كانت وما زالت تقنيات الجيل الخامس للاتصالات تحصد كثيرا من الاهتمام والتبني على مستوى العالم، حتى بات الجيل الخامس في طريقه ليصبح أسرع جيل تقنيات متنقلة تبنيا في التاريخ، مع زيادة الاشتراكات بمعدل نحو مليون اشتراك يوميا على مستوى العالم، وذلك بحسب توقعات شركة إريكسون للاتصالات. ولا يختلف الأمر كثيرا في دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بالوضع السائد على مستوى العالم، فقد أشارت توقعات "إريكسون" إلى أن اشتراكات الهواتف الذكية في تقنيات الجيل الخامس في دول مجلس التعاون الخليجي ستبلغ 62 مليون اشتراك بحلول نهاية عام 2026، حيث تمثل الاشتراكات فيها ثاني أعلى نسبة انتشار في سوق الجيل الخامس على مستوى العالم، وستشكل ما يقرب من ثلاثة أرباع من إجمالي اشتراكات الهواتف الذكية في المنطقة، حيث ستمثل شبكات الجيل الخامس 73 في المائة من إجمالي اشتراكات الجوال في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2026. كما توقع التقرير أن تبلغ اشتراكات الهواتف الذكية في تقنيات الجيل الخامس أكثر من 580 مليون اشتراك على مستوى العالم بحلول نهاية عام 2021، مدفوعة بانضمام نحو مليون مشترك جديد يوميا. وتعزز هذه التوقعات، التي كشفها الإصدار الـ20 من تقرير التنقل من "إريكسون"، الفرضية القائلة إن تقنيات الجيل الخامس ستكون أسرع جيل تقنيات متنقلة يتم تبنيها على الإطلاق، وللمرة الأولى، يستعرض التقرير إحصائيات مفصلة من أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تسهم المبادرات الرقمية المدعومة من الحكومات في تسريع الابتكار التقني والاستخدام المتوقع لشبكات الجيل الخامس، وكانت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2019 من بين أولى الأسواق في العالم التي تطلق خدمات الجيل الخامس على نطاق تجاري، وتسعى المملكة للاستفادة من تقنيات مثل الجيل الخامس في تغيير المشهد الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، مدفوعة برؤية المملكة 2030 والمبادرات الرقمية ذات الصلة، التي تهدف لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في بناء اقتصاد مزدهر ووطن طموح. وباعتبارها واحدة من الاقتصادات الرئيسة في دول مجلس التعاون الخليجي، تعد السعودية أحد الدول الرئيسة التي تقود توسيع انتشار واستخدام تقنيات مثل الجيل الخامس في المنطقة، حيث معدلات استهلاك بيانات الهاتف المحمول هي الأعلى في العالم. ويشير التقرير إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي سجلت أعلى متوسط لحركة البيانات الشهرية لكل هاتف ذكي على مستوى العالم، بما يتجاوز 18 جيجابايت، بحلول نهاية عام 2020. وعلى مستوى العالم، من المتوقع أن يتجاوز عدد الاشتراكات في تقنيات الجيل الخامس حاجز المليار اشتراك قبل عامين من المدة الزمنية التي استغرقتها اشتراكات شبكة الجيل الرابع LTE لتصل إلى عدد الاشتراكات نفسه، وتتضمن العوامل الرئيسة التي تدفع لتحقيق هذا الأمر التزام الصين المبكر تجاه تقنيات الجيل الخامس، وتوافرها المبكر، وزيادة القدرة على تحمل تكاليف الأجهزة التجارية المتوافقة مع تقنيات الجيل الخامس، وقد تم حتى الآن إعلان أو إطلاق أكثر من 300 طراز لهواتف ذكية متوافقة مع تقنيات الجيل الخامس على نطاق تجاري. ومن المتوقع أن يستمر هذا الزخم التجاري لتقنيات الجيل الخامس في الأعوام المقبل، مدفوعا بالدور المحوري للاتصال كعامل رئيس للانتعاش الاقتصادي لمرحلة ما بعد كوفيد - 19.
مشاركة :