هل العراق على حافة الهاوية؟ عنوان خطير لمناقشة موضوع مهم يتعلق بمستقبل العراق كدولة وكيان ووجود. فالذي تمر به البلاد حاليا يعتبر من اهم واخطر مراحل وجوده كدولة في العصر الحديث. فهل يستمر العراق دولة واحدة؟ وهل تبسط الدولة سيادتها على الداخل وهيبتها في الخارج؟ ام ان هناك حديث آخر؟ ان الفشل المتراكم من العقود الماضية في إدارة الدولة العراقية يلقي بظلاله الثقيلة على الواقع الحالي، فالحروب العبثية للنظام السابق اولا؛ والحصار الاقتصادي الطويل ثانيا؛ والاحتلال الاميركي عام 2003 ثالثا؛ والصراعات الداخلية والطائفية رابعا؛ وظهور التنظيمات الإرهابية والمفخخات والتفجيرات المدمرة التي استمرت لسنوات وسقوط بعض المحافظات سادسا، يرافق كل ذلك سوء إدارة الموارد الاقتصادية الضخمة بعد عام 2003 والفساد الذي نخر جسد الدولة وفوضى السلاح والتحديات الخارجية كل ذلك لا يمكن ان ينتج دولة رصينة قادرة على توفير ابسط مقومات العيش الكريم لمواطنيها. وبالفعل لم تستطع الدولة ان تنهض من تحت الركام لتنتج منظومة حكم ناجحة تستطيع التعامل مع الارهاب والاحتلال والاقتصاد الربعي ومشكلة الخدمات الاساسية، بل بالعكس سادت حالة الانقسام بين الفرقاء السياسيين، ولم ينجح المواطن في اختيار ممثلين على قدر من المسؤولية رغم تعدد التجارب الانتخابية. ان العراق اليوم امام تحدي حقيقي يتمثل في النهوض بالدولة وفرض هيبتها على أراضيها ومواطنيها رغم الأزمات العنيفة التي تضرب كل مفاصل الحياة، وأمام استحقاق انتخابي قريب يمثل فرصة أخيرة امام المواطن للمشاركة ولاختيار منظومة ناجحة للسلطة التشريعية القادمة تكون نزيهة همها الوحيد تقديم المصلحة العامة على غيرها من المصالح لإخراج العراق من ازماته المتعددة ان توفرت الشروط الموضوعية لنجاح الانتخابات. فهل نحن نقف على حافة الهاوية؟ ام ان هناك ضوءا بالعاشر من تشرين في نهاية النفق؟
مشاركة :