كثر، أن عرض حكومة المملكة المتحدة استقبال 20 ألفاً من اللاجئين السوريين الأكثر عرضة للخطر من مخيمات في الشرق الأوسط على مدى 5 سنوات، بطيء للغاية ومـحدود للغاية وضيق للغاية». وتابع أن القانون الدولي يلزم الدول بتوفير الحماية للاجئين، لكنّ دولاً عديدة من بينها بريطانيا، جعلت التمتّع بتلك الحقوق مستحيلاً بتضييق سبل السفر. ودفع هذا الوضع - في ظل عقوبات شديدة القسوة على خطوط الطيران والسفن التي تحمل ركاباً لا يحملون وثائق سفر - الأفراد والأسر إلى أيدي المهربين لركوب قوارب مكدسة في حالة لا تسمح لها بالإبحار أو شاحنات خانقة». في المقابل، صرّح وزير شؤون اللاجئين السوريين ريتشارد هارينغتون: «نعمل عن كثب مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمعرفة ونقل مَن يعيشون في المناطق الأكثر عرضة للخطر. يثني هذا الناس أيضاً عن محاولة القيام بهذه الرحلات الخطيرة التي أدت بالفعل إلى وفيات مأسوية كثيرة».
مشاركة :