ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية. لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة. وتجمع عدد من كبار المسؤولين بينهم عبد الله عبد الله رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق، في فندق فاخر في الدوحة السبت بعد صلاة الفجر. وانضم إليهم مفاوضون من المكتب السياسي لطالبان في الدوحة. وكان من المقرر أن يلتحق بهم الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي لكنّه بقى في كابول في اللحظة الأخيرة، على ما أفاد مصدر. وقالت ناجية انواري المتحدثة باسم الوفد الحكومي المفاوض لوكالة فرانس برس إن "الوفد الرفيع المستوى موجود هنا للتحدث الى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدم"، معبرة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق قريبا. وتابعت "نتوقع أن يسرع ذلك المحادثات (...) وخلال وقت قصير سيتوصل الطرفان إلى نتيجة وسنشهد سلاما دائما وكريما في أفغانستان". قوات الأمن الباكستانية تفرق حشداً مؤيداً لطالبان حاول عبور الحدود مغ أفغانستان اتفاق لوقف إطلاق النار بين مسؤولين محليين وطالبان في ولاية بغرب أفغانستان (الحاكم) -"مستعدون للحور"- شنت حركة طالبان هجوما شاملا على القوات الأفغانية في أوائل ايار/مايو مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية آب/أغسطس. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصا في شمال أفغانستان وغربها، بعيدًا عن معاقلها التقليدية في الجنوب. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم لمحطة الجزيرة القطرية "نحن مستعدون للحوار ومستعدون للمحادثات والمفاوضات واولويتنا ان تحل المشاكل من خلال الحوار". وأضاف "فيما يتعلق بالجانب الآخر لابد ان يكون هناك ارادة صحيحة ومخلصة لإنهاء المشاكل". وبدأت جلسة المحادثات بين وفدي الحكومة الأفغانية وطالبان الذي يقوده الملا عبد الغني برادر بتلاوة أيات من القرآن، على ما كتب نعيم على تويتر السبت. من جهة أخرى، أعادت باكستان السبت فتح جانبها من المنفذ الحدودي مع أفغانستان، الذي أغلقته بعد سيطرة طالبان على بلدة سبين بولداك الحدودية الاسبوع الماضي. وقال المسؤول المحلي في قوات شبه عسكرية باكستانية محمد طيب إنّ القرار اتخذ بسبب "الهدوء النسبي على الجانب الآخر" للحدود، لكنه أشار إلى أن المنفذ سيظل مغلقا أمام حركة التجارة. وعززت طالبان تقدمها في الشمال حيث استمرت المعارك العنيف في بلدة أمير الحرب عبد الرشيد دستم التي تحاذي تركمانستان. وقالت فرنسا السبت بإجلاء نحو مئة من مواطنيها والأفغان العاملين لدى سفارتها في العاصمة مع تدهور الوضع الأمني، على ما أفاد مصدر دبلوماسي. وأجلت دول عدة أخرى من بينها الهند والصين وألمانيا وكندا مواطنيها أو أبلغتهم بضرورة المغادرة خلال الأيام الأخيرة. ويدور قتال مكثف منذ أسابيع في أرجاء أفغانستان، حيث شنت الحركة المتمردة عدة اعتداءات واستولت على عشرات المناطق بسرعة كبيرة. - توتر مع باكستان - وشكلت الحدود الجنوبية لأفغانستان دائما نقطة حساسة في العلاقات مع جارتها. وظلت مقاطعة بلوشستان الباكستانية تؤوي على مدى عقود قادة طالبان الرئيسيين بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين يتوجهون الى أفغانستان بانتظام. بينما يحتدم القتال بين القوات الحكومية وطالبان، تتصاعد أيضا حرب كلامية بين اسلام أباد وكابول التي تتهم الجيش الباكستاني بتقديم دعم جوي للمتمردين في بعض المناطق. ونفت باكستان ذلك بشدة. وكانت إسلام أباد قد أعلنت عن عقد مؤتمر لمختلف الجهات المشاركة في الصراع، من اجل مواجهة تصاعد العنف. لكنّ القمة ارجئت بسبب عطلة عيد الأضحى. وشكلت الحدود الجنوبية لأفغانستان دائما نقطة حساسة في العلاقات مع جارتها. وظلت مقاطعة بلوشستان الباكستانية تؤوي على مدى عقود قادة طالبان الرئيسيين بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين يتوجهون الى أفغانستان بانتظام. وتنتشر القوات الأجنبية في أفغانستان منذ ما يقرب من عشرين عاما، بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001. لكن هذه القوات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة. وشكل حجم هجوم طالبان وسرعته الكبيرين مفاجأة. وقال محللون إنه يهدف على ما يبدو إلى إجبار الحكومة على التفاوض وفق شروط المتمردين أو مواجهة هزيمة عسكرية كاملة.
مشاركة :