تحقق دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام بمكة المكرمة، وشرطة العاصمة المقدسة ممثلةً في مركز شرطة العزيزية، اليوم الثلاثاء، مع مقيم يمني الجنسية بالعقد الرابع من العمر؛ إثر قيامه بضرب ابنيه (11 عاماً)، و(8 سنوات) ضرباً وحشياً بـلي زراعي، عقب طلبهما زيارة والدتهما المنفصلة، وقيامه بتجويعهما وإعطائهما وجبة واحدة باليوم؛ بدعوى تعويدهما على الصبر وتحمّل المشقة وصبر الرجولة، حسب وصفه. وتشير التفاصيل التي حصلت عليها سبق إلى أن معلمي ومدير ووكيل مدرسة الحسينية الابتدائية، قد فوجئوا، يوم الأحد الماضي، بوجود طالب بالصف الخامس الابتدائي يبلغ من العمر 11 سنة يمني الجنسية، ويبدو على جسده آثار تعذيب وضرب مبرح، وعند التحدث مع الطالب المضروب من قبل المختصين بالمدرسة أكد أن والده هو من فعل ذلك، والسبب هو مطالبة الطفل بزيارة والدته المنفصلة عن والده، ولكن الأب ثار غضبه من طلب الزيارة، وتهجّم عليه. وجرى استدعاء شقيقه الصغير بالصف الثاني الابتدائي، ويبلغ من العمر 8 سنوات؛ ليتم مشاهدة الضرب المبرح على جسد الطفلين. وذكر الطفلان المعنّفان أن والدهما قام بضربهما بأداة غليظة، وعند تدخل زوجة الأب الثانية؛ لإنقاذهما هددها الأب بأنه سيضعها معهما، وكانت آثار الضرب والتعذيب عريضة وواضحة على جسديهما، وعند سؤال الطفل من قبل إدارة المدرسة عن الأداة المستخدمة في الضرب اتضح أنها عبارة عن لي مخصص لري النباتات كي يرويهما من القسوة والظلم والتعذيب، حسب كلام الطفلين أثناء ضربهما. وأشار الطفلان إلى أن والدهما يقوم بتجويعهما وإعطائهما وجبة واحدة في اليوم؛ لتعليمهما الصبر وقسوة القلب والجسد والتحمل ليصبحا رجلين شديدين بالمستقبل، وأكدا أن هذا هو النظام المتبع في الأسرة من قبل الأب، حسب ما ذكره الطفلان المعنفان. عندها وجّهت إدارة المدرسة بإحالة الطفلين للجهات المختصة، والكشف عليهما في مستشفى الملك فيصل بالششة، وإصدار تقارير إصابية عن حالتيهما، وتم عمل تقرير بالحالة، وتم إبلاغ شرطة العاصمة المقدسة ممثلةً في شرطة العزيزية، وباشرت شعبة التحريات والبحث الجنائي ضبط الأب وإيقافه بشرطة العزيزية، ولا يزال رهن التوقيف والتحقيق قبل إحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص. ووجّه قاضي الأحوال الشخصية بالمحكمة الناظر لقضية زيارتهما لوالدتهما فور علمه بوضع الطفلين، وما تعرضا له من وحشية التعامل وقسوة القلب والتعنيف من قبل الأب، بشكل عاجل خطاباً لمركز شرطة العزيزية يتضمن تسليم الطفلين لوالدتهما حتى البت في القضية.
مشاركة :