من عمق التاريخ وعبق الأماكن وأفق المعالم..كون أضلاع مثلت من الحقائق والوثائق والطرائق.. متعامداً على زاوية قائمة من «الدراية» وأطوال متساوية من «الهواية»..مشكلاً من «التراث» أثراً للتشويق ومن «الآثار» مآثر للتوثيق. حمل «لواء» الأصول التاريخية بهمة «العلا» ورفع «نداء» الفصول الوطنية بمهمة «العلياء» فكتب للوطن «ملحمة» المعاني.. واستكتب للبلاد «لحمة» التفاني في شؤون «الجد» ومتون «المجد» محولاً «إرث» الأزمنة وتأثير «الأمكنة» إلى «ميراث» يتقاسمه «السعوديين» بحصة «الفخر» ونسبة «الاعتزاز» في «استثمار» للمعارف و«ثمار» للمشارف في ملاحم «البطولة» وملامح «الرجولة» وبين «حياض» المعارك وفي فياض «المسالك».. إنه المستشار في الديوان الملكي وأمين عام دارة الملك عبدالعزيز معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري، أحد أبرز رجال الدولة وأشهر المؤرخين والأكاديميين في الوطن. بوجه نجدي عالي المطامح تتعالى فيه ومضات التسامح وسكنات الملامح مع تقاسيم هادئة منصتة تتشابه مع والده وتتكامل مع أخواله، وعينان ناعستان تنضخان بالذكاء من خلف عدسات طبية تشكل جزءًا من هندامه الوطني الأنيق الباهر على محيا زاهر وشخصية مسجوعة بالفصاحة ومشفوعة بالحصافة..تتقاطر تهذيباً وتتسطر تأدباً وصوت بلكنة وطنية مفهومة «المفردات» وسكنة مهنية قويمة «العبارات» تتوارد منها لغة «التاريخ» وتتعالى وسطها هيمنة «التسلسل» وتسمو خلالها حظوة «الحفظ» وترتقي قيها كفاءة «الفهم» قضى السماري من عمره عقودًا وهو يرسم «خرائط» الحقيقة بخطوط خضراء عنوانها «المصداقية» ويثبت «وقائع» المهنية بحدود حمراء ديدنها «الشفافية» متخذاً من «البحث» منهجاً للتاريخ ومن «الاستقراء» نهجاً للترسيخ.. مكملاً «فراغات» التساؤلات البشرية بـ»إجابات» المدلولات الأثرية.. ليكون «أسماً» فريداً في قوائم «المؤثرين» ورقماً منفرداً في مقامات «المسؤولين». أمام منصات «القرار» وفي قاعات «التدريس» وعلى طاولات «التخطيط».. في الرياض وُلد السماري في نهار ربيعي وملأت بشراه قرى «العارض» وامتلأت الاتجاهات بالقدوم الميمون الذي استهلت به مرابع قومه. ونشأ بين أب حكيم وأم متفانية أشبعا قلبه بمضامين «العطف» وملآ وجدانه بموازين «الحنان» وتعتقت نفسه باكراً بأنفاس الصباحات النجدية المجللة بنداءات «الاسترزاق» في أسواق بلدته، وتشربت روحه مبكرًا نفائس المساءات الندية المكللة بأهداءات «الاشتياق» إلى جلسات عائلته. انخطف «السماري» صغيراً إلى «حكايات» التفوق في سلالة عشيرته وانجذب إلى «محكيات» التميز في أصالة أسرته فظل يتأبط «كشكول» الأمنيات مدوناً فيه «خربشات» الطفولة الأولى التي تحولت إلى «صفقات» البطولة المثلي في دروب مستقبل سديد بناه من لبنات «المهارة» وأكمله بإمضاءت «الجدارة» طالباً وأستاذاً ومسؤولاً وموجهاً ووجيهاً ووجهاً بارزاً تجاوز «خط» السبق بخطوات «واثبة» وخطى «واثقة». لاحق السماري بعد نظره «الباكر» الذي جعله يبحث في مكتبات الرياض «العتيقة» ويستبحث في سوالف الأجداد «الشيقة» عن بدايات «بيوت» الطين وتفاصيل «واحات» النخل.. والذاكرة «المهيبة» في شموخ «الدرعية» والرواية الأصلية في منابع وادي حنيفة. والقصص المتوارثة عن بطولات توحيد المناطق والمعاني المحفوظة في قلب «المواطنة» والأسئلة المترابطة بين الإنسان والمكان فصادق «الكتب» و«عانق»»التساؤل» وكافح «الغموض» ليبدأ رحلة التاريخ على صهوة «الذات» ولينزل ركاب «النتائج» على أرضية «الموضوعية». درس مراحل التعليم العام واجتازها بامتياز ثم حصل السماري على الليسانس في التاريخ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1400، ثم حصل على الماجستير من جامعة كاليفورنيا- ريفرسايد في أمريكا عام 1406هـ في التاريخ الحديث، ثم حصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1410هـ.. وعاد إلى أرض الوطن وفي يمناه قبضة الانتصار وفي يسراه تلويحه «الاعتبار»، وعمل أكاديمياً في جامعة الإمام وترقى فيها وتولى مناصب وكيل ثم عميد البحث العلمي ومدير مركز البحوث بجامعة الإمام محمد بن سعود، وعمل وكيلاً لوزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية من 1417-1419، وتم تعيينه أمينا عاماً لدارة الملك عبدالعزيز، وترأس تحرير مجلتي الجامعة والدارة، وشغل منصب الأمين العام لمراكز الدراسات والوثائق بالخليج العربي. وله عضوية في لجان عدة وهيئات وقطاعات تنموية ووزارية ويشغل مناصب فخرية واستشارية عدة، وصدر أمر ملكي في ربيع الثاني عام 1436 بتعيينه مستشارًا في الديوان الملكي. وقد حصل السماري على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، ووسام الفارس من حكومة إيطاليا وتم تكريمه في محافل عدة.. السماري مولع بالتأليف وعاشق للكتابة، وقد صدرت له أكثر من 10 كتب متخصصة في مجالات معرفية وتخصصية عدة ويداوم على إصدارات قادمة. فهد السماري.. المؤرخ «الخبير» والمسؤول «القدير» الذي شيد صروح «المهام» بروح «المهني» وبوح «الوطني» والقامة الشامخة في وقع «العطاء» والقيمة الراسخة في واقع «النماء».
مشاركة :