بيروت 13 يوليو 2021 (شينخوا) حذر الوزير المنتدب لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية المكلف بالتجارة الخارجية والاستقطاب فرانك ريستر، اليوم (الثلاثاء) من إصدار عقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة. وقال ريستر في تصريحات بعد زيارته مرفأ بيروت، الذي دمره انفجار هائل في الرابع من أغسطس الماضي إنه "لا يمكن الاستمرار هكذا في لبنان، وستصدر عقوبات بحق المسؤولين الذين يعرقلون تشكيل الحكومة". وتابع "رسالتنا اليوم هي لتأكيد دعمنا للبنانيين، ولتذكير المسؤولين بالوعود التي أطلقوها". وكان مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الذي يضم وزراء الخارجية، قد وافق مبدئيا يوم أمس الإثنين على إنشاء نظام للعقوبات للضغط على المسؤولين عن التعطيل السياسي في لبنان ولتحقيق الخروج من الأزمة. وأضاف ريستر أن "فرنسا تعمل في الأطر اللوجستية، وتقوم بالدراسات اللازمة لتأمين عودة الحياة إلى مرفأ بيروت بأسرع وقت ممكن، وتحترم وعودها بمساعدة لبنان على عكس السلطة اللبنانية التي لم تلتزم الإصلاحات". وأكد أن "فرنسا تقف إلى جانب لبنان واللبنانيين منذ اليوم الأول من الانفجار في المرفأ، وقد حضر الرئيس الفرنسي مباشرة وأطلق مبادرة من أجل لبنان، كما حضرت فرق من الجيش الفرنسي وقدمت المساعدات الصحية والإنسانية للمتضررين". وتابع "ساعدنا الضحايا وعائلاتهم، وقدمت 85 مليون يورو أعطيت للبنان في العام 2020 كمساعدات في مختلف القطاعات، فضلا عن عمليات ميدانية وأموال خصصت فقط لترميم مرفأ بيروت". وضرب انفجار ضخم مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي بسبب تخزين كمية مصادرة تبلغ 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" الشديدة الانفجار من دون وقاية منذ العام 2014. وتسبب الانفجار في مقتل أكثر من 200 شخص وجرح 6 آلاف و500 آخرين، إضافة إلى وقوع دمار هائل في أحياء بيروت شرد أكثر من 300 ألف شخص وأوقع خسائر مادية قدرت ب15 مليار دولار. وكان الوزير الفرنسي قد اجتمع مع الرئيس اللبناني ميشال عون، وأبلغه أن زيارته تهدف "للاطلاع على مسار المساعدات الفرنسية للبنان في مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت". من جهته، شكر عون، فرنسا على دعمها للبنان، وعرض الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة في البلاد، وأكد على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات جادة، بحسب بيان صدر عن مكتبه الإعلامي. وقال عون "إن اللبنانيين يحفظون للرئيس الفرنسي مبادراته في المؤتمرات التي عقدت وسوف تعقد من أجل دعم لبنان، ومنها المؤتمر المقرر بداية الشهر المقبل والمخصص لمساعدة الشعب اللبناني". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد زار بيروت مرتين منذ انفجار مرفأ بيروت، ودعا السياسيين اللبنانيين إلى تنفيذ إصلاحات ذات مصداقية لإطلاق آلية مساعدات دولية للبنان، لكنهم فشلوا في ذلك. ويشهد لبنان شغورا حكوميا منذ أغسطس الماضي بسبب العجز عن تشكيل حكومة جديدة بسبب خلافات بين رئيس البلاد ميشال عون، وصهره النائب جبران باسيل من جهة، ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، من جهة أخرى، على الحصص الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة. ويترافق الشغور الحكومي مع أزمة اقتصادية ومالية تعد، بحسب تقرير للبنك الدولي، من بين "الأزمات العشر وربما من بين الأزمات الثلاث الأكثر حدة عالميا منذ أواسط القرن 19 في غياب أي أفق حل يخرجه من واقع مترد يفاقمه شلل سياسي".
مشاركة :