تصوري أنك حامل، وذهبت في العيد مع طفلك الأول إلى حديقة يمارس فيها محترفون الألعاب النارية، قد يخيل إليك أنه لا بد من حماية طفلك الصغير منها، وإبعاده قدر الإمكان عن مكان إطلاق الألعاب النارية، لكن هل خطر ببالك أن جينينك الذي تحملينه في بطنك قد يتضرر. أطباء في الغدد الصماء الإنجابية للعقم، وخبراء في الألعاب النارية، يناقشون هذا الموضوع. ليس هناك بيانات تشير إلى أنه يجب على الحوامل تجنب عروض الألعاب النارية. لكن، المتعارف عليه طبياً، وبشكل عام، أن أذني الجنين تتطوران في الغالب بحلول 20 أسبوعاً من الحمل ويمكنهما البدء في الاستجابة للأصوات بحلول 24 أسبوعاً، حيث يتم تنبيه جنينك لضوضاء الألعاب النارية، ورغم أنه يتلقى الأصوات مكتومة قليلاً في الرحم بسبب حماية الجدار الأمنيوسي، لكن من الأفضل أن تتجنبي الاقتراب جداً من الألعاب النارية والصخب في احتفالات العيد، فكلما اقتربت منها زادت الضوضاء التي يمكن أن تؤثر على جنينك. قد تتساءلين إلى أي مدى يفترض عليّ الابتعاد؟ نجيبك بأن هذا يعتمد على نوع الألعاب النارية التي تشاهدينها، فهناك عروض للألعاب النارية الاحترافية، مثل تلك المستخدمة في الاحتفالات الكبيرة للحدائق في الأعياد، فهي أعلى صوتاً من الألعاب النارية، التي يمكن أن تطلقونها في حديقة المنزل أثناء الاحتفالات العائلية، والمليئة بالإغراءات من ألوان زاهية، لكن حتى الألعاب النارية المنزلية يحذرك الأطباء منها، فقد تكون أصواتها صاخبة أيضاً. يقاس الصوت بوحدة تسمى "ديسيبل وات" وما يحذر منه الخبراء، أن بعض الشركات المنتجة للألعاب النارية، تصنّع ألعاباً نارية يمكن أن تصل إلى 150 "ديسيبل وات"، مع أن أطباء الأنف والأذن والحنجرة يحددون النسبة التي لا تضر بالسمع بـ 85 "ديسيبل وات"، وأي نسبة أعلى من ذلك يمكن أن تؤدي إلى تلف في السمع ولتجنب الضرر لك ولجنينك، يوصي الأطباء بابتعادك عن ضوضاء الألعاب النارية مسافة لا تقل عن 160 متراً.. بينما يطالب أطباء الأنف والأذن والحنجرة، بابتعاد الكبار والأطفال عن أصوات الألعاب النارية، أي سواء كنت حاملاً أو لا، عليك توخي الحذر بشأن التعرض للضوضاء الصاخبة، لكن هناك مخاوف على النساء الحوامل أكثر حيث يُظهر البحث العلمي في تطوير الجهاز السمعي للجنين أن تأثيرات الألعاب النارية على طفلك الذي لم يولد بعد ستعتمد على مدى عمره في بطنك، حيث تبدأ القوقعة في الأذن الداخلية والمسؤولة عن تلقي الأصوات، بالتشكل في الأجنة بالأسبوع التاسع، من الحمل، لكن الجنين يكون أكثر عرضة للتأثر بالضوضاء والأصوات القوية بعد 20 أسبوعاً من الحمل عندما يتم تطوير الجهاز السمعي بشكل كامل. إذا كنت في النصف الأول من الحمل، فلا يزال يتعين عليك تجنب الاقتراب من الألعاب النارية وغيرها من الضوضاء الصاخبة، ولكن بعد حوالي 20 أسبوعاً لن يشعر طفلك بالخوف، وقد تبين أن الأجنة في الرحم تتفاعل مع محفزات الضوضاء من خلال الحركة وتسريع معدل ضربات القلب، وهذا ليس سيئاً، كما يقول الأطباء، بل يساعد على نمو دماغ الجنين، ورغم ذلك عليك التقيد بنصيحة الابتعاد مسافة تتجاوز الـ 160 متراً عن الألعاب النارية.
مشاركة :