"بنك أوف أمريكا": اقتصاد الولايات المتحدة اجتاز ذروة النمو والتضخم

  • 7/16/2021
  • 20:21
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال بنك أوف أمريكا إن الاقتصاد الأمريكي اجتاز الذروة في النمو والتضخم، وإثر ذلك خفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي لهذا العام، وفقا لـ"رويترز". وأكد البنك في مذكرة أمس، أنه عدل توقعاته لتأتي انعكاسا للبيانات الأخيرة، وصار يتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 6.5 في المائة، هذا العام مقابل 7 في المائة، سابقا. وقال اقتصاديون في البنك في مذكرة "بدأ النمو الاقتصادي يهدأ، لكن الأهم من ذلك أننا نعتقد أن الاقتصاد سيستقر على مسار نمو لا يزال يفوق مثلي وتيرة معدل ما قبل الجائحة، وهو اتجاه صعودي فاجأ الكثيرين، مؤكدين أنهم ما زالوا يتوقعون نموا 5.5 في المائة العام المقبل. وفي ذروة انتشار كوفيد العام الماضي، خصصت مؤسسات "وول ستريت" عشرات المليارات من الدولارات لتغطية مدفوعات محتملة لأفراد وشركات. لكن لم تسجل حالات إفلاس كبيرة وتمكنت المصارف من الإفراج عن احتياطيات في الربع الثاني، بلغت 2.4 مليار دولار في مجموعة "سيتيجروب" و2.2 مليار دولار في "بنك أوف أمريكا" و1.6 مليار دولار لدى "ويلز فارجو". وقال براين موينيهان الرئيس التنفيذي لـ"بنك أوف أمريكا"، في مؤتمر عبر الهاتف في تصريحات سابقة "إن حملات التطعيم يرافقها الدعم المستمر للإجراءات المالية والنقدية عززت الانتعاش الكامل والسريع واستعادة الاقتصاد عافيته". إلى ذلك، بدأ قادة دول حوض المحيط الهادئ أمس، محادثات عبر الفيديو يشارك فيها الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبينج للبحث في تحرك طارئ لمواجهة جائحة كوفيد-19 والأزمات الاقتصادية الناجمة عنها. وكانت جاسيندا آردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا قد دعت إلى الاجتماع غير المسبوق عبر الفيديو بمشاركة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "آيبك"، الذي يضم 21 بلدا. وتستضيف آردرن في تشرين الثاني (نوفمبر) القمة السنوية للمنتدى، لكنها عدت أن الظروف الاستثنائية الناجمة عن كوفيد-19 تجعل من الضروري التصدي لقضايا تتطلب معالجة فورية. وقالت قبل الاجتماع الذي بدأ عند الساعة 23.00 بالتوقيت المحلي (11.00 توقيت جرينتش) أمس "إنها مناسبة فريدة لجمع قادة من أجل مناقشة كيفية تخطي منطقتنا الأزمة الصحية وتسريع التعافي الاقتصادي". وتحدّثت آردرن عن ضرورة تعزيز التنسيق عبر الحدود في حين يواجه فيه العالم تفشيا سريعا لمتحورات الفيروس وصدمة اقتصادية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية. وأضافت أن "الاستجابة الجماعية ضرورية لتسريع التعافي الاقتصادي في المنطقة". وأعلن البيت الأبيض قبل المحادثات أن الولايات المتحدة تريد أن تكون "بمنزلة ترسانة للقاحات في المنطقة". وقال مسؤولون أمريكيون إن المحادثات هي المناسبة الأولى، التي يلتقي فيها بايدن عديدا من قادة منتدى آيبك منذ توليه سد الرئاسة، بما يتيح له تسليط الضوء على هدف تسعى واشنطن إلى تحقيقه يتمثل بجعل "منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة". ويشكل الناتج المحلي لدول منتدى "آيبك" مجتمعة 60 في المائة، من إجمالي الناتج العالمي، وسيشارك في المحادثات، التي ستعقد عبر الفيديو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسا الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا والأسترالي سكوت موريسون وقادة آخرون. لكن التركيز سيكون منصبا حول ما إذا سيتمكن بايدن وشي من تخطي التوترات، التي تشوب العلاقات الأمريكية- الصينية للتعاون من أجل إنجاح جدول أعمال آردرن. وتتهم واشنطن بكين بعدم الشفافية بشأن منشأ الجائحة، ما يفاقم التوترات القائمة حول قضايا على غرار الرسوم التجارية والمعاملة، التي يلقاها الأويجور في شينجيانج. وأشارت آردرن إلى أنها تريد تعزيز سلطات منظمة الصحة العالمية وإقامة أنظمة عابرة للحدود من أجل كشف أي جائحات مستقبلية سريعا والاستجابة لها. ودفعت باتجاه تحسين التعاون الدولي على صعيد اللقاحات، عادة أن الطفرات، التي تتسبب فيها المتحورة "دلتا" في تايلاند وإندونيسيا تبين