رفع الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أصدق التهاني إلى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى شعب الإمارات والشعوب العربية الإسلامية، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد1437، مشيراً إلى أن هذا العام يحمل في طياته عظيم التفاؤل والبشائر بانتصارات عربية تنهي أباطيل الفئات الباغية والضالة، ومآسي الشعوب العربية المؤلمة. جاء ذلك خلال احتفال الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بذكرى الهجرة النبوية، وحلول العام الهجري الجديد 1437، على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، بحضور محمد مطر الكعبي والمديرين التنفيذيين في الهيئة، ووفد من علماء الأزهر، وحشد من الحضور. وقال الكعبي في كلمة الهيئة التي ألقاها نيابة عنه خليفة الظاهري، الواعظ في الهيئة: ونحن نحتفل اليوم بالهجرة المجيدة تتلاطم في عالمنا العربي الأمواج، وتدمّر الفئات الباغية والجماعات المتطرفة أركانه، تسفك الدماء، وتستحل الحرمات، وتنتهك الأوطان والمقدسات، وتدمر المعالم الحضارية للإسلام والمسلمين، فويل لها ممّا زعمت ومارست وانتهكت، وويل لهم ممّا يصنعون باسم الإسلام، وها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجه نحو المدينة ليتخذها وطناً ويبنيها حضارة، ويؤسّس للعالم من خلال الهجرة إليها، مجتمع التسامح والإخاء، وووطن التحضر والرخاء. وأضاف في هذه المناسبة نوجه عدداً من الرسائل الهادفة الدقيقة، أولاها أن بناء الوطن العزيز المنيع يستدعي بناء القوة العسكرية الحامية لحدوده ومصالحه ومكتسباته، أسوة بما فعله عليه الصلاة والسلام، وهكذا ينتهج جنودنا الأبطال، وهم يدافعون عن الشرعية المنتهكة، والوطن المستباح في اليمن الشقيق ضمن قوات التحالف العربي، فإليهم وإلى قواتنا المسلحة خالص الدعاء بالنصر المؤزر بإذن الله. وشهداؤنا الأبرار رجال باعوا نفيساً وغالياً، وجوهراً وثميناً من أجل وطن كان لهم أغلى شريف، جادوا بالحياة من أجل إحياء الحق، فما أزكى صنيعهم، وما أشرف دماءهم، لله قد أضاؤوا التاريخ بمواقفهم، وكتبوا بدمائهم سطوراً من العزة والنصر، والمجد والتضحية، فعليهم من الله رحمته ومغفرته. وأشار الكعبي إلى أن ثانية الرسائل، هي أن الإسلام جوهره السلام والوئام، وكل من يعيش في مجتمعاته ينعم بالأمان والكرامة والمواطنة الحقة، لا ظلم لأحد، ولا حقد ولا إقصاء لأحد أو انتقاص لحقوق أحد، وبذل السلام للعالم هي رسالة الإسلام، رسالته السامية ومقصده الرفيع. أما ثالثة الرسائل فتتجلى في أن الهجرة ليست فراراً من الأوطان بل هي هجرة نحو قيام وطن الأمن والإيمان، وتحمّل أعباء بنائه بعد الاعتصام بحبل الله والتآخي والتعاون. وختم الكعبي كلمته قائلاً: فاللهم نسألك الرحمة والدرجات العلى لشهدائنا الأبرار، والأمن والرخاء والازدهار لوطننا العزيز، في ظل قيادتنا الحكيمة، وأن تردّ المسلمين إليك رداً جميلاً. ومن جانبه، نقل الدكتور محمد زكي رزق، من علماء الأزهر، تحيات الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، وتهانيه إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، متناولاً في كلمته محور الهجرة وصناعة المجد، مركزاً فيها على جهود النبي عليه الصلاة والسلام في بناء الدولة الحضارية التي أصبحت اليوم مثالاً يحتذى لو حافظ المسلمون على مبادئها وفكرها وأهدافها. ومن جهته، تحدث عبد الرحمن الشامسي، الواعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، متطرقاً إلى الهجرة وحب الأوطان، مشيداً فيها بما بذله رجال القوات المسلحة في نصرة شعب اليمن والشرعية المسلوبة، ومترحّماً على الشهداء الذين أبلوا في سبيل الله، ورسموا أجمل اللوحات الوطنية في نصرة المظلوم، وحب الوطن وطاعة وليّ الأمر ونصرة الحق، ومداواة المكلوم وإعانة الضعيف، وإغاثة الملهوف، مؤكداً أن الزمان قد خلد عقب استشهاد وإصابة جنود الإمارات تلك العلاقة الأبوية بين القيادة الرشيدة والرعية، وكشف عن التلاحم الأصيل الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً. واختتم الحفل بكلمة للدكتور عبد الرحمن عباس، تناول فيها جانباً من أخلاق النبوة التي يجب التمسك بها، والسلوك على نهجها، ليعمّ الأمن والاستقرار والصلاح في المجتمعات كافة.
مشاركة :