أوبك+ التحالف المتماسك .. زيادة تدريجية اعتبارا من أغسطس

  • 7/18/2021
  • 21:41
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قررت مجموعة "أوبك +" زيادة حصص إنتاج أعضائها من النفط 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري بدءا من آب (أغسطس) 2021، في ظل التعافي الاقتصادي العالمي مع انحسار الوباء، وذلك حتى التخلص التدريجي من التعديل على الإنتاج بنحو 5.8 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر) 2022 على أن تعمل المجموعة على تقييم تطورات السوق وأداء الدول المشاركة في كانون الأول (ديسمبر) 2021. وبحسب الاتفاق تم تعديل مستوى الأساس لإنتاج السعودية وروسيا إلى 11.5 مليون برميل يوميا لكل منهما بداية من أيار (مايو) 2022 من 11 مليونا سابقا كما سترتفع حصة الإمارات إلى 3.5 مليون برميل يوميا، كما سيتم تعديل حصص كل من العراق والكويت. وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة أن الاتفاق جيد للغاية وحدث بفضل التفاهم والحوار بين كل الأطراف وسيتم إعادة المزيد من البراميل إلى السوق تدريجيا والباب مفتوح لمزيد من التقييم والمراجعات للسوق. وقال - في المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع الوزاري الـ19 لمجموعة المنتجين في "أوبك" وخارجها "أوبك +" - إننا نتعامل مع حالة من عدم اليقين ولا نستطيع بدقة التنبؤ بتطورات السوق، مشيرا إلى أن الروح الإيجابية الحالية بين المنتجين ستمكننا من استمرار التعاون بعد 2022. ونقل الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن روسيا التزامها وثقتها الكاملة بكل قرارات السعودية والتحالف بشأن مصلحة السوق، موضحا أن الجزائر ونيجيريا أرسلت موافقتها أيضا على خطة عمل المنتجين. وأضاف: "لا أحد يعرف بدقة ما سيحدث بشأن عودة الصادرات الإيرانية وسنقيم هذه التطورات في الاجتماعات الشهرية المقبلة ونراقب أيضا عودة إنتاج فنزويلا وكل التطورات التعافي ما بعد الجائحة. وذكر الأمير عبدالعزيز بن سلمان أننا نثق بشكل كبير في "أوبك +" وقدرتها على الاستمرار والنجاح لمصلحة الدول الأعضاء وأيضا المستهلكين والصناعة بشكل عام ونحن نعطى الجميع طمأنة بمزيد من الفاعلية والنشاط في الفترة المقبلة. وأفاد: "نأخذ في الحسبان تطورات السوق بشكل دقيق ومتواصل وسنلتقي في سبتمبر ونواصل اللقاءات الشهرية، مع حرص المجموعة على الحفاظ على الإجماع وتطويره في كل القرارات، لافتا إلى أن زيادة شهرية بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر هي مناسبة وقد لا يستطيع بعض المنتجين تحقيقها بالكامل. وقال: "جميع دول العالم ملتزمة بدعم خطط تحول الطاقة وتعمل السعودية مع جميع الدول الصديقة على خفض انبعاثات الكربون، مؤكدا وجود موارد ضخمة في السعودية من الطاقة الجديدة وسنستمر في لعب دور كمنتج رئيس للطاقة حول العالم. وأشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أن المجموعة تراقب تطورات الجائحة وستقوم بمراجعات مستمرة لخطط الإمدادات، إذ إن التحالف وجد ليبقى ويستمر اعتمادا على الإجماع والتوافق لتحقيق الثقة والفاعلية، ونأمل أن خطة التعاون بين المنتجين لا تكون مقصورة على الشهور المقبلة ولكن تمتد إلى الأعوام المقبلة وتكون دافعة إلى التوازن وسهلة في الإنجاز، لافتا إلى أن خطة المنتجين ترسم الطريق أمام السوق وتعزز الشفافية وتعمل بمنزلة خطة عمل إرشادية للسوق. ونوه إلى أنه يثق بسياسات أرامكو ولا يتدخل في الأمور التسويقية، متوقعا أن الزيادات الإنتاجية في الشهور المقبلة ستكون ملائمة للمنتجين، مضيفا: "لا ننظر إلى العرض بشكل جزئي ولكن نقيم الأمر لهذا العام والعام المقبل، "أوبك +" لا تستهدف فقط التوازن في شهور قليلة ولكن التوازن المستمر ولا نتحرك شهرا بشهر ولكن ننظر إلى استقرار السوق على مدى طويل لعدة أعوام مقبلة. ونوه الأمير إلى أن زيادة الإنتاج السعودي ستأتي في الوقت المناسب ولكن نحافظ حاليا على بعض السرية في هذا الأمر. من جانبه، قال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي إن الحوار كان وثيقا مع السعودية ومع روسيا و"أوبك" والجميع يعمل لفعل أفضل شيء لمصلحة السوق، مشيرا إلى أن الإمارات ستظل ملتزمة تجاه تحالف "أوبك +". وشكر الوزير السعودية للوصول إلى اتفاق وتوثيق التعاون المشترك بالتنسيق مع روسيا مثمنا قيادة السعودية وروسيا للتحالف موضحا أن التحالف قوي للغاية وملتزم ويتحمل الأعباء كافة لتحقيق توازن السوق وتسهيل التعافي ما بعد الجائحة. وأضاف أن الإمارات تساند كل قرارات التحالف وتؤكد على التعاون المستمر والحوار البناء بين كل الأصدقاء مثمنا العلاقات السعودية - الإماراتية بصفة