وافق الاوروبيون الاربعاء على بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة حول اتفاق للتبادل الحر رغم الارباك الدبلوماسي الناجم عن التوقف الاضطراري لطائرة الرئيس البوليفي اثر الاشتباه في انها تنقل المستشار السابق لدى الاستخبارات الاميركية ادوراد سنودن ، وفي برلين، اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاربعاء ان المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حول اتفاق للتبادل الحر ستبدأ في الثامن من يوليو، لكن في المقابل ستقوم مجموعات عمل بتوضيح حجم التجسس الذي قام به الاميركيون. وقال باروزو في برلين في ختام لقاء مع 18 رئيس دولة وحكومة في الاتحاد الاوروبي وبعد خلاف بين باريس وبرلين بشأن المسار المفترض اتباعه "اتفقنا اليوم على الامر التالي: نؤمن بالعلاقة عبر الاطلسي ، لكننا نريد في الوقت نفسه مجموعات عمل" تقوم بتحليل انعكاس عمليات التجسس الاميركية. وفي برلين، اعلن الرئيس فرنسوا هولاند انه "لا يمكن ان تبدأ مفاوضات تجارية من دون ان تبدأ في الوقت نفسه محادثات مع الولايات المتحدة حول نشاط اجهزة الاستخبارات في دولنا وحماية المعلومات الشخصية" ، وقال ايضا ان هذا الموقف "هو تسوية"، "لكنها التسوية الصائبة". وحرص باروزو على التذكير بان المفوضية الاوروبي هي المخولة التفاوض باسم الاوروبيين وان من مسؤولياتها اجراء هذه المحادثات ، ومساء الاربعاء اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان الولايات المتحدة تتعامل "جديا" مع القلق الاوروبي اثر كشف المعلومات حول عمليات التجسس. واتفق اوباما وميركل في اتصال هاتفي الاربعاء على ان يلتقي مسؤولون من البلدين للتباحث في هذه المسائل بالتفصيل خلال الايام المقبلة، حسبما اعلن البيت الابيض في بيان. واكد البيت الابيض من جهة اخرى ان مجموعة من الخبراء الاوروبيين والاميركيين ستلتقي في "8 يوليو" لتبادل المعلومات حول البرنامج الاميركي للتجسس على الاتصالات "بريزم" الذي استهدف ايضا مواطنين اوروبيين. وصباح الاربعاء، كانت وجهات النظر لا تزال غير موحدة اذ ابدت برلين تأييدها لبدء المفاوضات سريعا بينما دعت باريس الى "تعليق موقت" للعملية على خلفية ما تكشف من فضائح تتعلق بعمليات التجسس التي قامت بها اجهزة الاستخبارات الاميركية في اوروبا. والمفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر عبر الاطلسي حصلت على الضوء الاخضر اثناء قمة اخيرة لمجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية على ان تبدأ المحادثات الفعلية الاسبوع المقبل في الولايات المتحدة. ويقف سنودن المستشار السابق لدى وكالة الامن القومي الاميركية وراء تسريب المعلومات حول برنامج التجسس الاميركي ، وبعد ان توارى سنودن عن الانظار اثر رحيله عن هونغ كونغ قبل 11 يوما، سمح في نهاية الاسبوع الماضي بنشر معلومات جديدة حول عمليات تجسس على اتصالات في الاتحاد الاوروبي مما اثار غضب العديد من الدول الاوروبية وفي مقدمتها فرنسا والمانيا. واضطر الرئيس البوليفي ايفو موراليس بعد الاشتباه بان طائرته تنقل سنودن على متنها الى التوقف بشكل اضطراري في فيينا لمدة 13 ساعة خلال عودته من موسكو بعد ان رفض عدد من الدول الاوروبية من بينها فرنسا السماح للطائرة بعبور مجالها الجوي ، وتمكن موراليس مساء الاربعاء من مغادرة العاصمة النمساوية والعودة الى بلاده بعد التوقف للتزود بالوقود في اسبانيا والبرازيل.
مشاركة :