شيعت جموع غفيرة في الرياض الأكاديمي الدكتور ناصر البراق الملحق الثقافي السابق في سفارتي خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب والسودان ورئيس قسم الصحافة والنشر بجامعة الإمام الذي رحل صباح الإثنين 15 يوليو الماضي بمستشفى «هارلي ستريت كلينك» في العاصمة لندن أثناء فترة علاجه الذي أمر به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل نحو أسبوع من وفاته. ووصل الجثمان إلى العاصمة الرياض فجر أمس الخميس قبل أن يصلى عليه بعد عصر ذات اليوم ويوارى جثمانه الثرى في مقبرة «شمال الرياض». البراق الذي رحل عن عمر ناهز الـ49 عاما، بعد مسيرة إعلامية امتدت لأكثر من 3 عقود يعد من أبرز الإعلاميين السعوديين الذين كانت لهم بصمة كبيرة في ميادين الصحافة والعمل الأكاديمي والإعلامي والثقافي. وعمل في فترة سنينه المبكرة في صحيفة الحياة اللندنية وصحيفة اليوم وإذاعة الرياض وعدداً من الوسائل الإعلامية التي تميز من خلالها بالكتابة في الصفحات السياسية والثقافية، كما كان عضوًا بارزا في عدد من اللجان الإعلامية والثقافية، وخلال فترة تدرجه الإعلامي والأكاديمي اختارته وزارة الإعلام مستشارا إعلاميا إضافة إلى عمله محاضرا في جامعة تبوك. وخلال تقلده لمنصبي الملحق الثقافي في سفارة المملكة في كل من المغرب والسودان، كان جسراً عبر من خلاله مثقفو السعودية نحو بلاد المغرب العربي ومثقفيها ومد جسوراً من التواصل ومثّل بلاده في معارض الكتاب الكبرى هناك كما ابتكر فكرة «الصالون الثقافي» الذي كان حاضناً لكبار المثقفين في البلدان التي عمل بها ومثقفي المملكة. وشارك الأكاديمي البراق في منتدى اليوم الدولي لمكافحة الفساد الذي نظمته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) بعنوان: (النزاهة في مؤسسات العدالة الجنائية)، احتفاءً باليوم الدولي لمكافحة الفساد 2017م وقدم خلال مشاركته بحثا أكاديميا عن الفساد ومكافحته. ورغم إصابته في أواسط سنة 2015 بداء السرطان واشتداد الألم في نهاية 2020 إلا أن البراق «الأستاذ المشارك» وأثناء فترة علاجه ظل يواصل أبحاثه ودراساته في سبيل بلوغ رتبة «البروفيسور». وفور إعلان نبأ وفاته نعته المملكة بمسؤوليها ومثقفيها، إذ كتب وزير الإعلام السعودي، ماجد القصبي «تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الدكتور ناصر البراق؛ الذي عُرف بتميُّزه الأكاديمي في مجال الإعلام، وعمله كملحق ثقافي في المغرب والسودان. وتابع: أتقدم بخالص التعازي لأسرته الكريمة ومحبيه، سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، «إنا لله وإنا إليه راجعون». وكتب بدر العساكر مدير مكتب ولي العهد وعضو مجلس إدارة مسك، «رحم الله الأكاديمي والإعلامي الدكتور ناصر البراق الذي خدم وطنه في مجالات ثقافية عدة، وأماكن مختلفة، وترك أثرا جميلا في نفوس من عرفوه وعملوا برفقته..اللهم اغفر له وارحمه، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان» فيما نعاه الأديب السعودي مرزوق بن تنباك عبر حسابه قائلا مرزوق بن تنباك «مؤلم أن تنطفي شمعة مضيئة في الحياة الثقافية والاجتماعية بهذه السرعة والمؤلم أكثر لأصدقاء الدكتور ناصر تلك الظروف التي حكمت عليه بالبعد عنهم رغم ما بذل في حياته من الحب للناس والقرب منهم رحم الله أبا نواف وإن بالنفس من الألم ما الله به عليم. وكتب الدكتور عبدالله الغذامي «رحمه الله وغفر له مر خفيفاً رضياً مهذباً مع الجميع شارك في العمل الرسمي الثقافي وفي الثقافة الحرة، وكان فيها كلها جاداً ومتفانياً، مر بظرف صحي صعب، وصبر وتصبر، ضيفه الله جنته ورضوانه.
مشاركة :