(كونا) -- قال المدير العام لإدارة التعليم الديني في وزارة التربية الوطنية التركية نظيف يلماز اليوم، ان تعليم اللغة العربية في بلاده يبدأ من الصف الثاني الابتدائي بشكل اختياري بعد ادراج العربية بالمناهج الدراسية منذ اربع سنوات. واضاف يلماز في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان اللغة العربية تدرس في مدارس الائمة والخطباء في تركيا بصفتها مادة الزامية بدءا من الصف الاول المتوسط حتى نهاية المرحلة الثانوية وتتضمن تسع حصص فيما تشمل حصتين في المدارس الاهلية. واوضح ان منهج اللغة العربية يشتمل على دراسة النحو والشعر والادب بشكل نسبي حتى يمكن الطلبة الاتراك من زيادة قدراتهم على تعلمها نطقا وكتابة وقراءة. وبين يلماز اهمية دور المعلم في تعليم اللغة العربية للطلبة لافتا الى ان المعلمين الاتراك هم من يقومون بتعليم العربية في المدارس التركية مع حضور بعض المعلمين العرب من اجل تطوير المحادثة والمناقشة عند الطلبة. واشار الى ان تدريس اللغة العربية حاضر في الجامعات التركية خاصة في اقسام اللغة العربية واقسام الادب العربي وكليات العلوم الاسلامية والمعروفة باسم (الالهيات) والتي بلغ عددها 95 كلية في جميع انحاء تركيا ويدرس فيها نحو مئة الف طالب. ولفت الى ان بعض ادارات البلديات في بعض المدن تنظم دورات لتعليم اللغة العربية مشيرا الى تدريب 80 معلما لتدريس اللغة العربية في مدينة (ريزا) المطلة على البحر الاسود خلال هذا العام ضمن برنامج تدريب المعلمين. وفي هذا الصدد اوضح ان ادارة التعليم الديني ستفتح قريبا في منطقة (بينديك) في اسطنبول مركزا لتدريب المعلمين على تدريس اللغة العربية وسيستفيد من هذا المشروع 400 طالب ومعلم. وعزا اسباب تعليم اللغة العربية في تركيا الى انها لغة القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة وتعد جسرا بين الامة الاسلامية بصفتها لغة مشتركة وتسهم في زيادة الروابط الاقتصادية والتجارية والسياحية والسياسية وتقوية العلاقات بين المسلمين والعرب ولكثرة وجود اللاجئين العرب في تركيا الذين وصل عددهم الى نحو مليوني لاجئ. واكد اهتمام الادارة بنشر اللغة في تركيا من خلال تنظيم المسابقة الدولية في اللغة العربية سنويا منذ ست سنوات والتي تتضمن مسابقة المعلومات اللغوية وإلقاء الشعر والتمثيل المسرحي والخط العربي وتمثيل القصص واناشيد الاطفال مشيرا ان المسابقة شهدت اقبالا كبيرا من الخارج. وذكر ان ادارة التعليم الديني تنسق شؤون التعليم في الرئاسة العامة للشؤون الدينية التي تشرف على المساجد ودار الافتاء موضحا ان عدد المساجد في تركيا بلغ اكثر من مئة الف مسجد يعمل فيها اكثر من مئة الف معلم ومعلمة لتحفيظ القرآن. واضاف ان الادارة تنظم ايضا امور التعليم في كليات (الالهيات) حيث يلتحق الخريجون برئاسة الشؤون الدينية التركية ليصبحوا ائمة وخطباء ويعمل الآخرون في مراكز تحفيظ القرآن فيما يبقى البعض الآخر في الكلية ليصبح استاذا بعد اتمام دراساته العليا. واوضح ان ادارة التعليم الديني تشرف على اعداد منهج درس الثقافة والدين وهو مادة اجبارية للطلبة المسلمين وليست الزامية لغير المسلمين الاتراك حيث يدرس فيه تاريخ الاديان والاسلام واسس الدين. وبين ايضا ان الادارة تنسق الدروس الاختيارية للطلبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ليختار الطالب القرآن الكريم والسيرة النبوية والاسس الدينية وتشرف على تجهيز الكتب وبرامج الجدول الدراسي مشيرا ان المنهج يحوي على نسبة 40 بالمئة من العلوم الاسلامية و60 بالمئة على العلوم المعاصرة من فنون اسلامية وجميلة وموسيقى ورياضة بدنية ومادة مختصة بالمرور والاسعافات الاولية ومواد عامة. وقال ان مدارس الائمة والخطباء التي تأسست في عام 1924 بعد تأسيس الجمهورية بأربعة شهور تقع تحت مسؤولية الادارة بدءا من افتتاح المدارس التي وصل عددها الى ثلاثة آلاف مدرسة ويدرس فيها نحو 1ر1 مليون طالب وطالبة مرورا بتجهيز الكتب واعداد برامج الحصص التدريسية. ولفت الى ان الادارة انشأت منذ ثلاث سنوات صفوفا تحضيرية في بعض مدارس الائمة والخطباء لتعليم اللغة العربية وتضمن برنامج هذه الصفوف 20 حصة بمشاركة المعلمين الاجانب والاستفادة من المعلمين من الدول العربية خاصة من مصر والاردن وسوريا. وبين ان عدد المدارس التي تم فيها افتتاح الصفوف التحضيرية بلغ 14 مدرسة تدرس فيها اللغة العربية بشكل مكثف موضحا ان الطلبة يتم ارسالهم بعد التعليم الى الخارج وكان احدث ذلك ارسال 200 طالب الى الاردن لمدة شهرين في اطار التعاون على مستوى خمس مدارس بين البلدين. وفي اطار الاهتمام بتقديم الخدمات التعليمية للمواطنين في الخارج قال يلماز ان ادارة التعليم الديني افتتحت مدارس في بلجيكا والنمسا والدنمارك ورومانيا وقرغيزستان وبلغاريا والصومال وبعض الدول الافريقية الأخرى. واعرب عن تطلعه لتنمية العلاقات بين ادارة التعليم الديني والمدارس العربية في انقرة من جانب والادارة ومثيلاتها في الدول العربية من جانب آخر لتحسين اداء الطلبة والمعلمين ورفع مستوى الكفاءة في المؤسسات التعليمية.
مشاركة :