خاصة، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ القرارات في "أوبك +" وفق إرادة جماعية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب وأن العلاقات الوثيقة بين السعودية والإمارات سهلت الوصول إلى توافق وقرارات مشتركة مقبولة من الجميع. ولفت الوزير إلى أن القيادة السعودية والروسية للمجموعة ساعدت كثيرا على تجاوز أي تباين في وجهات النظر، وتم التوقيع على الاتفاق برضى تام، منوها بتماسك المجموعة وإدراكها للتحديات الواسعة والمتغيرة الراهنة. وأكد وزير الطاقة الإماراتي أن الإمارات ستمضي في خطط تحول الطاقة وزيادة الاعتماد على موارد الطاقة الجديدة بنسبة 40 في المائة في مزيج الطاقة بحلول 2050، وأن بلاده ستظل ملتزمة بالوفاء بجميع الاستحقاقات عليها تجاه دعم "أوبك +"، لافتا إلى أن السعودية أيضا لها سياسات متميزة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتدوير الكربون. من جانب آخر، ذكر البيان الختامي للاجتماع الوزاري الـ19 لـ"أوبك" وغير الأعضاء في منظمة أوبك "أوبك +" أن هناك حالة من التعزيز المستمر لأساسيات السوق حيث أظهر الطلب على النفط علامات واضحة على التحسن وتراجعت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حيث استمر الانتعاش الاقتصادي في معظم أنحاء العالم بمساعدة برامج التطعيم المتسارعة. وأوضح أن الاجتماع رحب بالأداء الإيجابي للدول الأعضاء في إعلان التعاون لـ"أوبك +" حيث بلغت نسبة المطابقة مع تعديلات الإنتاج 113 في المائة، في حزيران (يونيو) (بما في ذلك المكسيك) ما يعزز اتجاه الامتثال العالي من قبل الدول الأعضاء. وأشار البيان إلى أنه في ضوء الأساسيات الحالية لسوق النفط والإجماع على توقعاته قرر الاجتماع إعادة التأكيد على إطار إعلان التعاون الموقع في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2016 والمصادقة عليه في الاجتماعات اللاحقة بما في ذلك في 12 نيسان (أبريل) 2020. ولفت إلى تمديد قرار الاجتماع الوزاري العاشر لـ"أوبك" والمنتجين المستقلين نيسان (أبريل) 2020 حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) 2022. ونوه إلى تعديل الإنتاج الإجمالي بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا على أساس شهري بدءا من آب (أغسطس) 2021 حتى يتم التخلص التدريجي من تعديل الإنتاج 5.8 مليون برميل يوميا وفي كانون الأول (ديسمبر) 2021 يتم تقييم تطورات السوق وأداء البلدان الأعضاء. ونبه البيان إلى الاستمرار في الالتزام بآلية عقد اجتماعات وزارية شهرية لمنظمة أوبك وخارجها طوال مدة إعلان التعاون لتقييم أوضاع السوق واتخاذ قرار بشأن تعديلات مستوى الإنتاج للشهر التالي مع السعي لإنهاء تعديلات الإنتاج بحلول نهاية أيلول (سبتمبر) 2022 وهو ما يخضع لظروف السوق. وأشار إلى إعادة التأكيد على الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية أيلول (سبتمبر) 2021 حيث يجب تقديم خطط التعويضات وفقا لبيان الاجتماع الوزاري الـ15 لمنظمة أوبك وغير الأعضاء، مؤكدا أنه تقرر عقد الاجتماع الوزاري الـ20 لمنظمة أوبك وغير الأعضاء في أوبك في 1 أيلول (سبتمبر) 2021. بدوره، قال إحسان عبدالجبار وزير النفط العراقي إن السوق النفطية شهدت تحسنا في الطلب وتراجعا في الفائض والمخزون. وقال عبدالجبار إن "الاجتماع أكد على تعزيز التعاون الجماعي، والإشادة بامتثال الدول للاتفاق، والتطور الإيجابي في زيادة الطلب على الخام، فضلا عن تراجع المخزونات والفائض النفطي وهذا مؤشر إيجابي مؤثر". من جانبه، قال محمد الفارس وزير النفط الكويتي إن الاتفاق " يأخذ في اعتباره بعض المستجدات في الأسواق ومنها المطالب بإدخال تعديلات على الأساس المرجعي لبعض الدول الأعضاء"، معتبرا أنه "سيكون له آثاره الإيجابية في استقرار الأسواق". وأضاف الفارس في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه بموجب الاتفاق تم "رفع الأساس المرجعي لاحتساب مستويات الإنتاج المقررة مستقبلا لدولة الكويت بمقدار 150 ألف برميل يوميا". فيما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده ستزيد إنتاجها النفطي في النصف الثاني من العام بفضل الاتفاق الجديد الذي توصل إليه تحالف "أوبك +" لكبار منتجي النفط بشأن زيادة الإنتاج. وقال نوفاك إن روسيا ستبدأ زيادة الإنتاج شهريا بواقع 100 ألف برميل يوميا من آب (أغسطس) المقبل على أن تصل إلى مستوى ما قبل الأزمة في أيار (مايو) 2022. وأضاف أن روسيا ستنتج نحو 21 مليون طن أخرى من النفط هذا العام والعام المقبل. وأبلغ قناة روسيا 24 بأن ميزانية بلاده ستزيد 400 مليار روبل (5.4 مليار دولار) بفضل الاتفاق الجديد على أساس متوسط سعر نفط يبلغ 60 دولارا.

مشاركة :