غاريث ساوثغيت «المنهك» متفائل بمستقبل منتخب بلاده الشاب

  • 7/17/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، كان المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، منهكاً للغاية لدرجة أنه كان يغفو في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة، ولدرجة أن عائلته - على حد قوله – قد «التقطت لي كل أنواع الصور السخيفة على مدار بضعة أسابيع من العطلة. لقد تحول الأمر إلى مزحة». والآن، يحتاج ساوثغيت إلى استراحة أخرى، حيث بدا المدير الفني للمنتخب الإنجليزي منهكا للغاية في الصباح التالي لنهائي «يورو 2020» بينما كان يحدق في آخر مكالمة له عبر تطبيق «زوم» مع وسائل الإعلام. فمن يستطيع أن يلومه على ذلك؟ وفي الليلة السابقة، كان المنتخب الإنجليزي قد خسر المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية أمام إيطاليا بركلات الترجيح على ملعب ويمبلي، وكان لذلك تداعيات هائلة، بما في ذلك تعرض اللاعبين الذين أهدروا ركلات الترجيح - ماركوس راشفورد، وجادون سانشو، وبوكايو ساكا – لإساءات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ساوثغيت عن ذلك: «يتعين علينا التأكد من أننا نعتني بهؤلاء الأولاد. لقد كان هذا أكثر شيء كنت أفكر فيه طوال الليل». لقد عمل ساوثغيت مع هذا الفريق لمدة ستة أسابيع متواصلة، من أجل «ترسيخ الثقافة وطريقتنا في اللعب»، على حد قوله، وهو الأمر الذي لا يتاح لأي مدير فني للمنتخبات إلا خلال البطولات الكبرى. سيكون من الصعب عليه رؤية اللاعبين لفترات أقل، ومن الواضح أن ساوثغيت يرغب في العودة يوماً ما للعمل على مستوى الأندية، وربما يحدث ذلك بعد نهائيات كأس العالم في قطر نهاية العام المقبل، عندما ينتهي عقده الحالي مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. وقبل كل شيء، تجب الإشارة إلى أن هناك شعورا بالإحباط الشديد، لأن المنتخب الإنجليزي كان على بُعد خطوة واحدة من الوصول إلى المجد. وقال ساوثغيت عن ذلك: «عندما تكون قريباً جداً من تحقيق الإنجاز، تكون الخسارة أكثر إيلاما - أشعر وكأن معدتي قد اقتلعت من مكانها في صباح هذا اليوم». وأضاف: «أنت تعلم أن مثل هذه الفرص تكون نادرة جداً، لكن يتعين علينا أن نتماسك مرة أخرى ونواصل العمل من جديد. لكن من المؤكد أن هذا الأمر يكون صعبا في اليوم التالي مباشرة». وتابع: «لقد بذلنا كل ما في وسعنا، لذلك فإننا نشعر بالتعب والإرهاق ومستويات الطاقة منخفضة لدينا، كما أننا نشعر بالإحباط بعد الخسارة. سنواصل العمل من جديد، لكن في بعض الأحيان يكون من السهل قول أشياء مثل أننا سنذهب إلى قطر الآن من أجل التعويض والفوز باللقب. لكن الحقيقة أن الرحلة ما زالت طويلة». وإذا كان ساوثغيت لم يقم بإعادة مشاهدة الـ120 دقيقة التي لعبها المنتخب الإنجليزي أمام إيطاليا، لكن من المؤكد أنه سيفعل ذلك في وقت لاحق من أجل تعلم الدروس مما حدث. لكنه، كالعادة، قد وضع هذه المباراة بحلوها ومرها خلف ظهره من أجل التفكير في المستقبل. لقد بدأت إنجلترا تلك المباراة بشكل جيد للغاية، خاصةً في أول 20 دقيقة، عندما بدت إيطاليا مرتبكة من اعتماد المنتخب الإنجليزي على كل من كيران تريبير ولوك شو في النواحي الهجومية من على الطرفين، في الوقت الذي كان يدخل فيه كل من رحيم سترلينغ وماسون ماونت إلى العمق، بينما كان المهاجم الصريح هاري كين يعود للخلف من أجل تسلم الكرة وبناء الهجمات. لكن سرعان ما غير المنتخب الإنجليزي طريقة اللعب، وهو الأمر الذي سمح لخط وسط المنتخب الإيطالي بقيادة جورجينيو وماركو فيراتي