افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أمس المؤتمر الدولي الثالث اسمع صوتي- التعليم والابتكار، المُقام بالتعاون مع مدينة دبي الطبية، وبرعاية مجموعة الرستماني، وتنظيم مركز كلماتي، في مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي، الكائن في مدينة دبي الطبية، ويستمر المؤتمر يومين. وتزخر أجندة برامج المؤتمر بعدد من الجلسات النقاشية، التي تُعنى وبشكل أساسيّ بقدرات الصم وضعاف السمع، والتحديات التي تواجههم، ومجالات الابتكار والإبداع التي بإمكانهم وضع بصمة مميزة لهم فيها، وتناول اليوم الأول جلسات دارت حول محاور القدرات اللغوية الإبداعية وتعليم الصم وضعاف السمع، والدور المؤسساتي في تعليم الصم وضعاف السمع، وطرق الإبداع لديهم، وسيُناقَش في جلسات المؤتمر اليوم، موضوعات عدة، منها لغة الإشارة وإنجازات ناجحة، إضافة إلى مجالات الابتكار في الحصول على وظيفة، والتعبير عن النفس، علاوةً على تقديم بعض نماذج العلاج التواصلي مع الطلاب والطالبات الصم. وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته الافتتاحية في المؤتمر: نجاح المجتمع مرهون دائماً بمدى تأهيل كل فرد فيه إلى أقصى ما تسمح به قدراته؛ فالمجتمع الناجح بالفعل هو ذلك المجتمع الجاد والحريص معاً على توفير مختلف الاحتياجات والإمكانات في المجالات كافة أمام كل فرد فيه، وتحقيق كل آماله وطموحاته، وهذا يتناسب تماماً مع الرؤية الوطنية للتنمية البشرية الطموحة في الإمارات. وثمّن الشيخ نهيان بن مبارك خطوة المؤتمر المُهمة نحو بناء قدرات وطنية في عصر الابتكار الذي نعيش بين دفاته هذه الأيام، لتعليم الصم وضعاف السمع، ونشر الوعي المجتمعي حول التحديات القائمة أمامهم، بل وتسليط الضوء على العوامل المختلفة لتأهيل هذه الفئة الكريمة من أبناء وبنات المجتمع، سواء أكانت عوامل نفسية، أو اجتماعية، أو طبية، أو أكاديمية، عوضاً عن التركيز على أفضل وسائل التعامل مع تلك العوامل، وتعويد المجتمع ذاته على مناقشتها بتحليل أدوار الأسرة، والمعلمين في المدارس، ومراكز التأهيل، وجميع مؤسسات المجتمع، ونشر المعرفة بلغة الإشارة، كل ذلك في إطار وعي وفهم عميق لاحتياجات الطلبة الصم المتعلمين المتفاوتة من شخص لآخر. نهيان بن مبارك: نجاح المجتمع مرهون بمدى تأهيل كل أفراده وقال كولين ألين، رئيس جمعية الاتحاد العالمي للصم، في رده على سؤال لالخليج إن المشكلة الرئيسية التي تواجه الصم في أغلبية دول العالم هي نوعية التعلم، وهذا يشمل المناهج المُعدلة حسب قدرات الفرد الأصم، على صعيد المعرفة اللغوية، والثقافية، والتاريخية، ومقدار كفاءة وتدريب المعلمين في المدارس، بحيث يبلغون احتياجات الصم ومن يعانون من إعاقات سمعية، إلى جانب البيئة المحيطة الأكاديمية ومدى تأهيلها، لكي تتناسب وقدرات الصم، وطريقة تعلمهم المعتمدة بشكلٍ كبير على المهارات البصرية.وأكد ألين أن رؤية الجمعية التي يترأسها والقائمين عليها تتلخص في السعي الحثيث لتمكين جميع الأشخاص الصم حول العالم من الحصول على الاعتراف والإقرار بلغة الإشارة، وحق استخدامها كحق من حقوق الإنسان بكافة مناحي الحياة، وذلك عبر التعاون مع الأمم المتحدة، ومنظماتها، ووكالاتها، وجمعيات الصم في شتى بلدان العالم. أبرز المعوقات تناول الدكتور طارق الريّس، أستاذ وعميد الدراسات العليا في جامعة الملك سعود، الرياض- المملكة العربية السعودية والمُطور والمشرف العام على برامج الدراسات العليا للتلامذة ذوي الإعاقات السمعية في الجامعة، في جلسة القدرات اللغوية الإبداعية وتعليم الصم وضعاف السمع، أبرز معوقات دمج الطلاب الصم في البيئات المختلفة، المتمثلة في عدم تهيئة البيئة المدرسية في السعودية، وتكييف مناهج التعليم العام، وتدريب معلمي التعليم العام على التواصل الفعّال مع الطلاب الصم. وأوضح الريّس أن المعوقات تتضمن أيضاً الاتجاهات السلبيّة الموجودة لدى كل من المعلمين والطلبة، وعدم وجود القدر الكافي من الخدمات المساندة في برامج الدمج، من مثل: (مترجم لغة الإشارة، ومدون البيانات، وإخصائي التواصل)، وعدم تطبيق البرنامج التربوي الفردي بشكل صحيح في برامج الدمج، نظراً لغياب وجود الفريق، المُتمحور لبُّ مهامه حول التمعن في تفاصيل هذا البرنامج التربوي والانغماس في حيثياته، بما يتماشى مع احتياجات الطالب الأصم بشكله الأمثل، مشيراً إلى أن هذا العجز لا يقتصر على مجال الصم ومن يعانون من إعاقات سمعية فحسبْ، بل يتواجد بقوة في مجال التربية الخاصة بشكلٍ عام.
مشاركة :