لمحات كثيرة برزت خلال منافسات بطولة «يورو 2020» التي توج بها المنتخب الإيطالي بعد فوزه على نظيره الإنكليزي بركلات الترجيح في النهائي. العديد من الأهداف العكسية، المرونة الهائلة في النواحي الخططية، الكرة الجذابة... اتجاهات وضعتها بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) قد تؤثر في مسيرة كرة القدم خلال المواسم القليلة المقبلة، كما منحت أنصار كرة القدم الهجومية أملاً في المستقبل. وقال نجم كرة القدم الألماني السابق والقائد الأسبق للمنتخب الألماني (مانشافت) مايكل بالاك: "كان جيدا أن نرى أن معظم الفرق لا تنتظر، ولكنها تبحث عن الخلاص من خلال الهجوم"، مضيفاً أنه من دواعي السرور "أن تعود كرة القدم الهجومية". وقد تترك هذه الاتجاهات الخططية أثرها على مستقبل اللعبة، ومن هذه الاتجاهات واللمحات يبرز عدة نقاط منها: المرونة الخططية المنتخبات التي قدمت أفضل عروض كانت هي المنتخبات التي لديها مدربون يمكنهم التفاعل طبقا لأحداث المباراة دون الاعتماد الصارم على نظام لعب واحد، ففي دور الستة عشر على سبيل المثال، لجأ غاريث ساوثغيت المدير الفني للمنتخب الإنكليزي إلى تغيير تشكيله الدفاعي وأثمر هذا بتحقيق الفوز على المنتخب الألماني. وواصل المنتخب الإنكليزي اللعب بأسلوب مرن خلال مبارياته في البطولة، والاعتماد على أربعة لاعبين في خط الدفاع مع تغيير هذا مرارا إلى ثلاثة لاعبين فقط لحظة بناء اللعب في اتجاه مرمى المنافس. وفي الوقت نفسه، كانت لدى كاسبر هيلماند المدير الفني للمنتخب الدنماركي الشجاعة لتغيير تشكيلته أكثر من مرة. الروح الهجومية الكرة الدفاعية غير الجذابة نادرا ما تؤدي للنجاح، ومقارنة بالنسخ السابقة من البطولات الأوروبية، حل أسلوب الاستحواذ على الكرة بديلا للاعتماد البحت على خطط الهجمة المرتدة، وكان للمنتخبات الكبيرة النصيب الأكبر في المباريات. ورغم هذا، أشاد الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني السابق لأرسنال الإنكليزي بما يطلق عليها "المنتخبات الصغيرة" وذلك مقارنة بالنسخ السابقة من البطولات الأوروبية. وصرح فينغر لمجلة "كيكر" الألمانية: "لم يدافعوا فقط عن حياتهم، وإنما حاولوا أيضا أخذ زمام المبادرة في الاستحواذ على الكرة"، غير أن الاستحواذ على الكرة بدون وجود مهاجمين لديهم فعالية كبيرة، لا يؤدي للنجاح. قواعد الوباء عدد الأهداف التي سجلت في الشوط الأول من المباريات تزايد بشكل معتدل وبنسبة 20 في المئة مقارنة بيورو 2016، ولكن العدد المسجل في الشوط الثاني تزايد بشكل أكبر وبمعدل الثلث عن نسخة 2016. وللمرة الأولى في تاريخ بطولة كبيرة يسمح للمدربين بإجراء خمسة تغييرات بدلا من ثلاثة، وذلك طبقا للقواعد الخاصة المطبقة بسبب جائحة كورونا. وكانت النتيجة وجود لاعبين منتعشين في الناحية الهجومية حتى في المراحل الأخيرة من المباريات. وقرر صانعو القرار في كرة القدم العالمية أن هذا الاستثناء قد يظل مطبقا في المباريات الدولية حتى صيف 2022. «النيران الصديقة» أصبح تصدر الأهداف العكسية لقائمة الأهداف المسجلة في البطولة بسرعة بمثابة ملاحظة مثيرة للضحك في يورو 2020، التي شهدت تسجيل 11 لاعبا لأهداف في شباكهم قبل المباراة النهائية. وشهدت جميع النسخ السابقة من البطولة الأوروبية مجتمعة تسعة أهداف عكسية فقط. ولكن ظاهرة الأهداف العكسية لم تكن جديدة، حيث شهدت بطولة كأس العالم 2018 في روسيا رقما قياسيا من هذه الأهداف بلغ 12 هدفا.
مشاركة :