بالتحكم في زمام المباراة. وساءت الأمور مع بداية الشوط الثاني، حيث تراجع المنتخب الإنجليزي بشكل مبالغ فيه ولم يعد قادرا على بناء الهجمات والانطلاق للأمام. وعلى مدار فترات طويلة، ظهر المنتخب الإنجليزي مضغوطا للغاية وغير قادر على الخروج بالكرة من الخلف، وهو الأمر الذي شجع المنتخب الإيطالي على ممارسة الضغط بكل خطوطه. وقد أدى ذلك إلى خسارة المنتخب الإنجليزي لمعركة خط الوسط تماما، وهو الأمر الذي دفع ساوثغيت لتغيير طريقة اللعب إلى 4 - 3 - 3 بدءا من الدقيقة 70، رغم أن هذا – من وجهة نظره – قد «فتح مساحات في أماكن أخرى من الملعب». وقال ساوثغيت: «اخترنا تشكيلة الفريق بناء على حقيقة أن المنتخب الإيطالي قادر على التسبب في خلق مشكلة تكتيكية وخططية للفرق المنافسة، وبالنظر إلى أن هناك مناطق من الملعب كان يتعين علينا ممارسة الضغط فيها على إيطاليا، وهي المناطق التي كنا نعتقد أننا قادرون على خلق مشاكل لهم فيها. وأعتقد أن الجميع يتفق على أن الطريقة التي لعبنا بها قد حققت أهدافها تماما في أول 45 دقيقة». وأضاف: «في أول 20 دقيقة من بداية الشوط الثاني، ربما لم نحتفظ بالكرة كما ينبغي، وربما فتحت بعض المساحات في خط دفاعنا، ولم نتمكن من الاحتفاظ بالكرة من أجل الحد من الضغط الذي كان يمارسه الإيطاليون علينا». وتابع: «لقد لعب المنتخب الإيطالي بمهاجم وهمي لبعض الوقت [لورنزو إنسيني، بعد أن لعب دومينيكو بيراردي بدلا من تشيرو إيموبيلي]، وقد كان من الصعب علينا التعامل مع هذا الوضع، لأنه لو تقدم مدافعونا للأمام فإنهم سيتركون مساحات خلفهم؛ وإذا ظلوا في أماكنهم، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الضغط على خط الوسط. وعلاوة على ذلك، فإننا لم نخلق الفرص كما ينبغي». لكن هذا لا يعني أن كل شيء كان سيئا. فبعد الحصول على المركز الرابع في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا، حصل المنتخب الإنجليزي على المركز الثاني في نهائيات كأس الأمم الأوروبية، كما حصل على المركز الثالث في دوري الأمم الأوروبية 2019. ومن المؤكد أن الوصول لهذا المستوى يعزز ثقة اللاعبين في أنفسهم، كما أن ساوثغيت يعرف جيدا أن المنتخبات لا تفوز بالبطولات الكبرى بين عشية وضحاها وأنه يتعين عليها أن تعمل بقوة وتصل إلى مراكز جيدة قبل تحقيق الألقاب في نهاية المطاف. وعلاوة على ذلك، يجب فالواقع يقول أن غالبية لاعبي المنتخب الإنجليزي الحالي ما زالوا صغاراً في السن ولم يصلوا إلى مرحلة النضج الكروي بعد، وأنه لا يوجد في القائمة الحالية سوى لاعبين فقط فوق سن الثلاثين، هما كايل ووكر وجوردان هندرسون البالغان من العمر 31 عاماً. وقال ساوثغيت عن ذلك: «لا يزال اللاعبون الشباب على بعد ما يتراوح بين عامين وأربعة أعوام للوصول إلى الذروة. وبالتالي، ما زال هناك متسع من الوقت أمام هذا الفريق. كانت كأس العالم الأخيرة بروسيا هي بداية الرحلة، وضمت التشكيلة الأساسية أمام إيطاليا سبعة لاعبين ممن لعبوا في روسيا – وكانت خبراتهم حاسمة خلال البطولة. وأوضح ساوثغيت: «هناك الآن مجموعة أخرى من اللاعبين الشباب لديهم فهم أكبر لهذا المستوى العالي، ونظرا للخبرات الكبيرة التي اكتسبوها خلال المشاركة في هاتين البطولتين فإنهم سيعملون على تحقيق المزيد ويعلمون أنهم يملكون القدرات والإمكانيات التي تؤهلهم للوصول إلى ما هو أبعد من ذلك، وهذا هو ما يتعين على المنتخب الإنجليزي البناء عليه. وسوف يعرفون أن هذا هو المستوى الذي تحتاج إليه إنجلترا للوصول إليه إذا كانت تريد الفوز بالبطولات والألقاب».

مشاركة :