لم يعد خطأ إعطاء الدول الأولوية لشعبها في التلقيح. ويعد تعزيز موارد آلية كوفاكس لتوفير اللقاحات للدول الأكثر فقرا، ركنا أساسيا ضمن خطة آردرن، لكن هذه الآلية تواجه صعوبات في توفير كميات كافية من الجرعات للدول الفقيرة. وبصفتها مضيفة منتدى "آيبك" لهذا العام أمرت آردرن المسؤولين بالعمل على تسريع نقل التجهيزات الطبية واللقاحات المضادة لكوفيد-19 في المنطقة. لكن رئيسة الوزراء النيوزيلندية دعت هذا الأسبوع إلى عدم عقد آمال كبيرة على توصل المجتمعين إلى نتائج بالغة الأهمية، عادة أن اللقاء مناسبة لجمع قادة المنطقة لبحث التحديات الراهنة بشكل جماعي. ومن جهة أخرى، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل واضح التزام بلديهما بالشراكة عبر الأطلسي، وذلك خلال لقائهما الخميس، فيما يرجح أن تكون آخر زيارة رسمية لميركل إلى واشنطن. وتعد ميركل أول رئيس حكومة في أوروبا يستقبلها بايدن بالبيت الأبيض منذ توليه منصبه، وتمثل الزيارة محاولة لبداية جديدة في العلاقات الألمانية الأمريكية، التي تدهورت خلال فترة ولاية سلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب. وقالت ميركل بعد محادثات مكثفة مع بايدن: "لسنا حلفاء وشركاء فقط، لكننا أيضا دول صديقة". وشكر بايدن ميركل على قيادتها لألمانيا في الوقت، الذي تستعد فيه لإنهاء 16 عاما قضتها في المنصب، وقال إن الشراكة بين واشنطن وبرلين ستزداد قوة على الأساس، الذي ساعدت ميركل في بنائه. وأكد الجانبان مجددا على التزامهما بـ "التعاون الثنائي الوثيق فيما يتعلق بدعم السلام والأمن والازدهار في جميع أنحاء العالم". كما أنهما أوضحا استمرار الخلاف، فيما بينهما فيما يتعلق بخط أنابيب الغاز المثير للجدل نورد ستريم 2، والذي اكتمل تقريبا وسيزود أوروبا بالغاز الطبيعي عبر ألمانيا. وقال بايدن إنه يمكن حتى لأقرب الأصدقاء أن يختلفوا في الرأي، مضيفا أنه أعرب مجددا لميركل عن مخاوفه، مضيفا أن الولايات المتحدة وألمانيا اتفقتا على دعم أوكرانيا في جهود الإصلاح وفيما يتعلق بسيادتها ووحدة أراضيها. وسينقل نورد ستريم الغاز الطبيعي من روسيا مباشرة إلى ألمانيا متجاوزا أوكرانيا، وأكدت ميركل أن الهدف من خط الغاز هو أن يكون مشروعا إضافيا، وليس بديلا لأوكرانيا كممر لنقل الغاز الطبيعي . وقالت ميركل "رؤيتنا كانت ولا تزال أن أوكرانيا ستبقى كدولة ممر للغاز الطبيعي، وأن أي شيء خلاف ذلك سيتسبب في توتر كبير". وأكدت أن ألمانيا "سترد بشكل فعال إذا لم تحترم روسيا حق أوكرانيا في أن تكون دولة ممر". وكان مشروع خط الغاز الذي بلغت تكلفته 11 مليار دولار مصدرا للتوترات بين الولايات المتحدة وألمانيا، حيث دفعت أمريكا بأنه يمثل مخاطر أمنية مع زيادة اعتماد أوروبا على روسيا. كما رفض بعض شركاء حلف الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا هذا المشروع. والتقت ميركل في وقت سابق بكامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي وقادة الأعمال في أمريكا كما حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة جونز هوبكنز. وفي أعقاب حصولها على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، قالت في واشنطن البارحة الأولى، "يجب أن نجعل الأمم المتحدة أكثر قدرة على التصرف، لأنها لا تزال تقدم أفضل الفرص لإيجاد إجابات عالمية على أسئلة عالمية". ووجهت ميركل الشكر إلى الولايات المتحدة على "الإسهام العظيم" الذي قدمته في التحول الذي حدث عبر إعادة توحيد شطري ألمانيا، لافتة إلى أنها ستظل ممتنة بشكل شخصي للولايات المتحدة لهذا الإسهام، وأكدت أن ألمانيا وأمريكا مرتبطتان ببعضهما بعضا على أوثق نحو". وقامت المستشارة بأكثر من 20 زيارة لواشنطن خلال 16 عاما في منصبها، وأصبح بايدن هو رابع رئيس أمريكي يشغل البيت الأبيض منذ توليها السلطة في 2005، وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة، إلا أنه لا تزال هناك خلافات بين الولايات المتحدة وأكبر اقتصاد في أوروبا، وتحديدا في مجالات الإنفاق الدفاعي، والعلاقات مع الصين، وبراءات الاختراع المتعلقة بلقاحات كوفيد- 19 وخط أنابيب نورد ستريم، وطغي على زيارة ميركل الفيضانات في غربي ألمانيا وارتفاع عدد القتلى والمفقودين.

مشاركة :