توفي طفل حديث الولادة في غضون ساعة من إعطائه غاز الضحك عن طريق الخطأ بدلا من الأكسجين، كما ورد في نتائج التحقيق. وتلقى جون غانم أكسيد النيتروز بسبب خطأ فادح في تركيب المعدات في المستشفى التي ولد فيها في غرب سيدني، بحسب تقرير الطب الشرعي. وقالت دونا وارد، محامية التحقيق، إن التحقيق في الحادثة في محكمة ليدكومب كورونرز، الذي انطلق يوم الاثنين الماضي، ومن المقرر أن يستمر أسبوعين، سيركز على ظروف وفاة جون، بما في ذلك ضيق التنفس عند الولادة وتركيب واختبار أنابيب الغاز، "لمحاولة تقليل فرصة حدوث ذلك مرة أخرى". ووُلد جون، الطفل الرابع ليوسف وسونيا غانم، بعملية قيصرية في الساعة 11.54 صباحا في 13 يوليو 2016 بعد أن اكتشف الأطباء وجود بكتيريا مرتبطة بالإنتان الوليدي. وتم وضعه في غرفة إنعاش حديثي الولادة عندما لاحظ الأطباء أن جزءا مفكوكا من حبله السري ملفوف حول رقبته ولم يكن يتنفس بشكل صحيح. وحاول أحد الأطباء "تحفيز جون عن طريق فركه بقطعة قماش" قبل استخدام جهاز إنعاش للرضع لدفع الهواء إلى أجزاء جسمه. ثم تم إعطاؤه الأكسجين من خط غاز عليه علامة الأكسجين على لوحة مثبتة على الحائط. وحاول الطبيب إنعاش جون باستخدام 50% من الأكسجين، ثم الأكسجين بنسبة 100% من لوحة غازات طبية مثبتة على الحائط في غرفة العمليات الثامنة. ولم تتحسن حالة الرضيع وبدأت عملية الإنعاش القلبي الرئوي، لكن استجابته للإنعاش كانت غير متوقعة، وتم إعلان وفاته بحلول الساعة 12.51 مساء. وفي اليوم التالي لوفاة جون، ناقشت مديرة قسم الولادة في وحدة الولادة في مستشفى بانكستاون ليدكومب، وطبيبة الأطفال، مقالا من الهند عن وفاة طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات وطفل آخر يبلغ من العمر 18 شهرا ترك في حالة خطيرة بعد إعطائه أكسيد النيتروز عن طريق الخطأ، بدلا من الأكسجين. واعتقدت المديرة أن الأمر يستحق التحقيق لأنها "نظرت في كل سبب آخر". وقدمت "طلبا ذا أولوية عالية" لفحص لوحة الغاز في غرفة العمليات، ولكن لم يتم تنفيذ ذلك إلا بعد ستة أيام أخرى، وفقا لتقرير صادر عن التحقيق في صحيفة Sydney Morning Herald . وعقب التحقيق، أقر المقاول كريستوفر تيرنر، الذي قام بتركيب خط أنابيب الغاز في عام 2015، بالذنب في التهمة الموجهة إليه بعدم الامتثال لواجب الصحة والسلامة، ووقع تغريمه بـ 100 ألف دولار العام الماضي. وأشار تقرير صحيفة Sydney Morning Herald إلى أن حادثة مماثلة وقعت في الغرفة نفسها في يونيو 2016، إلا أن الرضيعة أميليا خان تمكنت من النجاة بحياتها مع إصابتها بتلف في الدماغ، ولم يكن من المتوقع أن تعيش أكثر من بضعة أشهر. وتبلغ أميليا الآن من العمر خمس سنوات وتعاني من شلل دماغي رباعي. ويتميز غاز الضحك بالقدرة على تغيير الحالة المزاجية للإنسان، كما أنه معتمد من قبل أطباء الأسنان للتخدير، ويستخدم في بعض الأحيان أثناء عمليات الولادة لتخفيف الألم. ووجدت دراسات عدة أن استخدام هذا الغاز دون إشراف طبي أمر خطير للغاية، حيث أنه يتسبب بنقص الأكسجين عند استنشاقه، ما قد يؤدي إلى الاختناق وفقدان الوعي بسبب تدني مستويات الأكسجين في الدماغ. كما يعمل غاز الضحك على منع وصول الإشارات الصادرة عن أجزاء مختلفة من الدماغ إلى العقل الواعي، ما يعطي شعورا مؤقتا بالاسترخاء والابتهاج لدى من يستنشقه. المصدر: إندبندنت تابعوا RT على
مشاركة :