تاريخ التلفيق والتوثيق في قضية فلسطين .. الأردن وحـــرب عـــام 1948.. الـمجـريات والـنـتـائـج

  • 7/14/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬ندوة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬عمان‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأردنية‭ ‬–‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬–‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬طلال‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬كتاب‭ ‬للأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬عيسى‭ ‬العدوان‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬–‭ ‬التلفيق‭ ‬والتوثيق‭ ‬–‭ ‬فلسطين‭ ‬وآخرون‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬–‭ ‬ضمن‭ ‬تخصص‭ ‬التوثيق‭ ‬والتحليل،‭ ‬وهو‭ ‬نتاج‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الجمع‭ ‬والبحث‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬مئات‭ ‬الوثائق‭ ‬في‭ ‬الأرشيفات‭ ‬العالمية،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬ليخرج‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬صورة‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحليل‭ ‬والتوثيق‭ ‬والدراسات‭ ‬التاريخية‭ ‬السياسية،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إرفاق‭ ‬مئات‭ ‬صور‭ ‬الوثائق‭ ‬الأصلية‭ ‬فيه‭.‬ حيث‭ ‬قدم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭  ‬الأردني‭ ‬الأسبق‭ ‬الأستاذ‭ ‬عدنان‭ ‬أبو‭ ‬عودة‭ ‬قراءته‭ ‬للكتاب‭ ‬فقال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬وأحد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬لتقدم‭ ‬التوثيق‭ ‬الحقيقي‭ ‬والصادق‭ ‬والعلمي‭ ‬المهم‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬والقدس‭ ‬والمقدسات‭ ‬والإنسان‭ ‬العربي،‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لدعم‭ ‬تثبيت‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬ووطنه،‭ ‬كما‭ ‬قدم‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأردنية‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬محافظة‭ ‬تقييما‭ ‬أوليّا‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬اعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬توثيق‭ ‬أكاديمي‭ ‬تحليلي‭ ‬معتمد‭ ‬على‭ ‬الوثائق،‭ ‬وبما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬كتابة‭ ‬تاريخ‭ ‬الدولة‭ ‬الأردنية،‭ ‬بل‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬ وأهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭: ‬ ‭- ‬الاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬الوثائق‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬النقل‭ ‬السمعي‭ ‬والمشهور‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭.‬ ‭- ‬محاكاة‭ ‬3‭ ‬شخصيات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬أثرت‭ ‬وأسهمت‭ ‬في‭ ‬مضمون‭ ‬الأحداث‭.‬ ‭- ‬تقديم‭ ‬تسلسل‭ ‬زمني‭ ‬محكم‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬المعلومات‭ ‬لتصبح‭ ‬ضمن‭ ‬الفهم‭ ‬المعرفي‭ ‬وليس‭ ‬المعلوماتي‭.‬ ‭- ‬تكامل‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعدد‭ ‬الملفات‭ ‬المطروحة‭ ‬للتحليل‭ ‬والتوثيق‭ ‬لتشمل‭ ‬مختلف‭ ‬عناصر‭ ‬القضية‭ ‬تقريبا‭ ‬حيث‭ ‬بالإمكان‭ ‬إيجاد‭ ‬الباحث‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬معين،‭ ‬أما‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬معلومات‭ ‬معرفية‭ ‬عن‭ ‬موضوعات‭ ‬متشابكة‭ ‬متعددة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬خرافي‭.‬ ‭- ‬إرفاق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬وثيقة‭ ‬هي‭ ‬المستند‭ ‬المعرفي‭ ‬للكتاب،‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالعادة‭ ‬المتبعة‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬الوثائق‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬وجودها‭.‬ ‭- ‬تحليل‭ ‬توثيقي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬التوثيق‭ ‬الخمسة‭ ‬كيف‭ ‬تفكر‭ ‬وهي‭: (‬ماذا‭_‬متى‭_ ‬أين‭_‬كيف‭ _‬من؟‭).‬ ‭- ‬انضباط‭ ‬وعدم‭ ‬اتباع‭ ‬اسلوب‭ ‬المواربة‭ ‬أو‭ ‬الاستهداف‭ ‬أو‭ ‬التبرؤ‭ ‬والتبرير‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬العلائق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موضوع‭ ‬بالتحليل‭ ‬والتكشيف‭ ‬والتصنيف‭ ‬والتوثيق‭.‬ إن‭ ‬محاور‭ ‬الكتاب‭ ‬النقدية‭ ‬التوثيقية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬البحث‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬يخرج‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬شكله‭ ‬العلمي‭ ‬التوثيقي،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬استهداف‭ ‬أحد،‭ ‬أو‭ ‬تبرئة‭ ‬أحد،‭ ‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬تظهره‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها،‭ ‬لتكون‭ ‬هي‭ ‬النبراس‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬منه‭ ‬عملية‭ ‬البحث‭ ‬والتوثيق‭. ‬هل‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬يستطيعون‭ ‬فعلاً‭ ‬نجدة‭ ‬فلسطين؟‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬تتوافر‭ ‬للعرب‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬إمكانيات‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحسابات‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والأهم‭ ‬وجود‭ ‬الشرخ‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬فلسطين‭ ‬الموزعين‭ ‬بين‭ (‬آل‭ ‬الحسيني‭ ‬وآل‭ ‬النشاشيبي‭)‬،‭ ‬وبين‭ ‬فلاحين‭ ‬وحضر،‭ ‬ويهود‭ ‬ومسيحيين‭ ‬ومسلمين،‭ ‬ملاك‭ ‬أراض‭ ‬عرب‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬وفلاحين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬منتفعين‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬إلا‭ ‬حجج‭ ‬انتفاع‭ ‬لا‭ ‬حجج‭ ‬طابو‭ ‬أو‭ ‬ملكية‭ ‬لأراضيهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قوانين‭ ‬الأراضي‭ ‬العثمانية‭ ‬المجحفة‭ ‬والمهلكة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والعرب‭.‬ هل‭ ‬دافعت‭ ‬الجيوش‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬كمتطلب‭ ‬عسكري‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬السياسية،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬معتقد‭ ‬ديني‭ ‬وقومي،‭ ‬أي‭ ‬أنهم‭ ‬ذهبوا‭ ‬للقتال‭ ‬والشهادة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬حكوماتهم‭ ‬العربية‭.‬ هل‭ ‬فعلا‭ ‬كانت‭ ‬بريطانيا‭ ‬وحلفاؤها‭ - ‬وأهمهم‭ ‬أمريكا‭ - ‬عقدوا‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬يهودية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وعلى‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬الكنيسة‭ ‬التي‭ ‬ولد‭ ‬بها‭ ‬السيد‭ ‬المسيح،‭ ‬وأن‭ ‬يعملوا‭ ‬على‭ ‬إمساك‭ ‬العصا‭ ‬من‭ ‬المنتصف‭ ‬لخلق‭ ‬عداء‭ (‬إسلامي‭ ‬يهودي‭) ‬ليصبح‭ ‬عداء‭ ‬دينيا‭ ‬تاريخيا،‭ ‬يفضي‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬الاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬لحله،‭ ‬والذي‭ ‬يمهد‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬تنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬ حيث‭ ‬يتحدث‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬فصوله‭ ‬الأربعة‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬وأن‭ ‬العرب‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬مشاركين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬قمع‭ ‬أو‭ ‬استهداف‭ ‬لليهود،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬دائما‭ ‬محتضنين‭ ‬لليهود‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬والتنكيل‭ ‬الغربي‭ ‬الأوروبي؛‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬تسلسل‭ ‬تاريخي‭ ‬توثيقي‭ ‬لكل‭ ‬ذلك‭. ‬ثم‭ ‬تقديم‭ ‬الاستهداف‭ ‬الغربي‭ ‬للمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الانتداب‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬برعاية‭ ‬عصبة‭ ‬الأمم،‭ ‬وتقاسم‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬بين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬والإنجليز‭ ‬ضمن‭ ‬اتفاق‭ (‬سايكس‭ ‬بيكو‭) ‬وحركة‭ ‬النزوح‭ ‬اليهودي‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ووجودهم‭ ‬فيها‭ ‬ضمن‭ ‬حماية‭ ‬ورعاية‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬ثم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬انتقال‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬اليهود،‭ ‬ودور‭ ‬الولاء‭ ‬العثماني‭ ‬ثم‭ ‬حكومة‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬انتقال‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬اليهود،‭ ‬وتحت‭ ‬مسميات‭ ‬وطرق‭ ‬مختلفة،‭ ‬وكذلك‭ ‬تقديم‭ ‬مهم‭ ‬لدور‭ ‬أهل‭ ‬الأردن‭ ‬والملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الأول‭ ‬والدولة‭ ‬الأردنية‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ضمن‭ ‬مفهوم‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭ ‬والأراضي‭ ‬المقدسة‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬الوصاية‭ ‬الهاشمية‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬وأهلها،‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬تلا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الضفتين،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬الافكار‭ ‬والرسائل‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬المؤسس‭ ‬لدولة‭ ‬الأردن‭ ‬يقدمها‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬ثم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬اليهودية‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العالمية،‭ ‬وكذلك‭ ‬دور‭ ‬الثورة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬مفهوم‭ ‬الحق‭ ‬العربي‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يسود‭ ‬تركيا‭ ‬من‭ ‬إعلاء‭ ‬فكرة‭ ‬العرق‭ ‬التركي‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الخلافة‭ ‬العثمانية،‭ ‬كذلك‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬المعلومات‭ ‬المعرفية‭ ‬عن‭ ‬الاستهداف‭ ‬البريطاني‭ ‬الاستعماري‭ ‬للمنطقة،‭ ‬والتغلغل‭ ‬الإنجليزي‭ ‬عبر‭ ‬الفهم‭ ‬الاستشراقي‭ ‬للمكان‭ ‬والتاريخ‭ ‬والعادات،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالإنسان‭ ‬العربي،‭ ‬وكذلك‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والإنجليز‭ ‬تحت‭ ‬مفهوم‭ ‬الرمد‭ ‬ولا‭ ‬العمى،‭ ‬وتوقيع‭ ‬كل‭ ‬المعاهدات‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليز‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬مختلفة‭. ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬المعلومات‭ ‬الدقيقة‭ ‬والموثقة‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬وأيامها‭ ‬والتسلسل‭ ‬المعرفي‭ ‬فيها،‭ ‬ودور‭ ‬الأردن‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والعرض‭ ‬والانسان‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والمقدسات‭ ‬الاسلامية‭ ‬والمسيحية،‭ ‬بعيداً‭ ‬عما‭ ‬يتم‭ ‬تناقله‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬وقصص‭ ‬وخزعبلات‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أصل‭ ‬ولا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬معلومات‭ ‬توثيقية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬أغلبها‭ ‬روايات‭ ‬وبطولات‭ ‬وقصص‭ ‬خيالية‭. ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬العربي‭ ‬الأردني‭ ‬انتصر‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬ضمن‭ ‬حسابات‭ ‬التكليف‭ ‬والانجاز‭ ‬والنتائج‭ ‬وحافظ‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬على‭ ‬22%‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬أراضي‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬تحليل‭ ‬وثائقي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬170‭ ‬وثيقة‭ ‬للملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الأول‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬مع‭ ‬تشبيكها‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬والوقائع‭ ‬والنتائج‭ ‬ومقارنتها‭ ‬بما‭ ‬ذكره‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬–‭ ‬الضابط‭ ‬وقتها‭- ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬والرئيس‭ ‬وصفي‭ ‬التل‭ ‬الضابط‭ ‬في‭ ‬جيش‭ ‬الإنقاذ‭ ‬العربي‭ ‬وقتها‭.‬ في‭ ‬ختام‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬التوثيقية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمعارك‭ ‬والبطولات‭ ‬والاجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬والمقدسات،‭ ‬وكذلك‭ ‬قيام‭ ‬الأردن‭ ‬بأهم‭ ‬أمر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الأردني‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬بين‭ ‬أعوام‭ (‬1948‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1967‭) ‬وهي‭ ‬من‭ ‬فترات‭ ‬الحُكم‭ ‬القصيرة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي‭ ‬لفلسطين،‭ ‬إن‭ ‬قصر‭ ‬فترة‭ ‬الحُكم‭ ‬الأردني‭ ‬والاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬تبعها‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يذكر‭ ‬توثيقا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬هو‭ ‬الفضل‭ ‬للأردن‭ ‬في‭ ‬تثبيتها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬ووطنه‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجود‭ ‬حكم‭ ‬ودولة‭ ‬قانون‭ ‬ومؤسسات‭ ‬وجيش‭ ‬رسمي‭ ‬بتقديم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬والإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬والانعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والأمان،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأردنية‭ ‬وكوادر‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭ ‬الأردنية‭ ‬والإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬الأردنية‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ (‬القدس‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭) ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حرب‭ ‬1948‭ ‬أكد‭ ‬الحقوق‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬كذلك‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬الشباب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إمكانية‭ ‬التعلم‭ ‬وممارسة‭ ‬الحياة‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬سيادية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬ الأردن‭ ‬تحمل‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬ووطني‭ ‬وعروبي‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوثيق‭ ‬لم‭ ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬احتواء‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬وذلك‭ ‬باعتبارهم‭ ‬مواطنين‭ ‬بكامل‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬وتقاسم‭ ‬العيش‭ ‬معهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أبين‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وهو‭ ‬الأخطر‭ ‬والمميز،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬فيما‭ ‬أعتقد‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬الكرامة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نتيجة‭ ‬القهر‭ ‬والعزلة‭ ‬والقمع‭ ‬والتنكيل‭ ‬من‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وإعادة‭ ‬تثبيت‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬أرضهم‭ ‬ووطنهم،‭ ‬وبأن‭ ‬يعيش‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أرضه‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬وإنسانية‭ ‬يمارس‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬صنوف‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬التعلم،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والتجارة،‭ ‬والزراعة،‭ ‬والصناعة،‭ ‬وحتى‭ ‬السياسة‭ ‬وانتخاب‭ ‬ممثليه‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الأردني‭ ‬بشقيه‭ ‬النواب‭ ‬والأعيان‭.‬ الأردن‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بتأمين‭ ‬ذلك‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬سخّر‭ ‬كل‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬وامكانياتها،‭ ‬وأبناء‭ ‬الأردن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬وقدم‭ ‬الشهداء‭ ‬تلو‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬استطاع‭ ‬الأردن‭ ‬أن‭ ‬يحافظ‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬1948‮»‬‭.‬   { مستشار‭ ‬مركز‭ ‬الخليج‭ ‬ للدراسات‭ ‬الاستراتيجية

مشاركة :