أعلنت حركة طالبان التي تشن منذ شهرين هجوماً على عدة جبهات ضد القوات الأفغانية سيطرتها على معبر «سبين بولداك» الحدودي المهم مع باكستان في ولاية قندهار الجنوبية، مسجلة تقدمًا جديدًا منذ تسريع القوات الدولية انسحابها من أفغانستان. وإن قالت وزارة الداخلية الأفغانية إن القوات الأفغانية «صدت» هجوم طالبان، فقد أكد مصدر أمني باكستاني أن راية طالبان البيضاء رُفعت في البلدة الحدودية. وقد انتشرت صور لمقاتلي طالبان على وسائل التواصل الاجتماعي وقد بدا عليهم الارتياح. ويأتي إعلان طالبان بعد أيام من قتال عنيف في مختلف أنحاء ولاية قندهار، حيث اضطرت الحكومة إلى نشر مقاتلين من القوات الخاصة للحيلولة دون سقوط عاصمة الولاية مع تقدم طالبان باتجاه المعبر الحدودي. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق عريان إن «إرهابيي طالبان تحركوا بالقرب من المنطقة الحدودية» في منطقة سبين بولداك، لكن «القوات الأمنية صدت هجومهم». ويعد المعبر الحدودي أحد أكثر المعابر أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لطالبان، إذ يمكن الوصول عبره مباشرة إلى إقليم بلوشستان الباكستاني، حيث تتمركز قيادة طالبان منذ عقود وينتشر عدد غير معروف من المقاتلين الاحتياطيين الذين يُرسلون إلى أفغانستان للقتال. وبلوشستان وجهة يقصدها المقاتلون لتلقي العلاج الطبي وتعيش فيها عائلات كثيرين منهم. ويربط طريق سريع رئيسي الحدود بالعاصمة التجارية الباكستانية كراتشي ومينائها الواسع على بحر العرب. وأثارت السرعة الهائلة للهجمات التي خاضتها طالبان على عدة جبهات مخاوف من إنهاك قوات الأمن الأفغانية. ففي واشنطن، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع جون كيربي إن النجاح في صد طالبان سيعتمد على قادة البلاد، وليس على ما ستفعله الولايات المتحدة. وقال كيربي للصحافيين «إنهم يعرفون ما يتعين عليهم فعله».
مشاركة :