أكد اقتصاديون أن الإصلاحات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في قطاع الاتصالات والبرامج المطورة لتعزيز الدفع الإلكتروني واستخدامات التطبيقات الذكية، سيدفع محافظ مدفوعات الهاتف المحمول نحو آفاق أرحب لخدمة هذا السوق، وزيادة نمو حجم سوق الدفع الإلكتروني في المملكة، في وقت تم فيه أخيراً موافقة مجلس الوزراء على الترخيص لبنكين رقميين بشكل كامل 100 %، أحدهم بمسمى STC يرتبط بمجموعة الاتصالات السعودية، والثاني تحت مسمى البنك السعودي الرقمي، ويؤكد ذلك أن متغيرات المدفوعات المدعومة بالهواتف المحمولة سوف تتجه للنمو المتصاعد، في ظل وجود جيل وشريحة كبيرة من المجتمع تتقبل المتغيرات وتثق بها بشكل سريع، نظراً للدور الذي تقدمه في تسهيل حياة الناس، في جوانب حركات البيع والشراء، والتعامل مع رسوم مختلف الخدمات للقطاعين العام والخاص بشكل سلس وآمن. وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الرحمن باعشن -رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية-: إن السوق السعودية أكبر سوق عربي مرشح للنمو لما حظي به من خطى ومساعٍ تطويرية كبيرة، ومن شأنها أن تدفع بسوق الدفع الإلكتروني نحو نطاق واسع من التعاملات المتعلقة بالتجارة والاستثمار، مشيراً إلى أن ذلك التطور يواكب المرحلة التي تعيشها المملكة حالياً، من حيث البرامج والمشروعات الكبيرة التي تتطلع لها العديد من البلدان وشركات العالم للاستثمار فيها. ولفت باعشن إلى أن تقرير صدر حديثاً عن صندوق النقد العربي، أكد من خلاله أن نشاط شركات التقنيات المالية في عدد من الدول العربية شهد نمواً ملحوظاً في الأعوام الأخيرة، بينما أفصح عن أن حجم سوق الدفع الإلكتروني بلغ عالمياً 3.6 تريليونات دولار، غير أنه من المرجح أن السوق السعودي، هو أكثر الأسواق العربية التي طورت التقنيات المالية فيها في مجال الدفع الإلكتروني في قطاع التجزئة. ولفت باعشن إلى أن نشاط شركات التقنيات المالية السعودية، سيشهد خلال العامين المقبلة نقلة نوعية، لمواكبة التطور الكبير على صعيد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، في وقت ساهمت الزيادة الكبيرة في أعداد مستخدمي الهواتف الذكية في الإسراع بتبني تطبيقات الدفع الإلكتروني في المملكة، مقدمة أبرز النماذج الناجحة في مجال التقنيات المالية الحديثة القابلة للتوسع والتطبيق لبناء استراتيجية قبول مدفوعات الهاتف المحمول في السعودية. من جهته، أكد الاقتصادي عبدالله بن زيد المليحي أن محافظ مدفوعات الهاتف المحمول مهمة، والدليل توجه الاتصالات السعودية إلى تأسيس بنك رقمي متكامل، تحت مظلة مجموعتها الكبيرة، وهذا يبرهن على أن المملكة عملت على تحسين وتشجيع بيئة وعمليات الدفع الإلكتروني، ضمن مساعيها لتطوير القطاع المالي والمصرفي لمواكبة المرحلة التي تمر بها البلاد من مبادرات ومشروعات ضخمة جاذبة للاستثمار. وقال: "في عام 2019 تجاوزت محافظ الهواتف المحمولة بطاقات الائتمان لتصبح أكثر طرق الدفع استخداماً على مستوى العالم. وفي عام 2020 أصبحت جائحة كوفيد– 19 عاملاً متسارعاً آخر للرقمنة المستمرة لمشهد المدفوعات العالمية". ووفق المليحي، فإنه على الرغم من ذلك كان هناك نقص في المعلومات الجيدة والمتسقة حول المشهد العالمي للمدفوعات عبر الهاتف المحمول، إلا أن من ملاحظة أن العديد من الشركات العالمية نشطت نفسها وأخذت تتفاعل مع الواقع التقني والمالي الجديد"، مشيراً إلى أن الجائحة عزز الاتجاهات العالمية التي تشكل مشهد مدفوعات الهاتف المحمول، حيث أخذت تتعمق أكثر في الاتجاهات الإقليمية بل وتعمق في تحليل كل بلد على حدة. ولفت المليح إلى أن مشهد المدفوعات يعد حالياً سريع التطور بدلاً من التخطيط الاستباقي لاستراتيجية قبول المدفوعات عبر الهاتف المحمول.
مشاركة :