قال الكاتب الإسرائيلي جاكي خوجي إن التوتر الجاري بين مصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة الخاص بنهر النيل، أسفر عن استدعاء إسرائيل للتوسط بينهما، لكنها رفضت. وأضاف جاكي خوجي في مقال ب صحيفة "معاريف" العبرية ، أن "إسرائيل رفضت دون أن يكون لديها أي طموحات بحل مشاكل الآخرين، رغم أن ما يحصل جنوب إسرائيل بين البلدين قد يوجد ما يريح الإسرائيليين في متاعب الآخرين". وذكر الكاتب في مقاله أنه "في خضم الجدل العام في مصر حول هذه المشكلة (سد النهضة)، يرفع شخص من وقت لآخر اسم إسرائيل، وهناك في القاهرة من هو مقتنع بأنها تتوسط سرا للوصول إلى حل للقضية بفضل علاقاتها مع الطرفين، رغم أن هذا ادعاء جدلي، وغالبا ما ينشأ في دوائر المعارضة، التي تظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متعاونا مع إسرائيل في قضية وطنية مهمة". وتابع قائلا: "لقد سأل المصريون إسرائيل قبل نحو عامين عما إذا كانت تريد التوسط في هذه القضية.. تمت مناقشة السؤال بجدية وتقرر رفض الاقتراح بأدب.. فرص نجاح المهمة منخفضة وسيسارع الجانبان وخاصة المصريون، إلى لوم الوسيط على الفشل"، مشيرا إلى أن بعض الدول اكتسبت خبرة في حل نزاعات دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا ودول الخليج. وأفاد بأنه ومنذ بداية الدبلوماسية الإسرائيلية لم يكن لديها طموح لحل مشاكل الآخرين، مبينا أنها إنها ليست مسألة قدرات بل ثقافة سياسية، لأن إسرائيل لم تنظر إلى نفسها على أنها قوة إقليمية، وإذا كان الأمر كذلك فعندئذ عسكريا فقط، وليس دبلوماسيا. وأوضح أن إسرائيل ترى نفسها حتى بعد 70 عاما، عضوا في النضال من أجل الوجود، رغم أنها أقوى من كل جيرانها، مبينا أنه عندما ينشغل الشخص بالبقاء أو على الأقل يختبر نفسه على هذا النحو، فهو لا يخلو من مشاكل الآخرين. وأردف كاتب المقال قائلا: "يقودنا هذا التمييز إلى سؤال أوسع.. هل إسرائيل لاعب جيد في الساحة السياسية؟ هل شرعت يوما في عملية سياسية ذات أهمية استراتيجية؟ حسنا، التاريخ في هذا الشأن لن يتم تدريسه من خلال الدفاع فالسادات فرض السلام مع مصر على إسرائيل.. الاتفاق مع الأردن هو نتيجة ذوبان الجليد في العلاقات مع الفلسطينيين.. وفرضت أوسلو على إسرائيل في أعقاب الانتفاضة الأولى وضغط إدارة كلينتون.. السلام مع الإمارات والبحرين والمغرب جاء من قبل ترامب وبدونه ما كان ليحدث.. حتى هذه الأيام تواجه إسرائيل صعوبة في الترويج لتسوية في غزة والحفاظ على حالة هشاشة من عدم اليقين"، مؤكدا أن الافتقار إلى العزيمة يتسبب في تعثر الموقف. وأشار إلى أن الوساطة كالمبادرة السياسية تتطلب بعض الصفات التي لا تسعى إليها إسرائيل عادة لنفسها، معرجا بالقول: "بالطبع هناك شخصيات في إسرائيل تتمتع بهذه الصفات لكن القيادة الإسرائيلية ليست مبرمجة لحل المشاكل المعقدة بالطرق الدبلوماسية.. إنها جيدة في تحديد العدو وفي الحلول العسكرية.. سيف مصقول لكن اللسان باهت". وأكد أنه بعكس صديقتها الولايات المتحدة، فإن إسرائيل ليست مرسلة لأفكار عالمية، وإذا رأت نفسها على هذا النحو، فهذا ليس واضحا في سلوكها السياسي، على عكس مصر، على سبيل المثال، التي تريد أن تظهر نفسها كدولة مؤثرة، وتلعب دورا إقليميا، وهي في عجلة من أمرها لتقديم خدمات الوساطة لأي جهة تحتاجها، هذا هو الدور المصري، تعبير من المصطلحات السياسية التي تعبر عن مكانتها وتطلعاتها السياسية". المصدر: صحيفة "معاريف" العبرية المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب تابعوا RT على
مشاركة :