أودت أعمال العنف المستمرة في جنوب أفريقيا منذ دخول الرئيس السابق جايكوب زوما الحبس، بحياة 45 شخصاً على الأقل قضى قسم منهم من جراء التدافع وتواصل النهب رغم دعوة السلطات إلى الهدوء وانتشار الجيش. وقتِل 26 شخصاً في مقاطعة كوزاولو ناتال حيث اندلعت الاضطرابات الجمعة غداة سجن زوما، كما قتل 19 آخرون في جوهانسبرغ. وقضى قسم كبير من هؤلاء جراء عمليات تدافع شهدتها مراكز تجارية عدة في البلاد أمس الأول. وفي سويتو، البلدة الكبيرة الملاصقة لجوهانسبرغ، عثر على جثث 10 أشخاص مساء بعد ساعات من تعرض المركز التجاري «ندوفيا» للنهب. وكان رئيس وزراء مقاطعة كوزاولو ناتال سيهلي زيكالالا قال إن الكثير من الضحايا سقطوا خلال «تدافع في إطار أعمال شغب». وأظهرت صور النهب حشوداً غفيرة وعشوائية، يندفع كل شخص بينها لأخذ شاشات تلفزيونية كبيرة ودراجات للأطفال وكراسي مكتب وحفاضات وعلب أغذية محفوظة وكل ما يمكن حمله. وانضم كثر إلى مثيري الشغب، وأغلبهم من الشباب، في المتاجر المنهوبة بحثاً عن الطعام أو الأجهزة لإعادة بيعها، في ظل تدهور اقتصادي سببته القيود السارية منذ نهاية يونيو للحد من الموجة الثالثة للوباء. بدورها، أطلقت الشرطة التي بدت أقلية وسط هذا الجمع الرصاص المطاطي للتفريق، ما أثار الذعر بين الناس الذين فروا من مواقف السيارات في مراكز التسوق أو في شوارع المدن الرئيسة المتضررة وعلى الأرصفة التي تناثرت عليها قطع الزجاج والقمامة وتصطف على طرفيها المباني والسيارات المحترقة. وتم توقيف 757 شخصاً حتى الآن، أغلبهم في جوهانسبرغ، وفق ما ذكر وزير الشرطة بيكي سيلي. وتعهد بأن الوضع لن يتدهور أكثر، فيما تستمر أعمال النهب وخصوصاً في سويتو بغرب جوهانسبرغ حيث بدأ الجيش بتسيير دوريات.
مشاركة :