في وقت تتصاعد وتيرة الهجمات الإلكترونية على عشرات الشركات الأميركية الكبرى ، أظهرت نتائج تحقيق أجرته الجهات الأمنية في أميركا أن جماعة REvil، التي يعتقد على نطاق واسع بأنها مرتبطة بروسيا ولكن دون وجود دليل دامغ، تقف وراء غالبية تلك الهجمات. يشير تقرير لمجلة فوربس إلى أن الهجمات التي تقف وراءها المجموعة شملت شركات عملاقة على غرار Quanta Computer وAcer بالإضافة إلى شركة Invenergy التي تضمنت عملية ابتزاز لرئيس الشركة باستخدام ملفات شخصية جرت قرصنتها. وتعرضت Invenergy التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها، الشهر الماضي، لهجوم إلكتروني باستخدام برامج الفدية في وقت هددت فيه جماعة القراصنة بتسريب معلومات حساسة وحرجة مرتبطة بالرئيس التنفيذي للشركة مايكل بولسكي، بحسب ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز". وقالت الشركة في بيان، إنها لن تقوم بدفع أي فدية لجماعة القراصنة REvil والتي يعتقد على نطاق واسع ارتباطها بروسيا، مؤكدة أنها لن تخضع للابتزاز الذي تمارسه الجماعة عليها، مضيفة أنها قامت بالتحقيق في بعض "الأنشطة غير المصرح بها" على نظمها للمعلومات. وجاء بيان الشركة بعد أن قالت إحدى أخطر عصابات المعلومات في العالم على موقعها الإلكتروني بشبكة "الإنترنت المظلمة"، أو ما يصطلح على تسميته بـ"Dark Web"، حيث عالم الجريمة الإلكترونية الخفي، إنها نجحت في قرصنة نحو 4 تيرابيت من بيانات الشركة. وتطرقت الجماعة أيضا إلى معلومات شخصية تخص رئيس الشركة التنفيذي من بينها عشرات الرسائل من البريد الإلكتروني التي تخص بولسكي، بالإضافة إلى بعض "المعلومات الساخنة" حول طلاقه من زوجته الأخيرة وصور غير لائقة على حد زعم العصابة. بولسكي الذي ينحدر من أصول روسية لديه ثروة تقدر بنحو 1.5 مليار دولار، نجح في تكوينها بعد هجرته إلى الولايات المتحدة في عام 1976 حين حط الرحال قادما من الاتحاد السوفيتي وهو لا يملك من حطام الدنيا سوى 500 دولار فقط، بحسب "فوربس". على مدار سنوات نجح الرجل في تأسيس شركة عملاقة لمشروعات الرياح، وتلقت حياته الأسرية ضربة عام 2007 بعد طلاق مايا بولسكي منه، والتي حصلت على 180 مليون دولار من ثروته، الطلاق الذي كان يعد أحد أكثر عمليات الانفصال الزوجية كلفة في ذلك التوقيت. وقبل أسابيع، أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها استعادت أكثر من نصف قيمة الفدية المالية البالغة 4.4 ملايين دولار، والتي سددتها شركة "كولونيال بايبلاين" لمجموعة القرصنة الإلكترونية "دارك سايد"، إثر تنفيذها هجوماً أدى لإغلاق شبكة نفطية ضخمة في أكبر اقتصاد بالعالم. وكانت الهجمات الإلكترونية محور أول لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلادمير بوتين الشهر الماضي.
مشاركة :